أسفر الصعود القوي لحزب “فوكس”، في مدينة سبتة المحتلة سنة 2019، عن تنامي خطاب الكراهية بين الإسبان المسيحيين والمغاربة المسلمين، وسط تعالي الأصوات المطالبة بتجنب هذا الأمر الذي من شأنه أن يدخل الثغر المحتل في نفق مظلم قد لا يتمكن من الخروج منه في سلام، سيما بعدما وصلت الأمور إلى حدّ الاعتداء على أشخاص بدوافع عنصرية.
وقالت “إلباييس”، إن صعود خطاب حزب “فوكس” اليميني المتطرف، أدى إلى زعزعة أسس التعايش في المدينة، قبل أن يحتدّ التوتّر عقب إعلان زعيمه سانتياغو أباسكال، شخصا غير مرغوب في الثغر المحتل، عقب وصفه لـ”المسلمين”، الذين يقارب عددهم نصف السكان، بـ”الطابور الخامس لمحمد السادس”، عقب أزمة المهاجرين.
وأوردت الجريدة الإسبانية، تصريحا لمحمد علي، عضو مجلس حزب “كابالاس”، والذي تعرض لهجمات من قبل حزب “فوكس”، حيث قال إن الأشياء التي يرددها الأخير، “تهاجم مشاعر الناس وعواطفهم أو حتى هويتهم”، وهو نفس ما ذهبت إليه فاطمة حامد، من حركة الكرامة والمواطنة، والتي قررت رفع دعوى قضائية ضد أباسكال.
وأبرزت “إلباييس” ما قاله محمد مصطفى، وهو مستشار كابلاس ومؤسس منتدى ابن خلدون، بخصوص أن الإشكالية تتعلق بسلسلة من الخطابات التي يمكن أن تولد العديد من المشاكل لمدينة سبتة، منبهاً إلى أن هناك جواً مشحوناً يزحف في شوارع المدينة، وهو ما راح ضحيته الشاب عمر، الذي جاء من بلنسية لزيارة عائلته، لينتهي به المطاف في المستشفى بعد تعرضه للضرب الجماعي.
وسادت دعوات من بعض الشباب في المدينة للاحتجاج بسبب ما أسموه بـ”انعدام الأمن في الشوارع بسبب وجود المغاربة، وخاصة القصر”، فيما دعت عائلة الشاب عمر، إلى عدم تسييس القضية، وذلك مخافة تطور الأمور إلى أعمال شغب، وسط استمرار حزب فوكس والنواب الممثلين له في مجلس المدينة، في نشر خطاب الكراهية ضد المغاربة.
وفي الوقت الذي نقلت فيه “إلباييس”، عن مصادر أمنية، قولها إن هذه الادعاءات غير موجودة، وأن سبتة تعرف تعايشا، ونسب الجريمة شهدت انخفاضا في السنة الحالية، مقارنة مع سابقتها، إلا أن مغاربة المدينة، يرون العكس، في ظل أن خطاب فوكس، يقصي المسلمين والمغاربة من أن يكونوا إسباناً بشكل نهائي.
واعتبر مصطفى، أن “الفجوة ليست طائفية فحسب، بل اجتماعية قبل كل شيء، حيث يبلغ معدل الفقر ضعف المعدل المسجل بإسبانيا تقريبا، ويتعرض 45.9 في المائة من السكان لخطر الاستبعاد الاجتماعي مقارنة بـ 25.3 في إسبانيا بأكملها في عام 2020، ومعدلات البطالة في صفوف الشباب وصلت لـ 71.5 في المائة في الربع من الأول من 2021”.
وتبلغ نسبة مغادرة المدارس في سنّ مبكر إلى 22.8 في المائة، وهي من بين الأعلى على المستوى الإسباني، إلى جانب تلك الموجودة في مليلية، منبهةً، نقلاً عن المتحدث نفسه، إلى أن جميع المؤشرات تركز على السكان المسلمين، الذين عاشوا لعقود طويلة بدون حقوق، قبل أن ينص قانون الهجرة سنة 1985 على منحهم الجنسية.
تعليقات الزوار ( 0 )