شارك المقال
  • تم النسخ

جدل واسع يرافق إنجاب سيدة داخل سيارة بباب مستشفى مشرع بلقصيري

أثار مقطع فيديو نشره أحد المواطنين، لسيدة تلد داخل سيارة، بباب مستشفى مدينة مشرع بلقصيري، الواقعة بإقليم سيدي قاسم، جدلاً واسعاً بالمنطقة، خصوصاً بعدما ادعى زوج المعنية، أن الطبيبة رفضت استقبالها، وطلبت منه نقلها إلى المستشفى الإقليمي، غير أن الوقت لم يكن كافيا لأتيها المخاض سريعاً وتضطرّ للإنجاب بالسيارة.

وقال الأب، في مقطع الفيديو، الذي حاول توجيه رسالة فيه، إلى الملك محمد السادس، ووزير الصحة خالد أيت الطالب، إن المستشفى رفض استقبال زوجته للولادة، وقاموا بإحالتها على المستشفى الإقليمي لسيدي قاسم، وحين كان يتجه إليها، جاءها المخاض، ما دفعهم إلى العودة لمستشفى مشرع بلقصيري، لتبدأ السيدة في الولادة داخل السيارة.

وأضاف المعني غاضباً: “كيف يمكن ألا نصرخ؟ لم يسبق لي أن خرجت في أي بث مباشر للحديث، ولكن لا يمكن السكوت عن هذا الأمر؟ أبناؤنا يموتون، ماذا نفعل”، متابعاً: “ماذا أفعل أنا؟ هل نحن في دولة الحق والقانون؟ تقولون إننا دولة متقدمة؟ هل هذه مظاهر الدولة المتقدمة؟ هل ما زلنا نعيش هذه المعاناة؟ لماذا لا يتحدث أحد، أنا كأب أعاني…”.

ولقي المقطع تفاعلاً كبيراً في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء، وزير الصحة، بحل مشاكل الأغلبية التي تعاني وتتألم في المستشفيات، والنظر إلى ظروف اشتغال الأطر الطبية، والاطلاع على أقسام الولادة لمعرفة العذاب الأليم الذي يطال النساء الحوامل، بدل التغوّل في مجلس المستشارين، والاستقواء، على الأقلية، ويدعي أنه هنا لحماية الأغلبية التي خضعت للتلقيح.

وبخصوص الموضوع، قال موحى عكي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم سيدي قاسم، إن مصالح المندوبية فتحت تحقيقا في الموضوع، لأن المشكل، ما جاء على لسان المواطن شيء، وما أوضحه مسؤولو مستشفى مشرع بلقصيري شيء آخر، متابعاً، أن السيدة المعنية أحضروها بالفعل إلى المستشفى، وفحصتها الطبيبة، ليتضح أن المعنية مريضة ومن الأفضل أن تلد بالمستشفى الإقليمي.

وأضاف عكي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن الطبيبة أخبرت زوج المعنية بضرورة نقلها للمستشفى الإقليمي، تحسبا لوقوع أي مضاعفات لها أو للمولود، غير أن المعني جلس هناك لمدة بين ساعتين وثلاث ساعات، مسترسلاً أن العائلة أخطأت، على ما يبدو حاليا، لأن الطبيبة منحت لهم وثيقة للتوجه إلى مستشفى سيدي قاسم، لتجنب أي مضاعفات محتملة.

وأوضح أن هناك أكثر من ساعتين من الزمن بين الوقت الذي حضرت فيه العائلة المعنية إلى مستشفى بلقصيري، وإخبارهم من قبل الطبيبة بضرورة نقلها لسيدي قاسم، بسبب أنها مريضة ولتفادي أي مخاطر محتملة، وبين مجيئ العائلة مرة ثانية، والسيدة تلد في السيارة، وهو وقت كافٍ للوصول إلى المستشفى الإقليمي، مؤكداً: “هذه المعطيات التي توصلنا بها، غير أنه وللتأكد، فتحنا تحقيقا في الموضوع، وأوفدنا لجنة لذلك”.

وفي سيّاق مرتبط بحالة وفاة السيدة المنحدرة من الخنيشات، التي فارقت الحياة بسبب ما قيل إنه “خطأ طبيّ”، بعد خضوعها لولادة قيصرية، أكد عكي، أن مندوبية الصحة بسيدي قاسم، فتحت تحقيقا في الموضوع، مضيفاً أن هناك لجنة موفدةً من وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ستحل غداً بسيدي قاسم، من أجل البحث في هذا الموضوع.

واسترسل أن السيدة المتوفية، جاءت إلى المستشفى الإقليمي في الواحدة ليلاً، ولم يكن هناك طبيب، لأن المستشفى يضم طبيبا واحداً متخصصا في الولادات القيصرية، وهو يشتغل وفق التوقيت الإداري، ولا يمكنه أن يعمل لـ 24 ساعة على 24، متابعاً أنه طلب من أسرة المعنية، نقلها إلى القنيطرة، للولادة عبر العملية، إلا أن عائلتها، قررت الذهاب إلى مصحة خاصة بالمدينة، ووقع ما وقع لاحقاً.

وأكد عكي، أن المندوبية كتبت تقريرا وبعثته إلى وزارة الصحة، ومن المنتظر أن يتم عقد اجتماع يوم غدٍ الخميس، بحضور لجنة عن الوزارة، حضرت خصيصا لهذا الموضوع، مذكّراً في السياق نفسه، بأن هناك تحقيقا بالفعل في الموضوع من طرف وكيل الملك، حيث من المنتظر أن يتم إخضاع المتوفية للتشريح الطبي من أجل تحديد أسباب الوفاة بدقة.

وعلاقة بالموضوع، كان وزير الصحّة، خالد أيت الطالب، قد أثار جدلاً واسعا في المغرب، بعدما قام بتقسيم المواطنين إلى أغلبية وأقلية، بناء على تلقي التلقيح من عدمه، الأمر الذي زاد من تأجيج الاحتجاجات في مجموعة من مدن المملكة، للمطالبة بإلغاء إجبارية التطعيم الذي فرض بطريقة غير مباشرة، عبر قرار “جواز التلقيح”.

ونبه نشطاء الوزير، إلى أن الأولوية التي يجب عليه أن يهتمّ بها، هي وضعية المستشفيات التي يعاني بها المواطنون الأمريّن كلما دخولها، وغياب الأدوية، والتجهيزات، والموارد البشرية عن أغلبها، بالإضافة إلى معالجة ملفّ وفيات الأمهات، التي كان آخرها السيدة المنحدرة من الخنيشات، والتي توفيت بسيدي قاسم بعد الولادة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي