شارك المقال
  • تم النسخ

حزب العمال الإسباني.. من “الاستفتاء” بالصحراء المغربية إلى “الحكم الذاتي”

خلّف قرار بيدرو سانشيز، رئيس الجكومة الإسبانية، بتأييد مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لحل نزاع الصحراء، ردود فعل حادة، ليس فقط وسط البرلمان، ولكن أيضا داخل حزب العمال الاشتراكي، الذي يقود التحالف الحكومي، بعدما عارض، علنا، عدد من قياداته الخطوة.

وكشفت جريدة “elfaro”، في تقرير لها، أن تغيير موقف حكومة بيدرو سانشيز بشأن الصحراء المغربية، عبر تأييد حل النزاع من خلال مقترح الحكم الذاتي، لم يؤد إلى انزعاج شركائه في الحكومة فقط (بوديموس)، بل تسبب أيضا في حدوث ارتباك في جزء من حزب العمال الاشتراكي، الذي عمل تاريخيا على دعم حق “تقرير المصير للمستعمرة الإسبانية السابقة”.

وأضاف أنه قبل أسبوع واحد فقط، كشف المغرب عن جزء من مضامين الرسالة التي وجهها بيدرو سانشيز، إلى الملك محمد السادس، الذي ذكر فيها أن إسبانيا تعتبر اقتارح الحكم الذاتي الذي قدمته الرباط في سنة 2007، لحل نزاع الصحراء، أساسا واقعيا لحل الملف، مردفةً أن هذا التغيير في الموقف، فاجأ وأزعج المعارضة، وكذلك “بوديموس”، الشريك في الحكومة.

وتابعت اليومية أن سكرتير تنظيم حزب العمال الاشتراكي، سانتوس سيردان، اتصل بقادة الحزب طوال عطلة نهاية الأسبوع لشرح موقف الحكومة ومحاولة توضيح الشكوك الداخلية التي نشأت، مسترسلةً أنه قبل هذا التغيير، كانت أغلب الأحزاب الإسبانية تؤيد حلا متفقا عليه ومقبولا بين الأطراف للنزاع، بما في ذلك حزب العمال الاشتراكي، الذي كان يؤيد أيضا حق تقرير المصير.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن قادة الحزب في الحكومة، نفوا وقوع أي تغيير في الموقف، حيث قال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، ظهر الأربعاء، بمجلس النواب، إن المطلوب هو “حل مقبول في إطار الأمم المتحدة”، كما شدد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، على أن ما ورد في رسالته إلى المغرب، يتماشى مع الموقف الذي تمسكت به حكومة حزب العمال الاشتراكي الحالية، وحزب الشعب السابقىة.

هذا، ودافع رئيس الوزراء السابق، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، عن عدم وجود أخبار جديدة بخصوص ملف الصحراء، وأن الرسالة التي بعثها سانشيز إلى الملك محمد السادس، ليست سوى تأكيد رسمي للمسار الذي فتحته السلطة التنفيذية في سنة 2008. ومع ذلك، تضيف أن ثاباتيرو، لم يؤيد المقترح خلال حقبة توليه رئاسة الحكومة.

وأوردت الجريدة أن مجموعة من الاشتراكيين، فوجئوا بالموقف الجديد، حيث أعربوا عن أسفهم لعدم وجود تفسيرات واضحة، ولم يخفوا قلقهم من العواقب المحتملة لهذا التحول في العلاقات مع الجزائر، حليفة البوليساريو، والمورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا، كما أن هناك من عبروا علانية عن خيبة أملهم، مثل النائب الاشتراكي أودون إلورزا، الذي أعرب في مقال له، عن أسفه لهذا التنازل.

وذكرت الصحيفة، أن مصادرا من السلطة التنفيدية الاتحادية للحزب الاشتراكي العمالي، تنكر وجود أي ضجة داخلية بعد رسالة سانشيز التي بعث بها إلى ملك المغرب، وتشير إلى أن المواقف الحاسمة داخل الحزب دقيقة للغاية، غير أنها لم تنف وجود اختلاف بين الموقف الجديد والبرنامج المقدم للانتخابات العامة في أبريل 2019.

وواصلت الجريدة إيراد تاريخ الحزب الاشتراكي العمالي مع القضية، حيث قالت إنه في جميع برامجه الانتخابية تقريبا، تناول هذا الملف، وأدرج في عدد كبير منها، الدفاع عن حق تقرير المصير للمستمرة الإسبانية السابقة، مبرزةً أن “تقرير المصير”، ورد في برنامج الحزب لانتخابات 2008، 2011، 2015، 2016، وأيضا 2019، وجميعها بعد مبادرة الحكم الذاتي التي قدمت سنة 2007.

ونبهت إلى أن الحزب، تناول في برنامجه الانتخابي لسنة 1986، و1993، و1996، الملف، ودافع بشكل أكثر تحديدا على تنظيم الاستفتاء لـ”تقرير المصير”، مسترسلةً أن القرارات الأخيرة لمؤتمرات الحزب، تظهر بوضوح كلمة تقرير المصير بين 2008 و2012، غير أن الأمر تغير في اجتماع الحزب أكتوبر الماضي، الذي لم يذكر الكلمة.

على وجه التحديد، أعلن الحزب في مؤتمره الأخير، عن عزمه مواصلة “الدفاع عن جميع الجهود لإيجاد حل بين الأطراف في إطار المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”. في سياق منفصل، تقول الجريدة، إن الحكومة تقول إنها بدأت مرحلة جديدة مع المغرب، تضمن السلامة الإقليمية لكلا البلدين، وتضع أسس علاقة أقوى بكثير في الأمن والتنقل والهجرة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي