سلط الخبير الاستراتيجي أمين سامي، الضوء على أهمية برنامج إعادة إعمار ست مناطق منكوبة إثر الزلزال، حيث تقرر رصد مبلغ 120 مليار درهم (نحو 11,7 مليار دولار) تصرف على مدى خمس سنوات، بعد أن ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس يوم أمس (الأربعاء) جلسة عمل بالقصر الملكي في الرباط.
وقال سامي في تصريح لجريدة “بناصا”، إن “هذا البرنامج شمولي وواقعي يجمع بين الجانب الاجتماعي، والجانب الاقتصادي، والجانب البيئي، وسيساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفي تعزيز الذكاء الترابي، ويوحد جهود جميع الفاعلين من مؤسسات الدولة وقطاع خاص وجمعيات المجتمع المدني”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “الملك محمد السادس، ومن أول يوم حصل فيه زلزال الحوز قام بإرساء خارطة طريق واضحة المعالم هدفها الدقة والسرعة والفعالية وتحقيق النتائج المقنعة، وهذا ما شهدناه خلال هذه الفترة العصيبة التي ضرب فيها الزلزال”.
وشدد أمين سامي، على أن الملك خلال هذه الأزمة ضرب مثالا واضحا في قيم الجدية وتفعيلها على أرض الواقع، التي أشار إليها في خطابه الأخير، من خلال مبادرات ملموسة وواضحة تعزز إنسان الجدية وثقافة الجدية في الأزمات وتنظيم الجدية من خلال خارطة طريق واضحة المعالم”.
ويرى الخبير الاستراتيجي، أن “إنشاء منصة كبرى للمخزون والاحتياطات الأولية بكل جهة تفكير استراتيجي بامتياز، حيث أنه في حالة وقوع كوارث طبيعية مستقبلا (لا قدر الله) يجب من الآن فصاعدا الاستعداد وإعداد منصات كبرى للمخزون الاستراتيجي لمواجهة الأزمات المستقبلية”.
وأسهب المصدر ذاته، أن “الملك محمد السادس، يضع اللبنات الأولى الاستراتيجية للتعامل مع الكوارث والأزمات الطبيعية التي يمكن أن تحصل مستقبلا (لا قدر الله) وكيف يجب التعامل معها والاستعداد لها مبكرا”.
وأشار، إلى أن “عاهل البلاد، شدد على أهمية الإنصات الدائم للساكنة المحلية، وهذه إشارة قوية للمسؤولين بمختلف أشكالهم في مختلف القطاعات على أنه يجب على هؤلاء الانصات بامعان لاحتياجات الساكنة ومتطلباتهم من أجل إيجاد حلول واقعية وشمولية لاحتياجاتهم ومتطلباتهم وتتلائم مع أنماط عيشهم وخصوصياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية”.
وأضاف، أن “الملك أكد على إيلاء الأهمية الضرورية للبعد البيئي للحفاظ على التوازن الطبيعي لانه مكون أساسي ضمن المناطق التي ضربها زلزال الحوز، ويعتبر مصدر عيش الساكنة، كما أكد على ضرورة احترام التراث المتفرد وتقاليد وأنماط عيش كل منطقة لأنها تعتبر رافدا من روافد الهوية المغربية التي اقرها دستور 2011”.
وخلص الخبير الاستراتيجي، إلى أنه “يتوجب الحفاظ وتثمين الهوية المغربية واعطاءها المكانة التي تستحقها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، حيث إن المغرب اليوم أثبت للعالم أنه دولة قوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية والصعاب بفضل الجدية وقيم التضامن والتلاحم بين الملك والشعب”.
تعليقات الزوار ( 0 )