عقب قرار وزارتي الداخلية والصحة، الأحد الماضي، القاضي بمنع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، بسبب الارتفاع الكبير في عداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، سارع المواطنون المتواجدون بهذه المناطق، إلى “الهروب” من تفاديا من أن “يسجنوا” بها، ويحرموا من قضاء عيد الأضحى مع عائلاتهم.
ليلتا “الهروب الكبير”، كما سميتا، خلفتا خسائرا عديدة في الأرواح والسيارات، بعد أن شهدتا، مجموعة من حوادث السير في طرقات ومخارج مدن طنجة والدار البيضاء ومراكش وسطات وبرشيد وفاس ومكناس، غير أنه، وفي الوقت الذي كان المغاربة ينتظرون من الحكومة اعتذارا للمواطنين دون لف ولا دوران، فوجأوا ببلاغ للحكومة عبر وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء.
وقالت وزارة التجهيز والنقل، بعد سردها لحوادث السير التي عرفتها المملكة، عبر كافة ربوع التراب الوطني، في شهر يوليوز، من السنوات الماضية، إن معدلات حوادث السير التي عرفها المغرب مؤخرا، “لا تختلف كثيرا عن المعطيات المسجلة خلال نفس الفترة من السنوات السابقة”، الأمر الذي خلف جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وما زاد من غضب المواطنين، قيام رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بمشاركة بلاغ وزارة التجهيز والنقل، والتعليق عليه بـ:” معطيات حوادث السير يومي 26 و 27 يوليوز، لا تختلف عن المعطيات المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية خلافا لما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي لا علاقة لذلك بقرار منع التنقل الذي اتخذته الحكومة حمايةً للمواطنين من انتشار فيروس كورونا خلال عطلة العيد”.
وعلق أحد المواطنين على منشور العثماني، بالقول إن “التبرير ليس في صالحكم.. مقارنة بالسنة الماضية، حركة السير أقل بكثير وكثير، بسبب غياب الملايين من أفراد الجالية بسياراتهم الشخصية، أو سيارات الكراء، بسبب قلة التنقل داخليا خوفا من الوباء، منطقيا لابد أن تكون حوادث السير أقل بكثير من السنة الماضية ! فكر بهدوء وانشر بجدية !”.
وتساءل “فيسبوكيٌّ” آخر:”ألن يأتي يوم يخرج شخص من الحكومة ويعترف بأن قراره كان ظالما في حق الشعب، بكل جرأة، ويعتذر له، وعما تسببت فيه الخطوة؟”، مضيفاً:”199 حادثة و15 وفاة، 26 مصاب بجروح خطيرة 287، مصاب بجروح فقط في 48 ساعة، ولا مجال للمقارنة مع الفترة الماضية من السنة لأن العوامل تختلف، هذا نتيجة ديال القرارات ديالكم”.
وقال آخر:”هاك قراءة أخرى للبلاغ : داز عام كامل، يعني 365 يوم و ما قدرتوش تلقاو حلول لكثرة حوادث السير أيام عيد الأضحى، عام را فرصة أكثر من كافية للدراسة والتخطيط واتخاد القرار للحد من إزهاق الأرواح”، متابعا:”را غير الجاهل والمتكبر لي غينكرو علاقة حوادث السير نهار البلاغ وعلاقتو مع البلاغ، الناس شارية الأضحية ديالها فمدينة وهي فمدينة أخرى، ناس مسافرة، ناس بعيدة على والديها… الاعتراف بالخطأ فضيلة و من شيم الرجال”.
معلق آخر استغرب من سعي المسؤولين في الدول المتقدمة للتقليل من حوادث السير، والحفاظ على أرواح المواطنين، مقابل “تسبب الحكومة المغربية في 199 حادثة سير، و15 وفاة، و26 مصاب بجروح بليغة، ,287 مصاب بجروح خفيفة، في أقل من 48 ساعة، ورغم ذلك، بدا العثماني سعيدا بأن الأرقام الأخيرة، لا تختلف كثيرا عن السنوات الماضية !”.
يشار إلى أن قرار وزارتي الداخلية والصحة، الذي أعلنتا عنه، عشية الأحد الماضي، والقاضي بمنع التنقل من وإلى 8 مدن مغربية، تسبب في موجة نزوح غير مسبوقة، خلفت العشرات من حوادث السير، و15 قتيلا، إلى جانب عشرات المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، الأمر الذي جعل نشطاء وسياسيين وعامة الشعب، يحملون مسؤولية الأمر للحكومة.
تعليقات الزوار ( 0 )