اعتبر الخبير الجيوسياسي الإسباني، بيدرو كاناليس، أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعمة للمغرب بخصوص قضية الصحراء المغربية، ساهمت في إشعال أزمة دبلوماسية حادة بين فرنسا والجزائر.
وأضاف في مقالي تحليلي له على مجلة “أتالايار” الناطقة بالإسبانية، أن هذا التحول في الموقف الفرنسي أثار تساؤلات حول طبيعة التداعيات المحتملة لهذه الأزمة على العلاقات الثنائية وعلى المنطقة بشكل عام.
وأوضح، أنه وعلى الرغم من أهمية الغاز الجزائري بالنسبة لفرنسا، إلا أن الأخيرة تمتلك بدائل ويمكنها الاستغناء عن هذا المصدر، وبالمثل، فإن الجزائر لن تستفيد من قطع إمدادات الغاز، بل ستتضرر اقتصادياً.
وتشكل التجارة بين البلدين حزمة متكاملة، وتأثر أحد الطرفين سيؤثر على الطرف الآخر، ومع ذلك، فإن الجزائر تمتلك أسواقاً بديلة لمنتجاتها، وفرنسا لديها شركاء تجاريون آخرون.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الاستثمارات الفرنسية في الجزائر تعتبر كبيرة، وتأميمها أو تجميدها سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد الجزائري.
كما تعتمد الجزائر على دعم عدد محدود من الدول، وتأثيرها على الساحة الدولية محدود، بالإضافة إلى ذلك فإن إلغاء زيارة الرئيس الجزائري إلى باريس لن يكون له تأثير كبير على مجريات الأمور.
وتوقع الخبير الإسباني، أنه يرتقب أن تهدأ الأزمة تدريجياً، حيث أن كلا البلدين يدركان أهمية العلاقات الثنائية، وأن أي إجراءات انتقامية من جانب الجزائر ستؤثر سلباً على اقتصادها.
كما ستسعى فرنسا إلى تهدئة الأوضاع مع الجزائر، مع الحفاظ على موقفها الداعم للمغرب، ومن المتوقع أن يستفيد المغرب من هذه الأزمة، حيث عززت فرنسا موقفها الداعم لحكمه الذاتي للصحراء الغربية.
وخلص بيدرو كاناليس، إلى أن الأزمة بين فرنسا والجزائر هي نتيجة طبيعية للتطورات الأخيرة في المنطقة، وتحديداً الدعم الفرنسي للمغرب في قضية الصحراء الغربية المغربية، وعلى الرغم من التصعيد الحالي، من المتوقع أن تعود العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها تدريجياً، ولكن مع تحولات جوهرية في طبيعة هذه العلاقات.
تعليقات الزوار ( 0 )