شارك المقال
  • تم النسخ

“تِيزِي فْرِي”.. وجهة سيّاحية جذابة وطبيعة خلّابة تَنتظر الالتفاتة

على بُعد 13 كيلومتراً جنوب مدينةِ تارجيستْ التابعة لإقليم الحسيمة، مروراً بزَرقَتْ، تُصادفكَ غابةٌ أشجارهاَ ضخمةُ الحجمِ، بهيةُ المنظرِ، متنوعةُ الأشكالِ، تُحيطها مِساحاتٌ خضراءٌ معشوشبة، ناصعةُ الألوانِ، موزعةُ حول مُنعرجات الطريق الجبلية، التي تكادُ لا تكفي سوى سيارةٍ واحدة. بعد حوالي 7 كيلومتراتٍ، تصلُ لـ”ضاية” تتوسطُ أشجارَ “الأرزِ”، في منطقةٍ تسمى بـ”تيزي فري”، واقعةٌ في أَعالي جِبالِ الريف.

تعتبرُ “تيزي فري”، من الوُجهات المفضلة لسكانِ تارجيستْ، وزرقتْ وسيدي بوتميمْ، وبني بونصارْ، وحتى بني عَمارتْ وسيدي بُوزينبْ، وهي الجماعات الترابية الأقرب إليها، _من الوُجهات المفضلة_ طيلةَ فصولِ السنة، نظراً لأن أشجار الأرز التي تملءُ المكان، تتميز باخضرارها الدائم، فلا خريفَ لها، تظلُّ شامخةً، زاهيةَ المنظرِ والألوانِ، تأسرُ قلوب الزوارِ، وتلفتُ انتباهَ الراغبينَ في الإطلالِ.

عكسَ كثيرٍ من الأماكنِ التي يتوافدُ عليها الناسُ في فصلٍ محددٍ، “تيزي فري”، لا تضربُ موعداً مع الزوار، متى جاءوا، وَجودوها في أبهى حلةٍ. الغابة ترتدي لباسيْنِ طِوال السنة، البياضُ شتاءً، والأخضرُ في بقية الأوقاتِ، تجعل منها الثلوج مكانا مميزاً في نوفمبر ودجنبر ويناير، يمنحها ارتفاع درجات الحرارة في باقي الشهور ضياءً متنوعَ الألوانِ بتنوعِ الأزهارِ المزينةِ للأرضِ.

وفي هذا السياق، قال ياسين وهو أحد سكان المنطقة، في تصريح لـ”بناصا”، إن التسميةَ الأصليةَ لهذا المكانِ، كانت “ثيزي ذيفري”، ومعناها بالعربية الفجّ والكهفُ أو الغار، ولكن مع مرور الزمن، تحوّلتِ الثاءُ تاءً، وحُذفت الذالُ والياءُ، لتصير “تيزي فري”، مضيفا: “إنها (أي المنطقة) من أفضلِ الأماكنِ التي يُمكنُ للشّخص أن يزورها في الريفِ، نظراً لجمال الطبيعةِ فيها، حيثُ تُعطي أشجارُ الأرزِ الضخمة، منظراً قلّ مثيلهُ، خاصةً في فصلِ الشتاءِ، حينَ تتساقطُ الثلوجُ وتكسُو الغطاءَ النباتيّ للجبالِ”.

وتابع نفس المتحدث، بأن المنطقةَ تَتوفّر على أشجارِ الأرز والصّنوبَر والبلّوط، بالإضافة لمُرُوجٍ وَاسعةٍ بها عددٌ من العيونِ المائيةِ، ما يمنحُ للزوارَ فرصةً للتخييم أوتنظيمِ رحلاتٍ فيهاَ، لكن المشكلَ الوحيدَ الذي يعانيه المتوافدونَ على المكانِ، هو الطريق، لأنه ضيقٌ ووعر، مسترسلا: “نتمنى من السلطات أن تلتفتَ إلى هذا المكانِ المميز، بالبدء في توسيع الطريق الذي يؤدي إلي “تيزي فري”، “ضماناً لسلامة الناس، وترويجاً ودعماً للسياحة”، على حد تعبيره.

حسن سبق له زيارة “تيزي فري”، في أكثر من مناسبة، خاصةً في فصل الشتاء، حين تكون محاطةً بالثلوج، قال في تصريحٍ لـ”بناصا”: “إن المنظر الذي تعطيه الثلوج فوق أشجار الأرز، رائعٌ للغاية، ويَدفعُ أيّ شخصٍ للمجيء إلى هنا، ولكن في كثيرٍ من الأحيان، كنّا نأتي ونجد صعوبة في العودة، لأن “الطريق تكون مملوءة بالثلوج، لدرجةِ أنهُ لا يمكنُ للسيارةِ أن تتحركَ. مرةً كدتُ أن أموتَ برداً، بعد توقفِ المركبة، لولا أن تدخل بعض السكانِ وساعدونا”.

من جهته، قال محمد القاطنُ بمدينةِ تارجيست، القريبةِ من المنطقةِ: “لقد سبق لعدّة فعالياتٍ من المجتمعِ المدنيّ وعلى رأسها جمعيةُ أمازيغِ صنهاجة، أن طالبوا بتحويلِ تيزي فري لمنتزهٍ وطنيٍّ، بجمعِها مع غابتي بني بونصار وكدية تيدغين، نظراً للغطاءَ النباتيّ الذي تحظى به، وهو ما يُخولُ لها أن تكونَ منتزهاً مميزاً، لا يقلّ جمالاً عن تازْكة الموجودِ بإقليم تازة، أو تلاسمطان الواقع بإقليم شفشاون.

وأردف: “بالرّغمِ من أن هذه المطالب، مرّت عليها سنواتٌ طويلةٌ منذُ رُفعت لأولِ مرةٍ، إلا أنه ولحدودِ الساعةِ، بَقيّت المنطقة، في هامشِ الهامش،معزولةً وبعيدةً عن تارجيست، أقرب جماعة حضرية لها بحوالي 20 كيلومتر، وعن مركز الإقليم الحسيمة بما يزيد عن الـ 90 كلم، من دون أن يتم إنشاء ولو طريق واحد واسع بما يكفي ويمكن أن يُقل سيارات الزوار، من دون أي مشاكلٍ، خاصةً المتعلقة بضيقِ المساحةِ”، وفق تعبيره.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي