شارك المقال
  • تم النسخ

جمال عميار: قد يكون هناك تأجيل رابع لمنتدى النقب إذا استمر العنف في الضفة الغربية ووافقت الحكومة الإسرائيلية على نشاط استيطاني جديد

قال الصحافي والكاتب المغربي، جمال عميار، وصاحب كتاب “المغرب، إسرائيل واليهود المغاربة”، إن “المغرب لن يستضيف قمة منتدى النقب الثاني إذا استمرت إسرائيل في توسيع المستوطنات، وممارسة كل أشكال العنف ضد الفلسطينيين، مبرزا أن “المغاربة يحتاجون إلى أفعال وليس أقوال، وإلا فإن الرباط ستنتظر”.

وأوضح عميار، ضمن مقال تحليلي، نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست” أن “إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، أرجأ، يوم الأحد، 25 يونيو، المنتدى توضيحه جنباً إلى جنب مع بيان سابق بأن القمة التي تستضيفها المغرب ستُلغى، وذلك بالنظر إلى موجات العنف الأخيرة إلى جانب الخطط المحدثة والمعتمدة حديثًا لبناء المستوطنات الموسعة في الضفة الغربية، فإن الوفد المسؤول عن إقامة الحدث لا يزال مترددًا”.

تأجيل “منتدى النقب” ليس ستارًا لانكسار أو قطع العلاقات بين إسرائيل وشركائها العرب

ويرى الصحافي، أن “التأجيل ليس ستارًا لانكسار أو قطع العلاقات بين إسرائيل وشركائها العرب، إذ أن العلاقات تنمو، ويجب أن تستمر في النمو من جذورها في المصالح المشتركة في مجالات الأمن والدبلوماسية والأعمال، جنبًا إلى جنب مع القيم المشتركة والعلاقات بين الأديان”.

وأضاف المصدر ذاته، أن “السياسات الإسرائيلية الحالية في الأراضي المحتلة وغزة وبشكل أعم تجاه الشعب الفلسطيني والقانون الدولي، تتعارض مع روح التعاون الإقليمي التي وضعها منتدى النقب الأول وتزيد من هشاشة إطار التفاعل هذا”.

وتساءل وصاحب كتاب “المغرب، إسرائيل واليهود المغاربة”،” لماذا تدهور الجو، الذي كان دافئًا ووديًا في منتدى مارس 2022، بهذه السرعة؟” قبل أن يجيب، بأن “قرار بناء مستوطنات جديدة وتخفيف الروتين المتعلق ببنائها يأتي في مقدمة التدهور الأخير للعلاقات العربية الإسرائيلية”.

وشدد عميار، على أن “العالم العربي لا يزال قلقًا بشأن الإصلاح التشريعي اليميني في إسرائيل، والذي ينتهك حقوق العرب الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث كان هناك توقع في العالم العربي بإيقاف التوسع الاستيطاني الواسع النطاق والضم المستشري للضفة الغربية بعد اتفاقيات إبراهيم الأولى في شتنبر 2020 بين إسرائيل والإمارات والبحرين”.

هل سيستضيف المغرب منتدى النقب الثاني في ظل هذه الظروف؟

وجوابا على السؤال أعلاه، قال الكاتب المغربي، جمال عميار، إن “الفرص ضئيلة طالما أن الائتلاف الحالي بقيادة بنيامين نتنياهو يحتفظ بالسلطة ويتضمن وزراء مؤيدين للمستوطنات ومعارضين بشدة للفلسطينيين مثل إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش”.

ولأول مرة منذ عام 2020، قصفت طائرات هليكوبتر إسرائيلية جنين الشهر الماضي، مما أسفر عن مقتل مسلحين فلسطينيين ومواطنين، كما نفذ الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عملية ثانية في جنين أسفرت عن سقوط المزيد من الضحايا من الجانبين.

