شارك المقال
  • تم النسخ

حجرات من زمن الحروب العالمية تدفع أساتذة لتذكير بنموسى “من أين ينطلق الإصلاح”

تناقل عدد من الأساتذة من خلال المجموعات الافتراضية المُشتركة على مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لحجرات مدرسية ومرافق تعليمية وصفتها فئة منهم أنها تعود لزمن الحروب العالمية، وبأنها يمكن أن تصلح لكل شيء ما عدا اتخاذها فضاء للتدريس.

وجاء تناقل الأساتذة لهذه الصور ردا في البداية على تركيز وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى في رغبته إصلاح قطاع التعليم على العنصري البشري أولا، كما جاء أيضا كإجابة على التقرير الذي صدر أخيرا عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والذي حمل الأساتذة نصيبا من ما تعيشه المنظومة التعليمية بالمملكة اليوم، كما أشار أيضا إلى عدم التزامهم في الساعات الأسبوعية التي يجب أن يُدرسوها.

وقد عزا عدد من الأساتذة الخطوات الأخيرة التي قاموا بها، والتي حاولوا ومازالوا يحاولون عبرها الكشف عن الواقع الحقيقي للمدرسة العمومية، وتعرية نقصها وهشاشة بنيتها التحتية، إلى رغبتهم في تقديم رسالة مُعاكسة للوزارة وللحكومة مفادها أن الإصلاح ينطلق أولا من توفير جو تعليمي ملائم للتلميذ كما للأستاذ، وأن حجرة مدرسية بهذه الحالة لا يُمكن أن تساهم في تجويد العملية التعلمية وتسهيل تلقينها.

وتوالت على صور الحجرات الدراسية التي تم نشرها، تعاليق تنوعت بين الجاد والساخر، وبين الذي تأسف لحال الحجرات وتأسف للتلاميذ الذين حُكم عليهم أن يتتلمذوا ويتلقوا العلم في بنية تحتية هشة، وبين من قال وعن تجربة منه “إن ما خفي كان أعظم وبكثير من هذا”.

وقد كتب أحد المتفاعلين مع الصور “حشومة وعيب نشوفو بحال هاد القاعات ف2021، مزيان تبقاو تهضرو على إصلاح المنظومة التعليمية وووو.. ولكن قبل قادو للأساتذة فين يقريو وقادو لولاد المغاربة في يقراو، عاد ديك ساعات هضرو”، وكتب آخر”راه المُشكل أنه حتى الأقسام لكتبان فحالة مزيانة، كيكون الأستاذ هو لتكلف بالتزيين ديالها، ومن المال ديالو الخاص، وكون مكانش الأستاذ كياخذ هاد المبادرة، كانت الكارثة تكون أكبر”.

كما ومن باب هزل بعض المُتفاعلين، كتب أحدهم “الأستاذ ملي كان كيشخر في هاد القاعة ليلا أصيبت بالصدعات نتيجة موجات الشخير العالية والمرتفعة، لذلك فهو المسؤول عن جميع هذه التصدعات والشقوق”، وكان رد آخر “هذه الأقسام تحتوي جدرانها على مواد مسرطنة، وقد كان اُقيم حولها نقاش وتعهدت الوزارة بإزالتها، لكن في الأخير طبقت مقولة، كم قضينا حاجة بتركها”.

جدير بالذكر أن شريحة الأساتذة مازالت تشُن حملة مضادة على تقرير المجلس الأعلى للتربية، والذي كان مما جاء فيه أن الأساتذة بالمغرب لا يلتزمون بأوقات العمل، ولا يؤدون دائما عــدد الســاعات الواجبــة عليهــم بشــكل كامــل، كما أشار أيضا إلى أن النظــام الأساسي لموظفــي وزارة التربية الوطنية، يشيــر بشـكل غامـض إلى المهـام التــي يقــوم بهــا الأســاتذة، ولا يوجــد أي نــص يفصــل بشــكل دقيــق وصريح في مهــام الأســتاذ المغربي وواجباتــه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي