تصاعدت الأزمة بين المغرب وإسبانيا منذ فترة، وبلغت أوجها وسط اتهامات متبادلة على خلفية عبور أكثر من ثمانية آلاف مهاجر لمدينة سبتة المحتلة، وكان رد فعل الإسبان مبالغا فيه للتغطية على استقبال زعيم جبهة البوليساريو على أراضيها وتحويل أنظار العالم إلى أزمة الهجرة والحدود، حيث أرغى وأزبد الإسبان، واتّهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس المغرب بـ”الاعتداء”.
الناقد السينمائيّ والقصاصّ المغربيّ، محمد بنعزيز، يرى أنه بمشاهدة الآلاف من المهاجرين المغاربة والأفارقة الذين يغامرون لمغادرة أرض الوطن، يكشف حجم الواقع المغربي والتركيز على مسالة المهاجرين بالدرجة الأولى.
وأضاف صاحب كتاب ” حروف الصحراء رسائل بحجم الجراح” في حديث مع “بناصا” أن الذين أشعلوا فتيل “أزمة سبتة” بالتغاضي عن المهاجرين كانوا يهدفون إلى إبراز دور النظام الجزائري في ملف “فيلم” جبهة البوليساريو الإنفصالية.
وأوضح المصدر ذاته، أن الشخص الذي يرأس الجبهة حسب الوثيقة هو شخص جزائري يحمل جوازا دبلوماسيا جزائريا، وعندما يسأل من طرف القضاء الإسباني فإنه يجيب على أنه يجب أن يتشاور مع السفارة الجزائرية، وبالتالي فإن الجزائر هي صاحبة الملف والبوليساريو مجرد بيدق بين أيدي الجنرالات.
كما أظهر هذا الملف، حسب تصريح المصدر ذاته، أن إسبانيا ليست دولة محايدة وهي تخاف أن يتحرر المغرب من أزمة الصحراء ليتفرغ لملفات أخرى، وبالتالي فهي ما زالت تمسك المغرب من اليد التي توجعه. بينما قررت أمريكا البعيدة أن تدعم المغرب، فإنه يعاني مع جيرانه الأقربين.
ولفت الكاتب والناقد السينمائي، إلى أن مسألة حساب الأرباح والخسائر في ما يجري، ، فإن الأرباح تظهر في فضح حجم الدعم الجزائري لجبهة البوليساريو والتبعية التي توجد بين بن بطوش والجزائر.
وهذا الربح، يضيف المصدر ذاته، يظهر المغرب كدولة لا تتنازل عن حقوقها حين يتعلق الأمر بمصالحها الحيوية، بينما على صعيد الخسائر، تظهر في موضوع الهجرة والفرار من البلد كاستفتاء ضد السياسات الحكومية، وأنه مهما كان الوضع فالتطورات السياسية في صالح المغرب.
لقد أعاد استقبال إسبانيا لابن بطوش مشكلة الصحراء إلى واجهة الإعلام العالمي كمشكلة سياسية تتحمل فيها الجزائر مسؤولية كبيرة. وقد استغلت وزارة الخارجية المغربية الحدث للضغط على إسبانيا، وهذا سيدفع اللاعبين الإقليميين إلى مراجعة ميزان القوى السائد في غرب المتوسط.
تعليقات الزوار ( 0 )