رغم أن وزير الصحة خالد ايت طالب أعلن يوم أمس الاثنين عن تفاصيل عملية التلقيح الجماعي ضد فيروس كورونا كوفيد 19، والتي سيشرع فيها المغرب في الأيام القليلة القادمة، إلا أن ثمن الجرعة الواحدة من اللقاح مازال “مجهولا” لحد الساعة.
500 درهم.. الثمن متوقع
مصدر من وزارة الصحة المغربية أكد لجريدة “بناصا” الإلكترونية أن ثمن الجرعة مازال موضوع نقاش اللجنة المكلفة بتتبع عملية التلقيح وأن الوزارة ستعلن عنه قريبا، مشيرا أن الجرعة ستكون مجانية بالنسبة للبعض وخاصة أولئك الذين واجهوا الجائحة في الصفوف الأمامية ومخفضة الثمن بالنسبة لبعض الفئات المجتمعية الأخرى.
وأردف ذات المصدر أنه يرجح أن لا يتعدى ثمن الجرعتين معا 1000 درهم (500 درهم للجرعة الواحدة)، “لأن أكثر من هذا الثمن سيعتبر عبئا على المواطن المغربي الذي مازال لم يخرج من أزمة كورونا وتداعايتها على الأجور والأسعار”.
لقاح مغربي يراعي الأسواق العالمية
بدوره، قال الخبير المغربي مروان بوخريص في تصريح لجريدة “بناصا” الإلكترونية أن وزارة الصحة المغربية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار أثمنة اللقاحات الأخرى التي سيتم تسويقها في بلدان العالم، دون إغفال “الوضعية الاجتماعية التي يعاني منها جزء كبير من المغاربة”.
ونوه الخبير في علم الأوبئة بكندا بالسرعة التي باشرت بها وزارة الصحة المغربية تنفيذ خطة التلقيح، مشددا على أنها “ستمكن المغرب واقتصاده ومنظومته الصحية من العودة إلى النظام العادي (الحياة الطبيعية) في أقرب وقت”.
المجانية.. لضمان النتائج
أما عبد الحق العبوبي، طبيب أمراض تنفسية بالدار البيضاء، فدعا وزارة الصحة المغربية لتلقيح مجاني، مبررا ذلك ب”عدم قدرة مغاربة على دفع ثمن اللقاح حتى لو كان ثمنه 100 درهم فقط، وهو الأمر الذي سيؤثر سلبا على فعالية خطة التلقيح”.
وأوضح العبوبي في تصريح ل”بناصا” أن وزارة الصحة يجب أن تكون مستعدة لكافة السيناريوهات، خاصة أن “التشكيك في فعالية اللقاح مازال يأخذ حيزا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.. وهو الأمر الذي سيفرض على الوزارة تقديم معلومات مفصلة بمساعدة وسائل الإعلام المغربية”.
بلاغ “رمادي”
وزارة الصحة المغربية كانت قد نفت الخميس الفارط (19 نونبر) الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص شراء المغرب، اللقاح الصيني المضاد لـمرض كورونا كوفيد 19 بــ 27 درهم للجرعة،مؤكدة أن “سعر البيع للمواطنين لم يتم تحديده بعد”.
وأكد ذات البلاغ على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر بخصوص نشر مثل هذه الأخبار الزائفة والمعطيات غير الصحيحة.
استراتيجية التلقيح.. على لسان الوزير
وكان آيت الطالب ، قد أوضح في معرض رده على سؤال محوري خلال الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب أمس الثلاثاء ، أن “استراتيجية وطنية للتلقيح ضد فيروس (كوفيد-19) ستشمل جميع جهات المملكة، وتستهدف نسبة كبيرة من الساكنة، مع إعطاء الأولوية للمهنيين الصحيين والمزوالين لأنشطة أساسية ورجال التعليم والمسنين والحاملين للأمراض المزمنة، في فترة قدرت في 12 أسبوعا”.
وكشف الوزير أنه وضع لجان مركزية تعنى بإعداد مجموعة من الوثائق والخطط واقتناء المستلزمات اللازمة وفق الاسترايجية الوطنية، وتتمثل في اللجنة التقنية الموكول لها وضع دلائل تقنية حول اللقاح وتكوين فرق للتلقيح قبل انطلاق العملية، واللجنة الدوائية المكلفة بتأكيد عمليات الترخيص لاستعمال اللقاح عبر التراب الوطني، واللجنة اللوجستيكية المكلفة بتقييم الموارد المتوفرة والواجب اقتناؤها مع الإشارة إلى أهمية الانكباب على سلسلة التبريد حفاظا على جودة اللقاح منذ وصوله إلى مرحلة الاستعمال الميداني.
ولفت أيضا إلى لجنة التواصل المكلفة بإعداد استراتيجية الوطنية للتواصل اللازمة لتعبئة جميع الفاعلين لتيسير استفادة الساكنة المستهدفة من اللقاح، ولجنة التتبع والتقييم الموكول لها إعداد خطة وميكانيزمات تسجيل المستفيدين وتتبع حالتهم الصحية خلال وبعد فترة التلقيح.
وأوضح المتحدث ذاته أن لجنة تقنية تضم كلا من وزارتي الداخلية والصحة ستجتمع بصفة مكثفة ودورية من أجل الاستعداد للعملية وتدقيق الجانب الميداني للعملية.
تعليقات الزوار ( 0 )