يتواصل ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم بعدما تجاوزت عتبة المليون حالة، في وقت تشير فيه تقديرات الخبراء إلى أن الحصيلة الحقيقية ربما تكون عشرة أضعاف ذلك الرقم.
وبلغ عدد الإصابات المؤكدة مليونا و16 ألفا و401، وفقا لأحدث إحصاء متاح من جامعة جونز هوبكنز الأميركية صباح اليوم الجمعة، في حين تجاوز عدد الوفيات 53 ألفا، وبلغ عدد المتعافين من المرض نحو 212 ألفا.
بيد أن كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا برندان مرفي قال في إيجاز صحفي اليوم “نعتقد أن العدد الحقيقي (للمصابين بالفيروس عالميا) يبلغ خمسة أو عشرة أضعاف (المليون حالة المعلنة)”.
وعزا مرفي ذلك إلى غياب الأرقام الحقيقية في بعض الدول بسبب عدم إجراء فحوص كافية للكشف عن الإصابات. وقال إن “الأرقام الوحيدة التي لدي ثقة تامة فيها هي الأرقام الأسترالية بصراحة”.
وأشارت وكالة رويترز إلى أن بعض المنتقدين شددوا على اختلاف مناهج الدول في إحصاء حالات الإصابة بفيروس كورونا، وقالوا إن الصين لم تكن تحصي المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض المرض، لكنها بدأت تعدهم في الآونة الأخيرة.
أسوأ حصيلة وفيات
وسجلت في الولايات المتحدة أسوأ حصيلة يومية عالمية للوفيات جراء فيروس كورونا، فقد أحصت جامعة جونز هوبكنر 1169 وفاة بين مساء الأربعاء ومساء الخميس، وهي أكبر حصيلة يومية على مستوى دول العالم منذ بدء تفشي الوباء أواخر العام الماضي، ليرتفع إجمالي الوفيات الأميركية إلى 5911 حالة.اعلان
وسجلت في الوقت نفسه 30 ألف إصابة إضافية، مما يرفع عدد الإصابات بين الأميركيين إلى أكثر من 240 ألف إصابة بالفيروس.
وكان الرقم اليومي القياسي السابق لعدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا قد سُجّل يوم 27 مارس/آذار الماضي في إيطاليا بواقع 969 حالة وفاة.
ويأتي تسارع وتيرة الوفيات في الولايات المتحدة في وقت طلبت فيه وكالة إدارة الطوارئ الأميركية من وزارة الدفاع 100 ألف كيس موتى، حسب ما ذكره البنتاغون.
في حين توقع البيت الأبيض أخيرا وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف شخص جراء الفيروس، حذر الرئيس الأميركي قبل يومين من أسبوعين مؤلمين يمكن أن تشهدهما بلاده على صعيد تفشي فيروس كورونا وفتكه بالأرواح.
وقد توالت أوامر السلطات للمواطنين الأميركيين بالبقاء في المنازل، لتشمل في الوقت الراهن أكثر من 80% من سكان البلاد، في أرجاء 39 ولاية.
الفحص الثاني لترامب
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب خضع للمرة الثانية لفحص أثبت خلوه من الفيروس. وقال ترامب في مؤتمر صحفي “استغرق هذا الفحص، الذي قام به طبيب البيت الأبيض، 15 دقيقة تقريبا، لتظهر نتيجته. وبعدها قال لي الطبيب إن الخلاصة هي أن الفحص سلبي.. أجريت فصحين، وهذا الثاني كان سريعا ورائعا”.
ويواجه الرئيس الأميركي انتقادات داخلية متزايدة لأداء إدارته في مواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لأزمة كورونا. وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مؤتمر صحفي أمس إن قرارات ترامب لا تتضمن مساعدة لملايين الأميركيين الذين لا يملكون ضمانا صحيا، وسيضطرون لدفع عشرات آلاف الدولارات للعلاج من دون ضمان صحي.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب تشكيل لجنة خاصة من نواب الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمتابعة الإجراءات المتخذة لمواجهة الوباء.
