شارك المقال
  • تم النسخ

حماس: لا ننكر الدعم الإيراني وجيش الاحتلال لن يطفىء شمعة المقاومة الفلسطينية

قال الناطق الرسمي باسم حركة “حماس” سامي أبو زهري، إنّ الوضع الاقتصادي وجائحة “كورونا” والحصار المفروض واستمرار القصف العنيف على قطاع غزة من طرف جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يطفىء شمعة المقاومة الفلسطينية.

وأكد أبو زهري، في حوار مباشر مع جريدة “بناصا” بُثَّ على صفحتها الرسمية يومه (السبت) عبر تقنية الاتصال المرئي، أنّ حركة حماس لا تقبل المساس بالمسجد الأقصى، وأنها ستتصدى لمحاولات تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح القريب من المسجد، ومساعي الصهاينة لتهويده.

ونبّه المتحدث، في هذا الحوار الخاص حول “هبّة الأقصى” وما تلاها من مواجهات بين الشعب الفلسطيني وإسرائيل، إلى أن إسرائيل من خلال تصعيدها الدرماتيكي، تحاول توجيه رسالة إلى قطاع غزة، مفادها أنه طالما أنكم تتشبثون بمواقفكم، فستدفعون الثمن باهظا.

وأضاف المتحدث ذاته، إننا في حركة حماس والشعب الفلسطيني برمته، تعودنا على دفع الثمن، وأننا جاهزون للاستمرار في دفع الثمن حتى نستعيد حقوقنا ونحمي أهلنا ومقدساتنا من جيش الاحتلال الإسرائيلي بغض النظر عن حقيقة الجانب الإنساني، وفق تعبير المتحدث.

وأوضح سامي أبو زهري، أنّ التصعيد الإسرائيلي بدأ منذ الهجوم على المسجد الأقصى واقتحامه وإطلاق النار الحي على المصلين في أحداث اليوم الأخير من رمضان، وذلك في محاولة لتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح، وتعويضهم بصهاينة وبالتالي تهويد المسجد وتهويد المنطقة المحيطة به بشكل كامل. 

وحذرت حركة حماس، يضيف أبو زهري، إسرائيل قبل انفجار الوضع الراهن، بيد أن الاحتلال لم يستحب وكان يظن أن غزة منهكة ومحاصرة، وبالتالي فإن حماس لن تفكر في تفجير الموقف، لكن المفاجأة كانت صادمة بالنسبة للاحتلال مباشرة بعد اقتحام المسجد، حيث انفجر موقف حماس ومعها طبعا كل الفصائل التي ردت بقوة على الاحتلال. 

وشدّد الناطق الرسمي باسم حركة “حماس”، أنّ المعادلة الجديدة التي تنتهجها مختلف الفصائل، هي أنّ حماس والمقاومة الفلسطينية لن تسمح باستهداف المسجد الأقصى باعتباره خطا أحمر، وهي المعادلة التي نريد أن نثبتها لجيش الاحتلال من خلال الرد بقوة.

الإعلام الغربي والتركيز على كتائب قسام

وفي رده على سؤال الإعلامي، نور الدين لشهب، حول تركيز المواجهة بين كتائب قسام والجيش الإسرائيلي على مستوى الدعاية التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الغربية، قال أبو زهري، إن التركيز على كتائب القسام في المواجهات ضد جيش الاحتلال يأتي، بحكم قيادة العمليات العسكرية، وإدارة غرفة العمليات المشتركة التي تنسق بين الفصائل الفلسطينية.

ويتم التركيز على حماس، بحكم الاستعدادات الضخمة التي تمتلكها كتائب القسام، وبغض النظر عن كيف يرى الإعلام الغربي الأحداث الجارية، فإن هناك تنسيق عال المستوى، وهناك غرفة عمليات مشتركة، تساهم فيها كل الفصائل الفلسطينية بشكل توافقي حتى على مستوى البيانات.

وأضاف، أنّ بروز حماس أو كتائب القسام في الصورة هو شيء طبيعي بحكم الإمكانات الضخمة والمتميزة التي تمتلكها الكتائب على المستوى العملي، والتي تحولت إلى ما يشبه جيش حقيقي سواء من حيث الأعداد أو الإمكانات الضخمة رغم الحصار والقيود المفروضة على القطاع، وصعوبة وصول السلاح.

وأوضح أبو زهري، أنّ الأحداث اليوم تكشف أسرار كثيرة من بينها أن السلاح الذي كنا نستورده سابقاً، هو اليوم سلاح يتم صناعته الآن محليا داخل غزة، وأن السلاح الذي يضرب به جيش الاحتلال يصنع داخل قطاع غزة.

