شارك المقال
  • تم النسخ

جامعي جزائري يُعدد أزمات بلاده.. ويؤكد: سبب توجيه البوصلة نحو المغرب واضح

تعيش الجزائر اليوم سلسلة أزمات أبسطها أزمة الغداء، لكنه وعوض أن يتجه نظامها الحاكم إلى الاهتمام بمشاكلهم الداخلية والسعي نحو إيجاد سبيل نحو حلحلتها، يأبى نظام تبون إلى أن يُحول بوصلة اهتمامه نحو المملكة، فلا ينفك بذلك أن يشير بأصابع اتهامه كلما عانت الجزائر من أزمة ويقول: “إن السبب هو المغرب”.

وقد اعتبر عدد من محللي شؤون السياسة الدولية، أن النظام الجزائري يعتمد في تدبير أزماته الداخلية على طريقتين، أولها قيامه باختلاق أزمة جديدة أكبر من سابقتها، فيكون بذلك قد حل أزمة بأزمة، وثانيها هو طريقة تصدير الأزمات الداخلية نحو الخارج، وتحويل أنظار الرأي العام الداخلي عبر خلق توتر أو نزاع مع إحدى دول الجوار، وهو الأمر ذاته الذي يقوم به مع المملكة.

سالم شاكر، جزائري يشتغل أستاذا جامعيا بفرنسا، تطرف في أحد مقالاته لفشل النظام الجزائري في تدبير أمور الدولة وحل مشاكلها، واعتبر أن النظام قد فشل فشلا ذريعا في القيام يجميع الوظائف التي من المفترض أن يقوم بها، بدءا من الحالة الكارثية التي يعانيها النظام الصحي، والمستوى التعليمي غير المقبول في جميع المراحل التعليمية.

وأضاف الأستاذ الجامعي ذاته أن الأزمات الاجتماعية بالجزائر قد صارت متعددة الأشكال، من الأرقام العالية لنسب تفشي البطالة بالبلاد، وأزمة الإسكان الخانقة التي تقض مضجع الأسر الجزائرية اليوم، والتعامل غير السليم من السلطات مع البيئة، والتشجيع غير المباشر على هجرة الأدمغة وعلى الذين لا يملكون أدمغة أيضا.

وأوضح سالم شاكر، أن المهام الوحيدة التي تؤديها الدولة الجزائرية باستمرار وفعالية منذ عام 1962 هي الافتراس والقمع، والتي يقوم بها الجيش والأجهزة الأمنية المهيمنة على السلطة اليوم، وتابع أنه قد تزايدت هذه الممارسات القمعية في الأشهر الأخيرة، سواء ضد الصحفيين، أو ضد قادة حركات الاحتجاج.

وأشار شاكر، الذي يعتبر أكثر الباحثين في الثقافة الأمازيغة حاليا في الجزائر وفرنسا، أن النظام الجزائري لم يتردد يوما في اللجوء إلى كافة أشكال القمع، بما في ذلك القمع الدموي والتصفية الجسدية للمعارضين، والاحتجاز التعسفي، واستخدام أسلحة الحرب ضد المتظاهرين المسالمين، كما وقع في أكتوبر 1988، وفي 2001.

كما انتقد الأستاذ الجامعي في مقاله أيضا النظام القضائي الجزائري، واعتبره نظاما قضائيا يخضع تماما لأوامر السلطة التنفيذية، كما أشار إلى التضييق المفروض على الصحافة والصحفيين بوضعهم بشكل دائم تحت المراقبة الأمنية، والقيام بعدد كبير من الاعتقالات والإدانات المتكررة للصحفيين.

وعزا سالم شاكر قوة النظام وقدرته على تحمل تطبيق نفس السياسة لعقود إلى استفادته من الثروات الطبيعية التي تزخر بها الجزائر، والتي يعد الغاز أهمها، وأوضح أن مداخيلها قد أتاحت للنظام خلق قاعدة اجتماعية كبيرة تحصل على القليل فقط من موارد هذه الثروات، في مقابل تقديم جزء كبير من الموارد لنخبة قليلة حتى تكون في خدمته وفي خدمة قراراته.

يُشار إلى أن الربط بين الأزمات الداخلية التي تعانيها الجزائر والتوتر الحاصل بين المملكة والنظام الجزائري، مرده حسب محللين سياسيين الرغبة الواضحة لدى نظام تبون في الاستغفال عن المشاكل التي يتخبط فيها الشعب الجزائري، والاتجاه نحو تحويلها إلى الخارج.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي