Share
  • Link copied

حزب العدالة والتنمية واستعادة المبادرة.. تساؤلات مشروعة !

بموافقتها على نشر مقال للمهور باسم الصحفي والاخ المحجوب لال بعنوان “حزب العدالة والتنمية واستعادة المبادرة” بالموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية يوم 14 يونيو 2023، تكون قيادة الحزب قد تبنت كا جاء،في هذا المقال من رأي واعتمدت ما حاء فيه من احكام القيمة في حق مخالفيه ومن تقييمات اتجاه وجهة النظر الاخرى في الموضوع.

ليس غرضي أن أناقش المقال من حيث انحيازه إلى وجهة نظر تظل محترمة ومشروعة ايا كانت درجة انفتقنا او اختلافنا مع المضامين والحجج المستعملة والتوصيفات المستخدمة، ولكن المناقشة تنصرف بالاساس الى المسلكية التي اعتمدتها قيادة الحزب في عدم تحرزها اتجله ما تضمنه هذا المقال من احكام وتقريعات للمخالفين .

ان اعتمداد هذا المقال والموافقة على نشره دونما تحفظ يعد تجاوزا للموقف السابق الذي سبق ان طرحته القيادة والقاضي بالامتناع عن الخوض في ما يوسع الخلاف ولا يساعد على تجاوز ما يعيشه الحزب من ازمة بلغت اوجها يوم الثامن من شتنبر 2022.

لقد تعللت قيادة الحزب في اكثر من مناسبة بعدة حجج في عدم استجابتها للمطلب الملح بفتح النقاش داخل اروقة الحزب وفضاءاته الرسمية بما في ذلك فضاء الموقع الالكتروني، رغم عدم امتثال بعض قيادات الحزب لهذا الاختيار وتفضيلها تقديم روايات فردية وتقييمات شخصية غير متقاسمة وغير متفق بشأنها .

الى هنا فالامر يتعلق بمطلب ملح لا ترى القيادة الحزبية ضرورة للتجاوب معه على الاقل في الظرف الراهن.

اما ان تختار هذه القيادة وجهة النظر التي لا تكتفي بتأيدها بل تصل الى حد اتهام مخالفيها، وتعمد الى نشرها في الموقع الرسمي للحزب فهذا عمل يرقى الى مستوى المحاكمة الغيابية للراي المخالف، ويتجاوز المنطق الحواري الذي يقتضيه النقاش السياسي الذي يعد شرطا لا محيد عنه في اي عمل سياسي راشد وناضج.

ان اختيار القائمين على الموقع الالكتروني للحزب والمسؤولين السياسيين عن ما يكتب فيه ان ينشروا هذا المقال المؤيدة وعدم الاكتراث للراي الاخر، لا يعد فقط مسا بالقواعد المهنة والمعايير الموضوعية التي تقتضي الراي والراي الاخر، ولكنه من الناحية السياسية لا يختلف عن اساليب المصادرة والالغاء والاقصاء للراي المخالف، ويعد بدون منازع توظيفا لسلطة التنظيم ولامكاناته في حسم الخلافات وفرض الرأي الواحد بعيدا عن وسائل الاقناع واساليب الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.

لقد تحدث المقال بلغة هي اقرب الى المحاكمات والمصادرات واستعمل قاموسا فيه كثير من التبخيس واللمز والغمز لاسيما ان من يطرحون هذا الرأي معروفون بأشخاصهم وبأدائهم وويتسنون بالحرص الشديد على احترام المشروعية الحزبية وعدم الخروج عن الفضاءات الرسمية للحزب في طرح افكارهم الاصلاحية ومبادرات للم الشمل او لاستعادة الحزب للمبادرة واستئناف الدينامية الاصلاحية وذلك داخل المؤسسات وبشكل علني وواضح وبنفس اصلاحي ولغة ناصحة ونصالية لا ترتيب مسبق فيها ولا تبييت ولا اصطفافات ولا شخصنة.

ان نشر هذا المقال دونما تحفظ ولا احتراز ولا استحضار للراي الاخر يعد سقطة سياسية لا غبار عليها

لقد اشهر هذا المقال ثلاث اسلحة كبرى في وجهه مخالفيه، السلاح الاول هو عدم احترام الديموقراطية الداخلية قولا فعلا وعدم احترام حجم الاغلبية التي صوت بها المؤتمر الاستثنائي في انتخاب قيادة الحزب بما يفوق 82 في المائة، والسلاح الثاني هو عدم احترام المرجعية الاسلامية سلوكا وتفكيرا والتنكر للعهود والمواثيق التي تعاقد عليها المؤتمرون وهم يختارون امينا عاما هو في الان ذاته قائدا ورؤية ومنهجا في استعادة المبادرة.

والسلاح الثالث هو انهم يوفرون فرصة للمتربصين، الذين يسعون الى تعطيل المسار الذي دخل فيه الحزب لاستعادة المبادرة، ويساعدون المستهدفين للحزب والمشوشين على انطلاقته الجديدة منذ مؤتمره الاستثنائي، بترويجهم للادعاءات الباطلة ضد الحزب.

