أفرزت جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” أشكالا وطرقا جديدة لتسول، خاصة بعد فرض حالة الطوارئ الصحية، والحجر الصحي، وحظر التجول كإجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس.
التسول الإلكتروني
مع استمرار انتشار وباء كورونا، وفرض حالة الطوارئ الصحية وجد فئة المتسولين أنفسهم أمام تحدي حقيقي يشكل خطرا ويهدد استمرار أنشطتهم التي يعيشون منها، حيث لا تجمعات ولا تزاحم لسيارات عند الإشارات الضوئية كما كان معتادا قبل انتشار الجائحة.
وأمام هذا الوضع الجديد اتجه البعض من المتسولين إلى اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي مكانا لممارسة أنشطتهم، وذلك عن طريق إرسال رسائل إلكترونية تتضمن روايات وقصص مفبركة من أجل استعطاف الأخرين لإعطائهم المال.
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تبرع وهمية، تدعي أنها تقوم بجمع تبرعات لفائدة عائلات توقفت أنشطتها بسبب تفشي فيروس كورونا، وهي في أمسِّ الحاجة للدعم والمساعدة، ولكن في الواقع أغلبها حملات وهمية لا أساس لها من الصحة وغرضها الوحيد هو الربح المادي لا مساعدة الآخرين.
تحايل وكذب
شكل جديد من أشكال التسول انتشر في ظل أزمة كورونا، متسولين مغاربة يدعون أنهم من جنسيات أخرى انقطعت بهم السبل في المغرب، ولا يستطعون العودة في الوقت الحالي إلى بلدهم بسبب إغلاق الحدود وتوقف حركة الطيران، وأنهم ولا يجيدون ما يأكلون.
فيما لجأ بعض المتسولين الآخرين إلى طرق أبواب المنازل والادعاء أنهم في ضائقة مالية، بعد أن فقدوا وظائفهم بسبب توقف الأنشطة التي كانوا يشتغلون فيها، بعد تعليقها من طرف الوزارة حتى إشعار آخر.
أماكن جديدة
خلافا لما كان سائد لسنوات قبل انتشار الفيروس التاجي، كان المتسولون ينشطون قرب المساجد والإشارات الضوئية، وفي الشوارع الرئيسية للمدن، لكن اليوم أصبحت الأحياء السكنية ومحلات البقالة والصيدليات والشوارع الفرعية الوجهة المفضلة لهم.
حيث يختلقون حججا من قيبل حاجتهم للمواد الأساسية كالدقيق والزيت والسكر، لهم ولأسرهم، المتأثرة وضعيتهم، بفرض حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، وغيرها من الحجج التي يتحججون بها.
وتعددت الأشكال والأساليب التي يعتمد عليها المتسولون لنيل عطف المواطنين، لكنها كلها يغلب عليها، في أغلب الأحيان، طابع الكذب والاحتيال، مستغلين بذلك عطف المواطنين والتماسك الاجتماعي والتضامن والتآزر الذي أبان عنه المغاربة في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر منها المغرب بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا.
تعليقات الزوار ( 0 )