شارك المقال
  • تم النسخ

خارطة الطريق إلى بلدية سيدي قاسم

ونحن على بعد أيام معدودات عن موعد ولوج مكاتب التصويت،محطة سياسية حاسمة في تاريخ الديمقراطية المغربية، والتي تجري هذه السنة في ظل وباء كورونا، سنختار خلالها من يمثلنا في مؤسسة البلدية والجهة والبرلمان، والناخب مدعو الى تقرير مصيره بيده، ووضع علامة على رمز الحزب الذي يراه قادرا على اخراج مدينته أو اقليمه من عنق الزجاجة، والضغط من أجل انتزاع حق المدينة في تنمية حقيقة، ومسح دموع الحرمان والأسى عن عيونها التي جفت بالبكاء، ومساعدتها على تضميد جروحاتها في المجال الرياضي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.

ثلاثة أحزاب تتنافس بقوة على رئاسة مجلس مؤسسة بلدية سيدي قاسم،تتواجد قوافلها الدعائية في كل أرجاء وأحياء المدينة، وترتكز في حملاتها على ثلاثة أحياء شعبية معينة ،يراها قادة الاحزاب خزانا غنيا لجمع الأصوات، ونيل اكبر عدد من المقاعد.

وبالنظر للوضع العام والسياق الذي ستجرى فيه الاستحقاقات الانتخابية،وماجاءت به التشريعات والقوانين من مستجدات،يقول أحد الفاعلين المدنيين ستتغير التركيبة البشرية والحزبية لمختلف المؤسسات المنتخبة،وأن خريطة جغرافية المشهد السياسي بسيدي قاسم قد رسمتها الانتخابات الخاصة بالمأجورين والغرف المهنية،وهو المعطى الذي ستؤكده نتائج اقتراع الثامن من شتنبر،وقد تتمكن بعض الاحزاب الاخرى من الحصول على مقعد تماشيا مع حساب البقية بعد الغاء العتبة.

والخوف كل الخوف لدى مواطني ومواطنات سيدي قاسم،يقول أحد النشطاء المدنيين، أن تتكسر برامج التنمية المحلية على صخرة التحالفات الحزبية الضيقة بعد الاعلان عن الفائزين،هنا يختلط الحابل بالنابل وتضيع معه جميع المشاريع المقترحة،وتطفو على أشغال دورات المجلس مختلف المصالح الشخصية وسياسة” باك صاحبي” ، وتتصدر صور وفيديوهات “قربالة” بين أعضاء المجلس البلدي جل صفحات مواقع التواصل الاجتماعي،ومختلف الجرائد المحلية والوطنية،فتتصدع مصلحة المدينة وقضاياها التنموية الكبرى،ويطفو اللغط والتنابز بالألقاب، وتحضر الأنا السياسية الطامحة الى تغيير واقعها الاجتماعي ومعيشها اليومي،وتبقى مصلحة المواطنين وقضايا المدينة معلقة الى اجل غير مسمى.

ان الفوز برئاسة مجلس سيدي قاسم ليس هدفا في حد ذاته، وإنما وسيلة لبناء مدينة آيلة للسقوط،مثقلة بالهموم،غارقة في ظلمات النسيان والتهميش، قاحلة جرداء، كما أنه فرصة لاستثمار العلاقات القوية من اجل انتزاع حق المدينة في التنمية الرياضية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية ،وقوة الرئيس من قوة الطاقم المحيط به الذي يساعده على انتاج مخططات،وابتكار سياسات عمومية، وإحداث لجن خدماتية للقرب.

ولعل من ابرز المصائب التي أججت غضب القاسميين، ملف اغلاق ملعب العقيد العلام،الذي طال اغلاقه يتطلب جهدا من المجلس المقبل لتسريع وثيرة اعادة تأهيله، حتى يتنفس الجمهور القاسمي الصعداء،والغريب أن التعيينات الجامعية قد صدرت في غياب تسوية عقارية للنواة الجامعية على أرض الواقع مما يتطلب سعيا حثيثا وبتعاون مع مختلف المصالح والفاعلين ،حتى يخرج هذا الحلم الى حيز الوجود،وتستعيد المدينة عافيتها وصحتها الجيدة،وإذا كان المرض اللعين يخطف يوميا واحدا من أبناء أوبنات سيدي قاسم،فالحاجة أصبحت ماسة الى مقبرة تليق بموتى المدينة، مطلب عاجل بالنظر الى وضعية الاكتضاض التي آلت اليها المقبرة الاسلامية بحي صحراوة،وافتقارها الى بنية استقبال تحترم زوارها من الداخل أوالخارج، ولطالما انتظر مهنيو وحرفيو الحي الصناعي اعادة تأهيل دوراهم ، الغارق في الاوحال ،والذي يذرعلى المدينة موارد مالية مهمة عبر خلق فرص شغل للشباب حاملي الشواهد،وفي انتظار تهيئة مدخلي طنجة والرباط بالطريق المزدوج، المفروش بالعشب الأخضر،كم أن مجلسكم مطالب بإحداث لجنة تقنية لتزفيت الحفر والثقوب والتصدعات التي تعرفها المدارات الطرقية في غياب علامات التشوير الضوئية،وخاصة بشارع محمد الخامس القلب الروحي والوجداني للمدينة،سيدي الرئيس المحترم، مامآل المسابح العمومية التي بقيت مغلقة الى أجل غير مسمى؟ملفات كثيرة وكثيرة على طاولة مجلسكم سيدي الرئيس،وأنتم أهل لحلها،حق مدينتكم في التنمية مسؤولية وأمانة في عنقكم. ويبقى الدور الآن مرتبط بوعي الناخب في ظل توفير أرضية قانونية سلسلة،وتهييء مناخ سياسي مرن،وتجويد بنية الاستقبال،فما عليك أيها الناخب سوى التفعيل الامثل لهذه الآلية الديمقراطية عبر قطع الطريق على الوصوليين ومصاصي النعم الديمقراطية،وممتهني الريع السياسي.

لذا أقول لكل الناخبين احرصوا على الحضور الواعي الى مكاتب الاقتراع للإدلاء بصوتكم ، اختاروا من يمثلكم بحكمة ورزانة وتبصر، واصنعوا مصيركم بأيديكم، فلستم أقل قيمة ولا أحط مقاما ممن يدبرون شؤونكم ،موعدنا يوم 8شتنبر،أليس يوم الاربعاء بقريب؟

ومن الافضل للأغلبية أن تشارك،وتتراجع عن المقاطعة، وتمنح صوتها على الأقل للصادقين والملتزمين ،والوجوه السياسية القادرة على فك شفرات الاختناق الرياضي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي،وتبسيط المساطر الادارية ،وتجويد خدمات مصالح القرب للمواطنين والمواطنات بمرونة،لأن عدم مشاركتك في منطق السياسة يعني انك تعطي حظوظا وافرة للكذابين وممتهني الريع السياسي لتمرير أقبح الاجراءات وأسوأ القرارات،والتحكم في مصير مدينتك أو اقليمك أو جهتك.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي