شارك المقال
  • تم النسخ

حَامَةُ “مُولاَيْ عْلِي”.. وُجْهَةٌ سِيَاحِيَّةٌ مُسْتَقْبَلِيَّةٌ بِشَرْقِ الْمَغْرِبِ تَنْتَظِرُ التَّأْهِيلَ

أشجار نخيل موزعة على المكان، تحاذيها نبتة الحلفة المنتشرة على التلة المجاورة، مياه دافئة تفجرت من باطن الأرض عيونا في الأرجاء، تعطي نهر ملوية بعضا من سلسبيل الماء، يقصدها السكان بغير موعد، صيفا كان أم شتاء، موقع مميز واقع بين إقليمي الناظور وبركان، يسمى “حامة مولاي علي”، يعرفها قاطنو شرق المملكة، تشبه فزوان في المضمون وتختلف في الشكل، فالأولى حظيت بـ”الاهتمام”، والثانية طالها “النسيان”.

على بعد حوالي 14 كيلومترات من مدينة زايو، الواقعة بإقليم الناظور، توجد “حامة مولاي علي”، المتنفس الوحيد لساكنة جماعات زايو وأولاد ستوت والشويحية وأكليم، القريبة، خلال فصل الصيف، في ظل المسافة البعيدة نسبيا، التي تربطهم عن أقرب الشواطئ: قرية أركمان، مارتشيكا، رأس الماء والسعيدية.

“جميلة المظهر، وحسنة المنظر.. أشجارها بهية ومياهها عذبة نقية”، هكذا يصف “حامة مولاي علي”، رشيد (36 سنة)، القاطن بمدينة زايو، والذي اعتاد على زيارة المكان سنويا، للاستجمام رفقة العائلة، في تصريحه لجريدة “بناصا”، مضيفا:”هذا المكان هو الوجهة الأفضل بالنسبة لي، خاصة أني آتي إلى هنا رفقة أطفالي الصغار، وهنا، نسبة الغرق أقل بأضعاف من البحر”.

من المشاكل التي تعترض توافد الزوار على “حامة مولاي علي”، عدم وجود وسائل نقل، حيث يتعين على المتوافدين عليها، التوفر على سيارة خاصة، أو استئجار “خطاف”، من أجل إيصالهم، بحكم أن كراء السيارة لا يحبذه الكثير من الأشخاص، بالنظر إلى الطريق، التي ورغم إصلاحها مؤخرا، إلا أنها لا تزال غير جيدة للسيارات الخفيفة.

في هذا السياق يقول حميد (45 سنة)، قاطن بجماعة أولاد ستوت، التي يتواجد بها جزء من “حامة مولاي علي” فيما يتبع الجزء الآخر لجماعة الشويحية، في حديثه لـ”بناصا”:”رغم عمل رئيس الجماعة على تأهيل طريق للمكان، إلا أنها ما تزال غير جيدة، كما يتطلب السير فيها بعض الحذر”، مردفاً:”في الصيف يكثر المتوافدون على الحامة، حيث يقومون بالاتفاق مع أحد الخطافة، لإيصالهم في الصباح، وإعادتهم في المساء”.

يمني السكان القريبون بالحامة، بأن تخصص جماعة أولاد ستوت أو جماعة زايو، أو الشويحية، وسائل نقل، على شاكلة النقل المزدوج الذي يربط بين زايو ورأس الماء، أو حاسي بركان، وذلك من أجل منح المنطقة انتعاشة نوعية، في أفق تأهيلها بالكامل، وجعلها منتجعا سياحيا على شاكلة “تكافايت” بإقليم جرادة، أو “فزوان” بإقليم بركان.

وفي المقابل، يتذرع سعيد التومي وبنعيسى وجعيط، رئيسا جماعتي أولاد ستوت، والشويحية، بقلة الإمكانيات، الأمر الذي لم يسمح لهما بالقيام بالكثير لتأهيل الحامة، حيث عمل الأول على ربطها بالطريق الوطني رقم2، عبر تخصيص مسلك على طول 14 كيلومتر، فيما حاول الثاني تخصيص موطئ في الحامة للزوار ونزع بعض الأشجار والنباتات التي كانت به.

وسبق لوجعيط والتومي أن وجها دعوة في تصريح صحفي سابق لهما، إلى الجهات الوصية، من أجل بناء قنطرة فوق نهر ملوية، تربط جماعة أولاد ستوت بجماعة الشويحية، بهدف تسهيل التنقل بين المجالين الترابيين، ومنح انتعاشة اقتصادية وسياحية للحامة ودفع العديد من السكان إلى زيارتها.

وكان المتحدثان قد أكدا سعيهما الجدي إلى تأهيل الحامة وجعلها وجهة سياحية مهمة في الجهة الشرقية، غير أن التأخر الحاصل، واستمرار الوعود على الأوراق فقط، دفع الكثير من السكان للتساءل عن مصير هذا الأمر، معتبرين أن التحركات الأخيرة التي تمت سواء عبر جماعة أولاد ستوت أو الشويحية، مجرد دعاية انتخابية مبكرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي