Share
  • Link copied

خبير: استهلاك “البوفا” يعني الموت.. وهلاك الشباب يقتضي استراتيجية أقوى لمقاومة السلوكات الإدمانيّة ومحاصرتها

باتت أبواب المدارس والمؤسسات التعليمية بالمغرب، خصوصا في مدينة الدار البيضاء، والنواحي، والرباط وسلا وطنجة، تعج بمخدر “البوفا” أو “كوكايين الفقراء”، الذي يعادل إدمانه “الموت”، وسط حاجة ماسة وعاجلة إلى استراتيجية ناجحة لمقاومة السلوكات الإدمانيّة بالمغرب ومحاصرتها.

محمد أمين سامي، الخبير في الإستراتيجية وقيادة التغيير والاستراتيجيات التنموية، يرى أن “واقع الحال يتغير بسرعة مجنونة وكبيرة جدا، لذلك على الحكومة ومؤسسات الدولة كل من موقعها التعاطي مع هذه الظاهرة المسيئة للشباب والثقافة المغربية بكل حزم وجدية كبيرين، رغم المجهودات الكبيرة التي تقوم بها في هذا المجال نتيجة السياسة الأمنية الفعالة والناجعة والتي أبانت عن نجاعتها وحنكتها في العديد من المواقف وحل العديد من الإشكالات”.

وضع استراتيجية في مجال الصحة النفسية والعقلية

وأكد، على أن “نفس الشيء ينطبق على وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من خلال وضع إستراتيجية واضحة للحماية الاجتماعية في مجال الصحة النفسية والعقلية، تفعيل خلايا اليقظة والانصات والوساطة الاجتماعية”، مبرزا أن مقاربة الموضوع اليوم ليست مقاربة عمودية كما يتضح فمقاربة المعالجة مقاربة افقية تشمل مختلف القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والامنية لمحاربة هذه الظاهرة”.

ويُطلق على الكراك لقب “البوفا” ويُعرف بأنه “مخدر الفقراء” بسبب سعره المنخفض، حيث يعتبر هذا المخدر يُعد من المخدرات القوية والمدمرة ويسبب الإدمان بسرعة، كما يصنع الكراك يدويًا من بقايا الكوكايين والأمونياك للحصول على شكل صلب أو بلوري.

وتتم عملية التنشيط عن طريق التدخين ويتم استخدام أنابيب قلم الحبر لهذا الغرض، وتأثير الكراك يكون فوريًا وقويًا ولكن قصير المدى، مما يدفع المتعاطين لتناوله بشكل متكرر خلال اليوم.

التأثيرات الفورية لإدمان الكراك

نظرًا للتنوع في محتوى المخدر غير المتوقع، تختلف تأثيرات تدخين الكراك من شخص لآخر. وتكون تأثيرات الكراك جسدية ونفسية، وتزداد شدتها كلما زاد تعاطي الشخص للمخدر.

وتشمل بعض التأثيرات الجانبية الفورية لإدمان الكراك: العدوانية، الاضطراب وعدم الراحة، القلق، زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، النوبات الصرعية، الكلام المضغوط، اتساع العينين، فقدان الشهية، اضطراب أنماط النوم، زيادة درجة حرارة الجسم، الغثيان، الرغبة الشديدة في تعاطي المزيد، السكتة الدماغية، الفشل القلبي، الموت المحتمل بسبب فشل التنفس، “حشرات الكوكايين”، ثم الشعور بوجود حشرات تحت الجلد.

التأثيرات الطويلة الأمد لإدمان الكراك

تكون التأثيرات الطويلة الأمد لإدمان الكراك ضارة للغاية. يمكن أن يتسبب تعاطي الكراك على المدى الطويل في تلف معظم الأعضاء الحيوية في الجسم مثل الكبد والكلى والقلب. بالإضافة إلى ذلك، يكون متعاطو الكراك أكثر عرضة للإصابة بالعدوى لأن المخدر يؤثر على جهاز المناعة.

وتشمل مخاطر إدمان الكراك على المدى الطويل: الاكتئاب، التلف الدائم للأوعية الدموية، ارتفاع ضغط الدم، تلف الكبد، تلف الرئة، الخراجات، سوء التغذية، تسوس الأسنان الشديد، التلف التناسلي وعدم القدرة على الإنجاب، الإرهاق، العصبية، زيادة تكرار السلوك الخطر، الذهان، السلوك الاضطرابي، فشل الكلى، السكتة الدماغية، النوبة القلبية، ثم الموت.

الهشاشة الاقتصادية و”كوكايين الفقراء”

وأوضح الخبير في الإستراتيجية وقيادة التغيير والاستراتيجيات التنموية، أن “هذه التأثيرات الخطيرة كما سبق ذكرها هي بسبب انخفاض سعره، وبالتالي هذا النوع من المخدرات منتشر في الأوساط الفقيرة والهشة والتي عرفت ارتفاعا ملحوظا، فحسب المندوبية السامية للتخطيط، فإن معدل الفقر المطلق انتقل من 3% سنة 2021 إلى 4,9% سنة  2022 على المستوى الوطني”.

وخلص المصدر ذاته، إلى أن “معدل الهشاشة الاقتصادية عرف قفزة هو الآخر حيث انتقل من 10% سنة 2021، إلى 12,7 سنة 2022 على المستوى الوطني، ناهيك أن 87,3%، من الأسر المغربية صرحت بتدهور حالتها المعيشية، أضف إلى ذلك عوامل الجفاف وقلة التساقطات وارتفاع الأسعار وارتفاع التضخم، كل هذه العوامل الاقتصادية لها تأثير على الجانب الاجتماعي بشكل كبير جدا وهذا ما نلاحظه اليوم”.

Share
  • Link copied
المقال التالي