استبعد المتحدث باسم حكومة جزر الكناري خوليو بيريز يوم أمس (الخميس) أن يكون ارتفاع الهجرة الجديد الذي يعاني منه الأرخبيل في الأسابيع الأخيرة ناجما عن الصراع الدبلوماسي بين المغرب إسبانيا، رابطاً إياه بالظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي تشهدها للقارة الأفريقية.
وأوضح خوليو بيريز، في مؤتمر صحفي لتقديم تقرير عن اتفاقيات مجلس الحكم، أنه كانت هناك بعض الحالات للمغادرة من الساحل المغربي، لكن أغلب قوارب المهاجرين تأتي من إفريقيا جنوب الصحراء، وهو الطريق “الأكثر خطورة”.
وأضاف المصدر ذاته، أن الطريق الآنف ذكره، هو الأطول، حيث إن العديد من القوارب يمكن أن تضيع هناك لأيام وأيام، مردفا أنه ‘لا توجد حجج للاعتقاد بأن ارتفاع تدفق عدد المهاجرين في الأسابيع الأخيرة مدبر أو متعمد”.
كما سلط بيريز الضوء على “الشعور بالحزن والانطباع” الذي خلفه وفاة طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات، من ساحل العاج، عندما تم إجلاؤها بطائرة هليكوبتر من سفينة تجارية أنقذت زورقًا، كان يبحر على بعد حوالي 500 كيلومتر من الأرخبيل.
وعلق المتحدث ذاته بالقول، إن والدة الطفلة تعيش في فرنسا، مما يدل على أن جزر الكناري هي طريق عبور أساسي للهجرة بالنسبة للأشخاص الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
وأشار المتحدث باسم حكومة جزر الكناري، إلى أن وسائل الإعلام المحلية أعطت لهذه الماسأة الإنسانية حقها، من خلال تسليط الضوء على مسألة الهجرة، كما أعرب عن تقديره لتقديم الإسعافات الضرورية لخمسة أشخاص آخرين في المستشفى، وختم “في اليوم الذي لا نعطي فيه أهمية لموت هذه الطفلة ستضيع إنسانيتنا”.
يشار إلى أنه ورغم إنقاذ القارب وتدخل الفرق الطبية، فارقت الطفلة الحياة بعد عبورها المحيط الأطلسي على متن قارب كان يحمل عشرات المهاجرين بهدف الوصول إلى جزر الكناري الإسبانية، وتوفيت أثناء نقلها في طائرة مروحية إلى المستشفى مع امرأة ورجل، كانوا في حالة صحية حرجة.
وأثناء تحليق المروحية، تعرضت الطفلة والمرأة لسكتة قلبية تنفسية، تمكن الطاقم الطبي على متن الطائرة من إنعاش المرأة لكن الطفلة لم يحالفها الحظ، حسبما أكدت فرق طوارئ جزر الكناري.
وأشارت الصحافة الإسبانية إلى أن عملية انتشال المهاجرين من المياه إلى السفينة التجارية كانت صعبة بسبب الظروف الجوية “المحفوفة بالمخاطر”، ومضت ساعات قبل أن تتمكن السفينة من مساعدة جميع المهاجرين.
تعليقات الزوار ( 0 )