شارك المقال
  • تم النسخ

حريق غابات باب برد.. بين سطوة أباطرة المخدرات وإهمال السلطات

يعرف الغطاء الغابوي المحيط بدائرة باب برد بإقليم شفشاون، والجماعات المتاخمة لها، حرائق كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، قضت وتقضي على هكتارات واسعة من الثروة الغابوية بالمنطقة، حولت هذه المنطقة المعروفة بخضرتها، إلى قرى ومداشر “صحراوية” تعاني من نقص التساقطات المطرية، وجفاف كبير نظرا لاتساع بقعة المناطق التي تعاني شحا في المياه الجوفية.

وحول انتشار أماكن الحرائق في المنطقة، والتي كان آخرها حريق غابة “أكسمان” بالقرب من بلدة باب برد هذا الأسبوع، والذي قطع الطريق الوطنية رقم 2 وكذا الطريق القروية المؤدية إلى جماعة “إونان”، قال ناشطون وفاعلون جمعويون في المنطقة، إن الثروة الغابوية بدائرة باب برد يسطو عليها ما سموه “إرهاب أباطرة المخدرات”.

ونشر الفاعل الجمعوي والصحفي في المنطقة عبد المجيد أحارز على صفحته بالفايسبوك تدوينة قال فيها، “إن ما يقع من تخريب وإحراق للغابات والغطاء النباتي بمناطق مختلفة هذه الايام بمنطقة باب برد يعد من الجرائم التي لا يمكن التساهل مع مرتكبيها ولا الغفران لهم”.

وحمل المدون الشفشاوني مسؤولية ما حدث لمندوبية المياه والغابات في الاقليم، قائلا إن الأخيرة تتحمل المسؤولية في جميع الحالات كونها لم تقم بدورها المنوط بها، خاصة عندما لم تعمد إلى إطفاء جمرات الحريق الأولي، مما تسبب حسب قوله في اندلاع حريق كارثي أتى على نحو 500 هكتار من الغطاء الغابوي.

وقال الناشط الجمعوي إن” الاتهامات موجهة لأباطرة المخدرات الذين يسرقون الماء ويحرقون الغابة كل مرة لغرس آفتهم (الحشيش) التي دمرت الإنسان والمستقبل”.

ودعا أحارز في تدوينته إلى تطبيق مجموعة من الإجراءات المستقبلية لوقف ما اعتبره نوعا من” الإرهاب”، عبر إصدار السلطات قرارا” تمنع فيع أي نوع من الغرس أو الفلاحة أو استغلال خاص لأي نشاط تجاري كيفما كان فوق المناطق التي أحرقت أو التي ستحرق مستقبلا لمدة لا تقل عن مائة سنة 100، لقطع الطريق أمام أية فكرة أو نية مبيتة لتحويل الفضاء الغابوي إلى حقول مدمرة للشباب والمستقبل.

من جهته صرح الناشط الحقوقي والجمعوي في إقليم شفشاون محمد أبويعلى لبناصا، بأن حريق باب برد الأخير وحرائق أخرى بالاقليم تدخل ضمن منظومة يرعاها أباطرة زارعي القنب الهندي من أجل التحصُّل على أراض جديدة بغية توسيع أنشطتهم غير المشروعة.

وأضاف أبويعلى أن مافيا العقارات دخلت على الخط أيضا، مشيرا إلى معطيات تناقلها ناشطون بالمنطقة تفيد أن حريق غابة أكسمان كان مفتعلا، للاستفادة من قطعة أرضية قرب باب برد مخصصة لمستوصف صحي، يراد تحويلها إلى مجمع سكني ينشأه أحد بارونات المخدرات بالمنطقة.

ودخلت كنفدرالية جمعيات إقليم شفشاون على الخط، عبر بلاغ قالت فيه إنه تستنكر حرق آلاف أشجار الصنوبر والبلوط فضلا عن مجموعة من الثروات النباتية، والقضاء على الثروة الوحشية عبر الحرائق المفتعلة.

وأردفت الكنفدرالية في بلاغها بأنها تحمل مسؤولية تدهور الغطاء الغابوي وتراجع مساحته للمندوبية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مطالبة بفتح تحقيق آني للكشف عن ملابسات الحريق الأخير.

ودعا البلاغ إلى ضرورة اعادة تشجير المساحات المتضررة بشكل مستعجل، وتحمل الجهات المعنية مسؤوليتها بخصوص حماية الغابة ووقايتها من الحرائق وتكثيف الجهود الاستباقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي