تعتزم الجمعيات المدنية في مدينة سبتة المحتلة، التقدم بطلب من أجل تنظيم وقفة احتجاجية، في ساحة “لوس رييس”، هذا الأسبوع، وذلك على ضوء “الفوضى والمشاحنات” العديدة التي تعاني منها الأحياء نتيجة الهجرة غير النظامية الأخيرة.
ودعا اتحاد “جمعيات الأحياء الإقليمية” (FPAV) إلى تنظيم مسيرة “سلمية” من أجل سلامة سبتة، التي تعاني أغلب أحيائها المختلفة من انعدام الأمن، نتيجة تدفق آلاف المهاجرين، وغالبيتهم من المغاربة، الذين ما زالوا يتجولون في شوارع سبتة بعد الدخول الجماعي في 17 و18 ماي.
وسيتم تسليم هذا الطلب إلى الوفد الحكومي لتسجيل رخصة تنظيم الوقفات الاحتجاجية، حسب المنظمين، حيث ازداد انعدام الأمن بطريقة مثيرة للقلق نتيجة لما وصفوه بـ”الغزو” الذي تعرضت له المدينة، علاوة على أعمال الشغب التي حدثت خلال الصباح الباكر مع الحرق المستمر للمركبات والحاويات.
وأوضح رئيس FPAV، فرانسيسكو غارسيا ميد، أن “حركة الأحياء أصبحت أكثر اتحادًا من أي وقت مضى مع استمرار شكاوى المواطنين، الذين لا يتوقفون عن البكاء على الحوادث العديدة التي تعرضوا لها في أحيائهم من السرقات والمشاجرات وتدمير الأثاث الحضري”.
وأضاف، “نحن في سبتة لا يمكن أن نتحمل عواقب هذه الحرب المفتوحة بين حكومتي إسبانيا والمغرب، لدينا نفس الحق مثل أي مواطن آخر في الأراضي الإسبانية في العيش براحة البال، ودون خوف من النزول إلى الشارع والتعرض للسرقة”.
وشدّد رئيس “جمعيات الأحياء الإقليمية”، على أن “هذا الأمر لا يحدث في أي مكان في إسبانيا، وقد حان الوقت لاتخاذ قرار حازم لوقف هذه التجاوزات، لأنه في النهاية ما هو على المحك هو بقاء مدينتنا، وهذا يجب أن يكون فوق كل اعتبار”.
ولمواجهة هذا الوضع، اعتبر المصدر ذاته أن “الوقت المناسب قد حان لاتخاذ قرار للدفاع عن أمن سبتة ومواطنيها، حيث مر حوالي شهرين ولم تصل الحياة إلى طبيعتها، بالإضافة إلى ذلك، فإن وفد الحكومة يرفض الاستماع إلينا كمتحدثين باسم الجيران ولم يعقدوا أي اجتماع بخصوص الطلب”.
وتابع فرانسيسكو غارسيا ميد، بالقول: “يبدو من غير المنطقي مع ما نعانيه في شوارعنا وما يعانيه المواطنون من السرقات والحوادث العنيفة المتكررة، ألا يجتمع مجلس الأمن منذ الثالث من مارس الماضي، حيث مرت أكثر من 4 أشهر منذ ذلك الاجتماع”.
ويأمل المتحدث ذاته، أن يتم تنفيذ هذا الطلب في موعد أقصاه الأسبوع المقبل، قائلا:” إنها اللحظة المثالية لكي نكون متحدين أكثر من أي وقت مضى، فكل أحيائنا تعاني من مشاحنات والمقصود من هذه الوقفة، أن يتم الإصغاء إلينا.
وطالب رئيس الجمعية، بإعادة المغاربة المهاجرين المتواجدين بسبتة إلى المغرب، نظرا لارتفاع نسبة البطالة وانعدام مصادر الكسب”، مؤكدا على أنه “يجب على الجميع التعاون لحل هذه الأزم ، لأن موضوع الهجرة أثر بطريقة أو بأخرى على الساكنة المحلية”.
وأضاف، “لطالما أظهرت سبتة أنه عندما تكون موحدة، فإنها لا تُقهر، والآن يجب علينا مرة أخرى أن نكون مثالاً على ذلك بغض النظر عن عقيدتنا الدينية أو عرقنا أو أيديولوجيتنا، سنكون قادرين جميعًا على استعادة الحياة الطبيعية، لذلك نأمل أن نتمكن من الحصول على إذن في الأيام القادمة من الوفد الحكومي”.
وطالب فرانسيسكو، من مندوب الحكومة “تلبية طلباتنا، لأننا نتحدث نيابة عن جميع جيراننا، الذين يعيشون في خوف من الأوضاع التي توجد يوميًا في أحيائهم، ولا سيما في الأطراف.
وأضاف، “لا يمكن أن يستمر الصمت للحصول على إجابة، فالمواطنون بحاجة إلى حل لهذه الآلام الحقيقية التي يمرون بها، وبالتالي من الضروري مطالبة حكومة إسبانيا بالعمل فورًا للدفاع عن أمن وحماية واستقرار سبتة وجميع مواطنيها”.
تعليقات الزوار ( 0 )