غيرت جائحة فيروس كورونا المستجد، العديد من الأمور في العالم، ومعه المغرب، وحولت اهتمامات مجموعة من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، خاصة تلك التي عجزت عن تحويل عملها من عين المكان، إلى عن بعد، حيث وجدت نفسها عاجزة عن مواكبة متطلبات الظرفية الاستثنائية.
ونجحت مجموعة من القطاعات، منها التعليم والقضاء، في التحول للعمل بنظام التناظر عن بعد، بدل ضرورة الحضور لعين المكان، غير أنه، وفي المقابل، فشلت مجالات أخرى في مواكبة التطورات التي شهدتها المرحلة، في ظل تفشي فيروس كورونا، نظرا لغياب المعدات والوسائل التكنولوجية اللازمة، أو غياب الموارد البشرية.
وفي هذا السياق، كشف تقرير للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الإسكوا”، بأن دخول الشباب لسوق الشغل في المرحلة التي تلي وباء فيروس كوفيد19، سيتطلب مجموعة جديدة من المهارات، والتي على رأسها تلك المتعلقة بالميدان الرقمي.
الأمن السيبراني
في ظل الارتفاع الكبير لعدد العاملين عن بعد، واختيار مجموعة من القطاعات لهذه الوسيلة، بالإضافة إلى لجوء مؤسسات الدولة والحكومة، إلى عقد اجتماعاتها الخاصة على برامج إلكترونية، زادت الحاجة إلى الأمن السيبراني، وسيكون من بين أهم المهارات التي ستكون مطلوبة فيما بعد الجائحة.
ومع ارتفاع حجم مستخدمي أنظمة التناظر والعمل عن بعد، ستزيد التهديدات السيبرانية المحتملة، الأمر الذي يعني حاجة السوق الملحة، لمخبراء في هذا المجال، من أجل مواجهة كافة الأخطار التي يمكن أن تحدث أثناء العمل الرقمي والمعلوماتي في المرحلة القادمة.
وسبق لجمعية الـ”ISC2″، أن أجرت دراسة بخصوص عدد العاملين في الأمن السيبراني حول العالم، حيث أبانت الدراسة عن أن العدد الإجمالي للأشخاص الخبراء بالمجال، والمشتغلين فيه، لا يتعدون 2.8 مليون، فيما يحتاج العالم إلى ما يزيد عن 4 ملايين.
تحليل البيانات
من بين أهم المهارات التي ستشق طريقها بقوة في الفترة المقبلة، هي تحليل وتفسير واستخدام البيانات، التي قال عنها المدير التنفيذي لشركة “جنرال أسمبلي”، جاك شوارتز، إن أهم مهارة على العمال اكتسابها هي:”البيانات، ثم البيانات، ثم البيانات”، لأن العالم سيتجح نحو الاهتمام بالمجال بعد جائحة كورونا.
وأوضح المتحدث نفسه، بأن الشركات العالمية، ستتجه نحو الاهتمام بالبيانات خلال المرحلة المقبلة، لأنها ستبدأ في التخطيط لطرق بيع وراء المنتوجات، بدون الاتصال المباشر بين الناس، وهو ما يتطلب الاعتماد على تحليل وتفسير البيانات.
الذكاء الاصطناعي
سرّعت جائحة كورونا، رقمنة العديد من المجالات، نظرا للإجراءات التي فرضت لمواجهتها، وعلى رأسها منع التجمعات وإغلاق مجموعة من الأنشطة، ما أجبر مختلف المؤسسات العمومية والخاصة، على التوجه إلى العالم الافتراضي، حيث تقول كارين فيشوك، الرئيسة التنفيذية لشركة “رانستاند نورث أمريكا”، إن كورونا سرع من اتجاه الشركات للرقمنة.
ومن ضمن أهم الأمور المطلوبة للعمل في الميدان، خلال المرحلة القادمة، تعلم لغة البرمجة، “بايثون”، التي ستفسح المجال للعديد من الشباب ممن نجحوا في تعلمها، لدخول سوق الشغل عبر بوابة الذكاء الاصطناعي.
تعليقات الزوار ( 0 )