الأزمة الاقتصادية
ويأتي ارتفاع الوفيات والإصابات في الولايات المتحدة وسط تدهور متسارع للاقتصاد الأميركي، الذي توقع مكتب الميزانية بالكونغرس أن ينكمش بنسبة 28% على أساس سنوي، مع خسارة نحو عشرة ملايين أميركي وظائفهم خلال أسبوعين فقط.
وأظهرت تقارير وزارة العمل الأميركية أن عدد المتقدمين للحصول على إعانة بسبب البطالة الأسبوع الماضي بلغ 6.6 ملايين شخص، وهو رقم قياسي للأسبوع الثاني تجاوز معدلات فترة الركود العظيم في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
وبينت التقارير أن القطاعات الأكثر تضررا من توقف الحياة العامة وتعطلها هي الفنادق والمطاعم وشركات الطيران، وهي الأكثر تسريحا للعمال.
من جهة أخرى، قال بنك التنمية الآسيوي في تقريره السنوي الصادر اليوم الجمعة إن جائحة كورونا قد تترك “ندوبا دائمة على الاقتصاد العالمي”. وذكر التقرير أن الخسائر العالمية الناتجة عن تعطل النشاط الاقتصادي وتكاليف الرعاية الصحية قد تصل إلى 4.1 تريليونات دولار، أي 4.8% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مشيرا إلى أن نصيب آسيا من تلك الخسائر سيكون حوالي 36%.
العالم العربي
قالت منظمة الصحة العالمية إنه يتعين على حكومات الشرق الأوسط أن تبذل جهودا سريعة للحد من انتشار فيروس كورونا، بعدما ارتفعت الحالات في هذه المنطقة إلى نحو 60 ألفا، أي قرابة ضعف العدد المسجل قبل أسبوع.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري في بيان صدر أمس الخميس “لا أستطيع التأكيد بما يكفي على خطورة الموقف… فزيادة أعداد الحالات تظهر أن الانتقال يحدث سريعا على المستويين المحلي والمجتمعي”، وأضاف “ما زالت أمامنا نافذة مفتوحة، لكن هذه النافذة تضيق يوما بعد يوم”.
وأشار المنظري إلى “تسجيل حالات جديدة في بعض من أكثر الدول عرضة للخطر والتي بها أنظمة صحية ضعيفة”. ويشمل النطاق الإقليمي لهذا المكتب الذي يديره المنظري بالإضافة إلى دول الشرق الأوسط، باكستان وأفغانستان والصومال وجيبوتي.
السعودية
قالت وكالة الأنباء السعودية نقلا عن مصدر بوزارة الداخلية، إن المملكة قررت تقديم وقت بدء حظر التجول في مدينة الدمام ومحافظتي الطائف والقطيف إلى الساعة الثالثة عصرا اعتبارا من اليوم الجمعة وحتى إشعار آخر.
وأعلنت السلطات السعودية أمس الخميس قواعد مشددة لفرض حظر تجول كلي في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وبلغ مجموع حالات الإصابة المسجلة في المملكة 1885 حالة توفي 21 منها، وهو أكبر عدد مسجل في منطقة الخليج.
الأردن
بدأ اليوم الجمعة تطبيق حظر تجول كلي في العاصمة الأردنية عمان وعموم البلاد لمدة 24 ساعة، ضمن إجراءات الحكومة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
ويعد هذا الإجراء الذي استثنى الكوادر الطبية فقط، الأكثر تشددا في الأردن منذ تسجيل الإصابات الأولى بالفيروس في البلاد.
وقالت الحكومة إنها ستعود صباح السبت لتسمح للمحال التموينية الصغيرة بفتح أبوابها ضمن إجراءات احترازية وفي ساعات محددة.اعلان
وسجل الأردن أمس الخميس 21 إصابة جديدة ليصل مجموع الحالات إلى 299، وأشار وزير الدولة لشؤون الإعلام أمجد العضايلة عن ارتفاع مفاجئ في الإصابات، وقال إن البلاد تمر بمرحلة حاسمة، مطالبا الجميع بالالتزام بالإجراءات المتخذة لمواجهة الوباء.
تعليقات الزوار ( 0 )