Share
  • Link copied

جدلٌ واسعٌ يُرافقُ تَصريحاتِ “مايسة سلامة” عن الصحافةِ في المغرب

أثارت تصريحات المدوِّنة المغربية مايسة سلامة الناجي، بخصوص الصحافة في المغرب، والتي قسمت من خلالها الجسم الإعلامي في بالمغرب لثلاثة أقسام، الأول مهادن والثاني تابع للأجهزة الأمنية، والثالث مستقل، وذلك على خلفية الدعم الذي منحته الدولة للقطاع والمقدر بـ 200 مليون درهم، من صندوق تدبير جائحة كورونا.

وقالت مايسة في “فيديو” نشرته على قناتها بموقع “يوتوب” وشاركته عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، إن الصحافة التي استفادت من الدعم، نوعان، الأولى مهادنة والثانية تابعة للأجهزة الاستخباراتية، الأمر الذي أثار غضب فئة عريضة من الإعلاميين المغاربة، المنتمين للمؤسسات التي استفادت من دعم صندوق الجائحة.

وأضافت الناجي، بأن الصحافة المهادنة، “تكتفي بنقل المعلومة من دون أي انتقاد أو تحليل، مثلها مثل وكالات الأنباء ولا فائدة من وجودها”، فيما تنشر الفئة الثانية التابعة للأمن، على حد قولها، ما يشبه التقارير المخابراتية، وقد سمّت المؤسسات الإعلامية المنتمية لهذا القسم بالأسماء، مع مهاجمتها لجمعية الإعلام والناشرين التي تأسست حديثا.

وفي هذا السياق قال يونس دافقير، الصحافي بجريدة “الأحداث المغربية”، في تدوينة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:”نحن لم نُلق بأنفسنا في حضن الدولة. الدولة من التحقت بنا وبما بقينا نناضل من أجله على مدى أكثر من ربع قرن. لذلك، يحدث أحيانا أن نلتقي نحن والدولة، موضوعيا في بعض القضايا المواقف. والالتقاء الموضوعي في التحليل مختلف تماما عن أن تكون مخزنيا”.

وأضاف دافقير بـ”الدارجة” المغربية: “عافاك أبنتي ما تقلبيش على شرح الالتقاء الموضوعي في غوغل، وإذا مفهمتيهاش، ولا أظن غادي تفهميها، فبلا متعلقي”، مردفا:”لأن الدولة التحقت بخطابنا الإصلاحي، من البديهي أن تكون حليفنا الموضوعي، (حتى هادي صعيبة عليك شوية)، وأن نعطف عليها ونتعاطف معها”.

واسترسل ذات المتحدث: “النقد يجب أن يوجه للدولة التي أصبحت إصلاحية، وليس للمناضلين الحقيقيين الذين أجبروها على أن تكون مُصلحة. لكن المناضلين الحقيقيين لن يتركوا مراهقي الساعات الأخيرة يتلاعبون بدولة، يريدون تمييعها وليس إصلاحها”، وفق قوله.

من جانبه تأسف، عبد المنعم الديلمي، المدير العام لمجموعة “إيكو ميديا”، ورئيس الجمعية المغربية للإعلام والناشرين، حديثة النشأة، عن “الردود المتشنجة” التي عملت على تبخيس مجهود المؤسسات الإعلامية الوطنية، وذلك من دون أن يشير لمن يقصد بالضبط بكلامه، غير أنه من المرجح أن تكون مايسة من ضمن الجهات المعنية.

وشدد الديلمي، بأن أعضاء الجمعية الجديدة، والتي تضم جل المؤسسات الإعلامية الوطنية، لن ينشغلوا بالردود المضادة لأن اللحظة المفصلية التي تمر بها البلاد، في ظل تفشي فيروس كورونا، وما ترتب عنه، لا تسمح بتضييع الوقت في الجدل العقيم.

من جهة أخرى، اعتبر بعض المعلقين، بأنه من الواضح، أن مايسة لم تطلع على قائمة المؤسسات الإعلامية التي شملها الدعم، نظرا لأنها قامت بتصنيف عدد من المنابر على أنها منابر حرّة ومستقلة، علما أن بعضها توجد في لائحة الجهات الإعلامية التي توصلت بدعم صندوق الجائحة، وفي نفس الوقت، قالت بأن كلّ “المدعّمين” إما من فئة الصحافة المهادنة أو التابعة للأجهزة، وهو تناقض صارخ، وفق قول بعضهم.

Share
  • Link copied
المقال التالي