Share
  • Link copied

حكومة مليلية المحتلة ترفض فتح الحدود مع المغرب بشروط “مُقيّدة” وتطالب بفتح كامل للجمارك

في ظل التطورات الأخيرة حول إعادة فتح معبري سبتة ومليلية المحتلتين مع المغرب، أعلنت مصادر حكومية إسبانية أن الاتفاق على إعادة الفتح “قريب جدًا”، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من الاجتماع بين رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، والملك المغربي محمد السادس.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن مليلية المحتلة ترفض فتح الحدود تحت الشروط التي يفرضها المغرب، والتي اعتبرتها “مقيّدة” وتُهدد مصالحها الاقتصادية والتجارية.

إغلاق الحدود: جرح لم يندمل

وأغلق المغرب معبر مليلية الحدودي بشكل أحادي في غشت 2018، وهو القرار الذي وصفه خوان خوسيه إمبرودا، رئيس حكومة مليلية، بأنه تم “بشكل عدائي”، مما أنهى علاقة تجارية واقتصادية كانت قائمة لعقود.

وأكد إمبرودا في مقابلة مع برنامج “إسبيخو بوبليكو” أن الإغلاق المفاجئ للحدود أدى إلى توقف كامل للتبادل التجاري، مما تسبب في خسائر اقتصادية فادحة وزيادة معدلات البطالة في المدينة.

وأضاف إمبرودا: “ما كان يومًا جماركًا تجارية نشطة لعشرات السنوات أصبح صفرًا. حتى نظام الجمارك الخاص بالمسافرين، الذي كان يسمح بتبادل السلع الصغيرة، توقف. واليوم، يعمل التبادل من المغرب إلى مليلية، لكن العكس غير ممكن”.

مليلية: مدينة تجارية بلا تجارة

وتُعتبر مليلية مدينة حدودية تعتمد بشكل كبير على التجارة مع المغرب، حيث كانت الحركة التجارية تشكل عصب اقتصادها. ومع إغلاق الحدود، اضطرت المدينة إلى “إعادة اختراع نفسها”، وفقًا لإمبرودا، الذي أشار إلى أن المدينة لا تزال تطالب بفتح كامل للجمارك كما كانت قبل عام 2018.

وأكد إمبرودا أن مليلية ترفض أي فتح جزئي أو مشروط للحدود، مشيرًا إلى أن الشروط التي يفرضها المغرب، مثل السماح بمرور شاحنة واحدة فقط يوميًا وتقييد أنواع السلع المسموح بها، “لا تمثل تجارة حرة ولا حرية”. وأضاف: “هذه الشروط لن تساعدنا في الخروج من الفقر الذي نعيشه”.

اتهامات بالإهمال للحكومة المركزية

وانتقد إمبرودا الحكومة الإسبانية المركزية لتقاعسها عن دعم مليلية منذ إغلاق الحدود في 2018، قائلًا: “خلال هذه السنوات السبع، لم تفعل الحكومة المركزية شيئًا يذكر. إذا كانت إسبانيا ستستسلم لأي طارئ، فمن سيحمينا؟”.

وطالب إمبرودا بـ”وضوح” في المفاوضات وفتح كامل للجمارك، مؤكدًا أن هذا هو المطلب الوحيد لسكان مليلية. وأعرب عن قلقه من أن تكون أي اتفاقية جديدة مشابهة لمحاولة الفتح الجزئي في 2022، والتي اقترحت إنشاء “جمارك إقليمية” تسمح فقط بتبادل المنتجات المصنوعة في مليلية، وهو ما لا يتناسب مع طبيعة المدينة التي تعتمد على الاستيراد وإعادة البيع.

الحكومة الإسبانية تنفي الشروط المغربية

من جهتها، نفت سابرينا موه، الممثلة الحكومية في مليلية، أن تكون هناك شروط مفروضة من قبل المغرب لإعادة فتح الحدود، مؤكدة أن المفاوضات تجري بشكل “منسق ومتفق عليه” بين الجانبين.

ووصفت موه تصريحات إمبرودا بأنها “مثيرة للفتنة”، ودعت إلى “الهدوء” و”الحكمة”، مشيرة إلى أن الحكومة الإسبانية تعمل على إعادة فتح الحدود بشكل يخدم مصالح جميع الأطراف.

Share
  • Link copied
المقال التالي