المغاربة يتضامنون مع الفلسطينيين

إن الاهتمام العام المغربي وقلقه بشأن القضية الفلسطينية آخذ في الازدياد، ففي 22 يونيو، أعلنت مؤسسة Lavieeco.com، وهي وسيلة إعلامية مملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، عزمها على عقد مؤتمر مغربي حول فلسطين في يوليو، في حين لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل، فمن المفهوم أن الحدث يقام تضامنا مع فلسطين وتتمحور حول مشاركة الدول العربية والأفريقية.

وأشار عميار، إلى أن “الفجوة التي خلقتها سياسات هذه الحكومة الإسرائيلية تؤكد على ضرورة إعادة التفكير في طبيعة منتدى النقب، ما هو نوع المنتدى الذي يجب أن يصبح عليه هذا المؤتمر الأمريكي – الإسرائيلي – العربي؟”.

وأضاف، “ربما يكون تجمعًا دبلوماسيًا مع تركيز أقل على إسرائيل (والنقب) ولكن أكثر شمولاً مع الكلمات “الشرق الأوسط” أو اختصار “الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وأخيراً، كلمة “سلام” و” تطوير”، وهذا هو الجزء السهل الذي من المحتمل أن يوافق عليه حتى إيلي كوهين”.

يجب أن يشتمل الإطار الجديد أيضًا على جهات فاعلة جديدة تتوافق مع هدف تعزيز السلام، حيث يمكن للأردنيين أن يكونوا إضافة مهمة إذا تم استيفاء شروطهم، ولكن الأهم من ذلك هم الفلسطينيون، وسيسمح إدراجهم للرباط والقاهرة وأبو ظبي والمنامة بإظهار اهتمامهم بالمصالح الفلسطينية والدفاع عنها.

وعلى نفس القدر من الأهمية، مع ذلك، هو إظهار أن الدبلوماسيين في الرباط والقاهرة يمكن أن يجلبوا الإسرائيليين والفلسطينيين والإسرائيليين والعرب حول طاولة واحدة كما في “الأيام الخوالي”، مثل اتفاقيات كامب ديفيد ومؤتمر مدريد واتفاقيات أوسلو، حيث من الضروري أن نعيد فكرة مناقشة الحلول الملموسة الهادفة إلى السلام من أجل صنع التاريخ وإعادة كتابة مسار مستقبلنا.

هل سيجلس الفلسطينيون على الطاولة مع الإسرائيليين في المغرب بينما يتعرض جيرانهم وعائلاتهم في الضفة الغربية لعنف الجيش والمستوطنين؟ يجيب عميار: “على الأرجح لا”.

تأجيل رابع لمنتدى النقب

ماذا عن الجانب الآخر من الطاولة؟ هل الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد حتى عقد منتدى النقب الثاني؟ هذا السؤال وثيق الصلة بشكل خاص بالنظر إلى الشروط التي حددها المغرب لعقد هذا الاجتماع، وهل إسرائيل مستعدة للاعتراف رسمياً بالسيادة المغربية على أقاليمها الجنوبية مع العلم أن ذلك لن يكون مقابل تمييع الموقف المغربي من القضية الفلسطينية؟.

ولفت الكاتب المغربي، إلى أنه “في عهد نتنياهو، تعمل الحكومة الإسرائيلية، بتوسيعها الاستيطاني وأجندتها العسكرية والأمنية الوحشية في المنطقة على تلبية احتياجات حلفائها المحليين وخداع شركائها الأجانب”.

وخلص المصدر ذاته، إلى أن “الرأي العام في العالم العربي، قد يصمت، لكنه يراقب الأحداث ويتابعها عن كثب، حيث لا ينبغي أن يكون التأجيل الأخير لمنتدى النقب مفاجئًا، وقد يكون هناك تأجيل رابع إذا استمر العنف في الضفة الغربية ووافقت الحكومة الإسرائيلية على نشاط استيطاني جديد”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي