أكد الخبير الإيطالي، ماركو باراتو، أمس الجمعة، أن المغرب يعد “حلقة محورية” في محاربة الإرهاب والتطرف الديني في المنطقة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في سياق الاعتقالات المنفذة خلال الآونة الأخيرة من قبل المصالح الأمنية المغربية لمتطرفين ينتمون لتنظيم “داعش”، أبرز الخبير الجهود الحثيثة المبذولة من طرف المملكة في مجال محاربة التطرف والإرهاب في إفريقيا والوقاية منه.
وأشار باراتو في هذا الصدد، إلى افتتاح مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بالرباط، والذي يندرج ضمن توجه المغرب والتزامه، خلف القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إزاء القارة التي ينتمي إليها.
وبحسب باراتو، فإن “المغرب نموذج يحتذى”، مشيرا إلى أن الإستراتيجية “متعددة الأبعاد والمندمجة” التي تنهجها المملكة من أجل مكافحة التطرف تقوم على ركائز “واضحة” وتعتمد مفاهيم “مبتكرة”، لاسيما محاربة التطرف في السجون والتأطير المهني للمعتقلين، الذين يكون بوسعهم بعد إطلاق سراحهم، الحصول على مداخيل والتمكن من ضمان وضع اقتصادي مستقر، الذي “عادة ما يكون السبب وراء ارتمائهم في أحضان التطرف”.
وأكد مؤلف كتاب “تحدي الإسلام في إيطاليا بين القيود الأوروبية ومخاطر التطرف”، الصادر في العام 2011، والذي يسلط فيه الضوء على تفرد النموذج المغربي من حيث محاربة التطرف، التعايش والحوار بين الأديان، على أهمية مشروع إعادة هيكلة الحقل الديني في المغرب ودور معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات.
ويشر الخبير الإيطالي إلى أنه من أجل الحفاظ على المرجعية الدينية المغربية، القائمة على الاعتدال والانفتاح والتسامح، وقصد حماية المملكة من التطرف العنيف، يقود المغرب بلا كلل، خلف قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، جهودا متواصلة غايتها تحصين المجال الديني ضد أي نوع من الانحراف.
وبحسبه، فإن هذا الالتزام يمر، على الخصوص، عبر إصلاح برامج التعليم الديني، وضمان انفتاحها على التخصصات والثقافات الأخرى، وتأهيل الأئمة، وتعزيز دور المرأة، وتحسين تمثيليتها ضمن الهياكل الدينية.
وعلى الصعيد الأمني، فإن الإستراتيجية المعتمدة من طرف المغرب للوقاية من الإرهاب والتطرف الديني ومكافحتهما، بهدف استئصال هذه الآفة التي لا تهدد المغرب فحسب، بل المنطقة برمتها، تقوم على اليقظة والمراقبة والوقاية من الأعمال الكيدية.
تعليقات الزوار ( 0 )