طالبت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان (ASADEDH) من قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية سانتياغو بيدراز أن يقوم طبيب مكلف بالمقر القضائي بإجراء فحص شرعي للناشط أحمد طروزي ليثبت بهذه الطريقة التعذيب الذي تعرض له على يد جبهة البوليساريو الإنفصالية في مخيمات تندوف (الجزائر).
وفي رسالة وجهتها الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى قاضي المحكمة، اقترحت فيها على بيدراز أن يتم الكشف على طروزي من قبل الطبيب الشرعي الملحق بهذه المحكمة “لإثبات الإصابات الناجمة عن التعذيب الذي تعرض له”.
ويأتي الالتماس بعد البيان الذي أدلى به طروزي أول يوم أمس الثلاثاء كشاهد على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها جبهة البوليساريو ووكلاء جزائريون منذ السبعينيات في المخيمات، في إطار الشكوى المقدمة من قبل (أسديد) ضد 24 رئيسًا من قادة الجبهة، يضم زعيمه إبراهيم غالي وأربعة من عناصر المخابرات الجزائرية.
وبحسب مصادر قانونية، كشف الطروزي لرئيس المحكمة المركزية للتعليمات رقم 5 إنه سُجن بين عامي 1982 و1995 في سجن سري بتندوف حيث اعتاد عناصر من جبهة البوليساريو والأمن الجزائري على تعذيب المعتقلين هناك، والذي كان واحدا منهم.
وفي حالته، أفاد أنهم اقتلعوا عدة أسنان وأضراس، وأحرقوه بالسجائر والمكواة الملتهبة، وربطوا يديه وقدميه، وعصبوا عينيه، وهي ممارسات كان من شأنها أن تترك ندوبا في جميع أنحاء جسده، وأن لائحة الاتهام التي صدرت عن الهيئة تعتزم إثباتها من خلال هذا الفحص الجنائي.
ولفت المصدر ذاته، أنه شهد تعذيب سجناء آخرين، وقال بالتفصيل إن أحدهم قطعت يداه ونزف حتى الموت، وثمة ممارسة شائعة أخرى هي تعليقها من السقف، ويضاف إلى ذلك، كما أشار، أنهم احتُجزوا لأيام كاملة في زنازين صغيرة جدًا.
أكد أحمد الطروزي من خلال تقديم شهاته، أنه رأى إبراهيم غالي في ذلك السجن يصدر الأوامر عدة مرات. وعندما سئل عمن يعذب، أجاب بأنه شاهد أفعال أعضاء مختلفين في جبهة البوليساريو وثلاثة جنرالات جزائريين.
الشكوى الثانية
وقدم الناشط الصحراوي من الجنسية الإسبانية، فاضل بريكة، رواية مماثلة لبيدراز في 29 يونيو، عندما صدق على الحقائق التي تم استنكارها في الدعوى المرفوعة ضد غالي بسبب التعذيب الذي تعرض له في معسكرات تندوف في عام 2019.
وكان من المقرر أن يستمع سانتياغو بيدراز، الذي يحقق مع غالي في التعذيب والاحتجاز غير القانوني والإبادة الجماعية بموجب شكايتين من “أسديد”، لشاهد ثان، الذي شارك السجن مع فاضل ابريكة، و الذي شهد التعذيب الذي تعرض له في عام 2019.
وبعد فترة وجيزة، اعترف القاضي بالشكوى التي وقعتها الجمعية الآتف ذكرها، بشأن سوء المعاملة التي يُزعم أن جبهة البوليساريو أخضعت لها أسرى حرب ومواطنين صحراويين أنفسهم “خاصة” من أصل إسباني.
وتم استئناف الاتهامات ضد زعيم جبهة البوليساريو، عندما علم أنه كان في إسبانيا، وتحديداً في مستشفى سان ميلان سان بيدرو (لوغرونيو)، حيث تم قبوله في 18 أبريل، وهو في حالة خطيرة بسبب مضاعفات ناجمة عن الفيروس التاجي.
تعليقات الزوار ( 0 )