وأكد المصدر ذاته، على أن صاروخ  (عياش 250) الذي أطلقته كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس على مطار رامون الذي يبعد عن غزة مسافة 220 كيلومترا، وطائرات “شهاب” المسيرة التي استهدفت حشودا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة، صنع محلي.

من انتفاضة الحجارة .. إلى انتفاضة الصواريخ والطائرة المسيرة

وشدّد الناطق الرسمي باسم حركة “حماس” سامي أبو زهري، على أن سلاح المقاومة الفلسطينية يصنع محليا، وأن الحركة منفتحة على جهود ومساعدات جميع الأطراف والجهات، وسابقا كانت الحدود مفتوحة وكان بالإمكان الحصول على السلاح، لكن في ظل إغلاق الحدود كان لابد من البحث عن بدائل، والعمل على تطوير القدرات العسكرية.

مقابل ذلك، نفى المتحدث ذاته، تلقي حركة حماس أي مساعدات عسكرية من جهات خارجية أو مخابرات أجنبية، مؤكدا أن هذه الدعاية بعيدة عن الحقيقة، وإنما الحقيق أن هناك دعم مالي شعبي من الدول العربية الإسلامية، علاوة على الدعم الإيراني للمقاومة (الذي لا يخفى على أحد) وفق تعبيره.

ولفت أبو زهري، إلى أن المقاومة تعمل ليل نهار لتطوير قدراتها العسكرية، نظير تدريب الأشخاص وتحسين مهاراتهم، وزيادة أعدادهم، والتنويع في الخبرات يعتبر بمثابة عمل مستمر على مدار اليوم، إلى جانب القيام بأبحاث علمية، وتجريب السلاح في جهة البحر قبل استعماله على أرض الميدان، كل هذا يجري على مدار اللحظة.

وأضاف، أنه بمجرد اقتحام الأقصى انطلقت الرشقات الصاروخية بأعداد كبيرة وهو الشيء الذي أثلج صدور الأمة بكل مكان، كما أن هناك خطط جاهزة من طرف الحركة لاستهداف المطارات وحقول الغاز ومحطات الوقود وضرب الأماكن الاستراتيجية.

استهداف أبراج وسائل الإعلام

على صعيد آخر، أشار المتحدث ذاته، إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي يركز الآن على قصف الأبراج، كونه فشل في الرد على المقاومة الفلسطينية، ولذلك يحاول الاستعاضة عن ذلك بقصف أهداف مدنية وقتل أكبر عدد من المدنيين بغرض تحقيق إنجازات وهمية وخلق حالة رعب ورهبة لدى الناس في ظل المجازر التي يقوم بها والتدمير غير المسبوق. 

وأبرز، أنّ استهداف وسائل الإعلام،  ومن بينها البرج الذي يتواجد به عدد كبير من وسائل الإعلام من بينها شبكة الجزيرة وغيرها، هو محاولة لإخفاء الحقائق على أرض الميدان، وبالتالي فإن ما يقع هو مجرد صورة مصغرة لما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

وهناك دمار كبير، وأحياء تمت إزالتها بالكامل جراء القصف بالصواريخ الثقيلة، التي استهدفت البيوت والناس والأطفال والنساء، كما أن هناك عائلات غابت بأكملها، حيث أن جزء منها لا يزال منذ يومين تحت الأنقاض ولا يستطيع أحد إجلاءهم في ظل ضعف الإمكانات المادية التي تعين هؤلاء الجرحى من تحت الأنقاض مما يضاعف من أعداد الشهداء. 

ولفت أبو زهري، إلى أن الاحتلال يتوسع في أعمال القتل، ويستهدف المستشفيات وسيارات الإسعاف، كما يستهدف وسائل الإعلام والبنوك ومراكز الشرطة ويدمر شبكات الطرق، كما أن الاحتلال يريد إعادة غزة إلى نقطة الصفر، حيث  ستحتاج سنوات طويلة للإعمار لتعود من النقطة التي بدأت منها. 

حري بالذكر، أنّ اللقاء الحواري المباشر مع الدكتور سامي أبو زهري، والذي تم عرضه مباشرة على شبكات التواصل الاجتماعي وصفحة “بناصا”، بداية من الساعة الـ12 زوالا، أداره كلا من الإعلاميين نور الدين لشهب، وسعيد الخمسي، الذين دأبوا على استضافة أبرز الشخصيات السياسية الدولية والمحلية، في انفتاح تام من الجريدة على مختلف التيارات دون انحياز لجهة ضد أخرى.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي