انتقد حزب التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، ممارسات السلطة الحاكمة في الجزائر المستمرة في السياسات القمعية، واتهمها بتعريض الوطن للخطر مقابل الاستمرار في الحكم.
وكشف حزب الأرسيدي المعارض الشرس للسلطة، في بيان له، عقب ما وصفه بـ”انقلاب 12 دجنبر الماضي وهو تاريخ إجراء انتخابات الرئاسة الأخيرة، أنها لا تزال تتمادى في سياستها القائمة على قمع المظاهرات، وحظر الاجتماعات السياسية للمعارضة الديمقراطية والمجتمع المدني وإغلاق وسائل الإعلام على جميع الأصوات المعارضة، وإبقاء المناضلين السياسيين المشاركين في الحراك داخل السجون.
ووصف الحزب مخطط عمل الحكومة، أنه “لا يخلو من شعارات شعبوية، كانت رائجة في فترة السبعينيات، ومن طبخات مألوفة في مجالات الصناعة والزراعة وقطاع السياحة، التي تعتقد الحكومة أنها ستحييها بوصفتها البالية”.
و تساءل الأرسيدي كيف تنوي الحكومة، التي قال إنها مرفوضة من طرف الشعب الجزائري، العمل للحدّ من البطالة في ظلّ الركود الاقتصادي، لاسيما وأنه لم يَرِد أيّ تمويل بديل خارج اللجوء إلى ميزانية الدولة بشكلٍ صريح في نصّه.
وبخصوص مراجعة الأجر الأدنى المضمون، إعتبر الأرسيدي بأنّ أي أجرٍ قاعدي صافٍ يقلّ عن 35 ألف دينار، لا يمكن اعتباره إرادة في تحسين القدرة الشرائية للغالبية الساحقة من الأجراء.
وكشف بيان التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، أن البديل السياسي الذي يستوفي شروط التعبير عن السيادة الشعبية، يمثّل وحده الجواب الشافي لمطالب الشعب الجزائري، وهو ما يسعى إليه، تحالف قوى البديل الديمقراطي الذي يقترح مسارًا تأسيسيًا، تشرف عليه بشكلٍ توافقي هيئات مستقلة عن أجندة النظام السياسي.
ويواصل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، طريقته المعهودة في المعارضة للسلطة، حيث رفض رفضا قاطعا الاعتراف بنتائج رئاسيات 12 ديسمبر الأخيرة التي أفرزت عبد المجيد تبون رئيسا للبلاد، حيث رفضت أغلبية البلديات في ولاية بجاية التي يسيطر عليها الحزب، أن يُسمح فيها بتعليق صور الرئيس الجديد الذي تم تعيينه في مسار مضاد للإرادة الشعبية حسب اعتقاد الحزب.
واعتبر المكتب الولائي للحزب بمنطقة القبائل الكبرى، أن ثقافة الصور التي تمجّد الشخصيات العامة، بات يرفضها الجزائريون، في إشارة إلى فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كانت صوره العملاقة تستعمل للتغطية على غيابه بسبب المرض، وهو ما كان يخلف في كل مرة جدلا كبيرا في البلاد.
ويبقى الأرسيدي، من أكثر الأحزاب راديكالية في معارضة المسار الانتخابي الأخير الذي أفضى إلى انتخاب تبون رئيسًا للجمهورية، حيث سبق للحزب صراحة، أن اتهم القيادة العسكرية السابقة بالانقلاب على الإرادة الشعبية، والذهاب إلى انتخابات يتمّ فيها تعيين رئيس على المقاس.
وكانت بجاية الواقعة في منطقة القبائل، من أكثر الولايات مقاطعة للانتخابات الرئاسية، إذ لم يتجاوز التصويت فيها نسبة 0.1%، مسجّلة بذلك مقاطعة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات بالمنطقة.
ورفض رؤساء بلديات ولاية بجاية، الذين ينتمون إلى حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، عدم تعليق صورة الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، في مكاتبهم ومقرّات بلدياتهم.
تعليقات الزوار ( 0 )