استغلت الجماهير الرجاوية مباراة فريقها ضد فريق مولودية وجدة بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء ليلة أمس الإثنين لتوجه رسالة قوية لأعداء الوحدة الترابية.
ورفع جمهور الرجاء لافتة كبيرة كتب عليها: “مانديلا الصغير.. المستعمرة الوحيدة المتبقية في إفريقيا هي أورانيا “، في إشارة إلى “أورانيا”، هي بلدة صغيرة توجد وسط دولة جنوب إفريقيا، لا يسكنها إلا البيض، بالرغم من مرور أزيد من 30 سنة على نهاية حكم “الأپارتهايد” في جنوب إفريقيا.
ويعيش في هذه البلدة التي تعتبر بمثابة مستعمرة صغيرة، والذي يحرم على أصحاب البشرة السوداء الإقامة بها، “الأفريكان” وهم من السكان البيض المنحدرين من أصول هولندية وفرنسية، الذين وصلوا إلى جنوب إفريقيا في القرن السابع عشر، واستوطنوا هذا البلد الإفريقي، الذي مازال عمليا يعيش ميزا عنصريا كبيرا، بالرغم من أن ذلك العهد قد انتهى نظريا وقانونيا قبل أزيد من ثلاثة عقود.
سكان “أورانيا” الذين يبلغون حوالي 2500 نسمة، يعتمدون عملة خاصة وعلما خاصا بهم، ويسعون لتحقيق الاكتفاء الذاتي على جميع المستويات لعزل أنفسهم في بلد تتراجع فيه مقومات العيش بنظرهم، كما يحرمون على السود الإقامة في بلدتهم، بعد كل ما قيل عن انتهاء الميز العنصري ونهاية حكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا.
بهذا الموقف الوطني تكون جماهير الخضراء، قد ردت بـ”كلاش” عابر للقارات على تصريحات حفيد منديلا، المدعو شيف زوليفوليل والمتابع في قضايا جنائية منها قضية اغتصاب فتاة في جنوب إفريقيا، و المتاجر بنضال جده من أجل مصالحه الخاصة.
جدير بالذكر أن حفيد مانديلا، ألقى كلمة يوم الجمعة الماضي، في افتتاح كأس إفريقيا للاعبين المحليين المقامة بالجزائر، كلمة كانت بعيدة كل البعد عن الرياضة وقيمها النبيلة، والذي طالب فيها بحمل السلاح ضد المغرب، مما خلف موجة استنكار واسعة في الأوساط الكروية من هذا الانزلاق الخطير وغير مسبوق، كما أثارت كلمته غضبا مغربيا كبيرا على مواقع التواصل الإجتماعي، مستهجنين فتح المجال أمامه للخوض في أمور سياسية لا علاقة لها بالرياضة.
كما أصدرت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بلاغا لها تندد فيه “بالممارسات الدنيئة والمناورات السخيفة التي صاحبت افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين…، بعد الخرق السافر للقوانين المنظمة للتظاهرات الكروية التي تقام تحت لواء الإتحاد الإفريقي لكرة القدم، بعد إلقاء كلمة خارج السياق لتمرير مغالطات سياسية لا تمت بأي صلة للشأن الكروي”.
من جانبه أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن فتح تحقيق في تلك التصريحات، مؤكدا “أن ما تم تداوله على هامش المباراة الإفتتاحية لا يعكس وجهات نظر جهاز “الكاف”.
وجاء في بيان الجهاز الوصي على الكرة الإفريقية: “وفقا للنظام الأساسي واللوائح الخاصة به ولوائح الفيفا، يجب على الإتحاد الإفريقي لكرة القدم الامتناع عن الإنخراط في السياسة والبقاء على الحياد في الأمور ذات الطبيعة السياسية”.
وأضاف: “اطلع الإتحاد الإفريقي لكرة القدم على بعض البيانات السياسية الصادرة خلال حفل افتتاح بطولة الأمم الإفريقية طوطال إنرجي الجزائر 2022 يوم الجمعة 13 يناير 2023 في الجزائر العاصمة”.
“هذه البيانات السياسية ليست خاصة بـالكاف ولا تعكس وجهة نظر أو رأيه كمنظمة محايدة سياسيا”، يُضيف الاتحاد الإفريقي في بيانه، قبل أن يتابع: “سنجري تحقيقات لتحديد ما إذا كانت البيانات والأحداث السياسية لحفل الإفتتاح تنتهك النظام الأساسي واللوائح الخاصة بـالكاف والفيفا وإلى أي مدى، سنقدم تقرير النتائج التي تم التوصل إليها في الوقت المناسب”.
تعليقات الزوار ( 0 )