وفي الاخير ختم المقال قصف مخالفيه بإشهار سلاح “الرجلة” التي تقتضي دعم الرؤية السياسية الواضحة التي أفرزها مؤتمر الحزب لاستعادة العدالة والتنمية لعافيته، حتى لا نذوق مرة أخرى مرارة ما عشناه في 2021، حين طُرد الحزب دون أن يلتفت له عامة الناس أو يتأسفوا لما لحق به من تعسف.

والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا تريد قيادة الحزب ان تقول بتبنيها لمقال هو اقرب الى البيان السياسي من حيث محتواه ويتضمن محاكمة صريحة للمخالفين ؟

وما وجه التعارض بين الديموقراطية الداخلية وبين المشروعية الحزبية وبين حمل فكرة تقول بضرورة الحوار الداخلي لبلورة جواب يستعيد بموجبه الحزب المبادرة ويفتح افاقا جديدا بعيدا عما جرى ومن تسبب فيما جرى؟

هل التعبير السلمي والمسؤول عن فكرة ومطلب الحوار داخل فضاءات الحزب ودون استقواء على مؤسساته بالاعلام يعد عدم احترام للارادة العامة بالحزب؟

وهل التصويت حتى بالاجماع على اختيار لاشاخص معينين يعد توقيعا لهم على بياض بان يفعلوا ما شاؤوا بلا حسيب ولا رقيب؟
ام ان الديموقراطية هي التجاوب النتواصل مع هذه الارادة المعبر عنها بالتصويت والمحافظة عليها باستمزاج رأيها والتجاوب الدائم مع تطلعاتها؟
ولماذا يتم اللجوء الى الانتخابات السابقة لاوانها عندما تعجز مخرجات الديموقراطية عن التعبير عن انتظارات الارادة العامة ؟
هل من له قناعة تؤمن بضرورة فتح النقاش داخل الحزب من اجل استعادة المبادرة واخرج الحزب من ازمته يشكل خطرا على الديموقراطية الداخلية ولا يحترم الارادة الحزبية؟

وهل من يكالب بصياغة جواب جماعي عما جرى وعن كيفية منع تكرار ماحرى هو مخالف للمرجعية الاسلامية ناقضا للعهود خارقا للمواثيق بالفكر او بالسلوك على الأقل؟

هل الدعوة الى استعادة المبادرة تتنافى مع “الرجلة” ومع مقتضيات المرحلة وتلتقي مع ارادة المتربصين في ترويج الادعاءات الباطلة وفي توفير ارادة التشويش عل انطلاقة الحزب منذ مؤتمره الاستثنائي بما يتجاوز الامكانات المتاحة له سياسيا واعلاما؟ .

هل هذه افكار سياسية وحجج ودفوعات للإقناع ام هي لغة تنتمي الى اساليب التفتيش في الضمائر وعناصر في صك اتهام النيات؟ وماذا يعني ان تتبنى قيادة الحزب لمقال بهذه اللغة وبهذا الأسلوب في التخاطب بين ابناء المشروع الواحد والمنتسبين الى مرجعية واحدة والحاملين لهم اصلاحي واحد؟

وهل كل ما يماثل هذه الاعمال والتصريحات والاتهامات واعمال التسفيه والتبخيس والاعتراضات والمطالبات والمذكرات والعرائض وهي تصدر في مرحلة سابقة عن قيادات وقواعد وزعماء ومسؤولين في مواقع تنظيمية مرموقة ومنتخبين ممثلين للحزب، هل كانت هذه المسلكيات تحترم الديموقراطية الداخلية التي عبر عنها اخر مؤتمر عادي؟ وهل كانت تلك الاعمال والاقوال والتصرفات متماهية مع الشريعة الاسلامية ومتناسقة مع المرجعية الاسلامية سلوكا وفكرا؟

وهل تلك الخرجات واللايفات كانت تفوت الفرص عن المتربصين وتتمايزة عن التشويشات والاستهدافات التي كانت توجه الى الحزب وهو يكابد المسؤوليات؟ وهل كانت أمثال هذه الممارسات تنأى بنفسها عن الادعاءات الباطلة التي تروج في وسائل الاعلام ضد الحزب وضد قادته ومنتخبيه والتي كان يطير بها بعض من كانوا يقولون واش حنا هما احنا؟

وهل من “الرجلة” كل ما كان يقوم به هؤلاء الاخوة في الوقت الذي كان فيه الحزب يتحمل قيادة الحكومة وويتحشم متاعب تدبير أغلب الجماعات وهو يتعرض لكل انواع الكيد بالليل والنهار والتأمر والدسائس والقصف من الفوق والتحت ومن كل جانب؟، هل كان القصف الذي يقوم به ذوي القربى والتشويشات التي يمارسها رموز في القيادة والقاعدة، هل كان ذلك من مقتضيات الرجلة ومن استحقاقات تلك المرحلة؟

-يتبع-

Share
  • Link copied
المقال التالي