Share
  • Link copied

تَردُّد إسبّانيا في دعْمِ الاعْتِراف الأمْرِيكِيّ بالصّحراء.. هل يَخدُم مَصالِح المغرب؟

قالت صحيفة “dodofinance”، في تقرير لها، “إنّ إسبانيا تجد نفسها في موقف صعب عندما يتعلق الأمر بقضية الصّحراء، حيث لا يزال العديد من السياسيين وأغلبية الشعب الإسباني يؤيدون جبهة البوليساريو، الأمر الذي يُحرج كبار المسؤولين الذين يدعمون موقف الأمم المتحدة”.

وأفاد المكتب الإسباني، حسب المصدر ذاته، أنّ الحكومة الإسبانية مترددة في دعم اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية الكاملة على الصّحراء، وأنها غير راضية عن التغيير الذي حدث في المنطقة منذ عقود.

وبوجود قاعدة أمريكية في جنوب غرب الأندلس، لن يكون أمام إسبانيا خيار كبير، حيث سنّ المغرب تشريعات جديدة لترسيم حدوده البحرية، ولهذه الأسباب، تريد البلاد أنْ تجري محادثات مع كل من المغرب والولايات المتحدة، ولا يمكنها أن تتسامح مع الأزمات الدبلوماسية.

وبحسب المكتب الإسباني، فإنّ هناك انقسام داخل حكومة سانشيز الاشتراكية في بوينت بيدرو حول قضية الصحراء، ويدعم الحزب الاشتراكي لرئيس الوزراء سانشيز الحق في الحكم الذاتي، الذي يحظى بتأييد واسع في الأمم المتحدة.

وأوضح المصدر ذاته، أنه بينما يرأس شريكه في الائتلاف، بابلو مانويل إغليسياس، زعيم حزب بوديموس منصب نائب رئيس الوزراء، فإن الأخير أثار بتقاريره التوترات بين المغرب وإسبانيا عدة مرات خلال العام الماضي.

وأضافت الصحيفة، أنه غالبا ما يحرج حزب بوديموس سانشيز بشكل أساسي في قضايا الهجرة والأمن، والخلاف حول مياه الصيد، وعلى الرغم من أنّ الاتحاد الأوروبي لم يدعم قرار الولايات المتحدة بعد، إلا أنه غير مستعد للمخاطرة باتفاقاته المبرمة مع المغرب.

وتشير الصحيفة إلى أنّ إسبانيا منعت الدعوة الكتالونية للاستقلال وهي مستعدة لدعم حفنة من انفصاليي البوليساريو، حيث أنّ المكتب الإسباني يدعو الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي إلى إقامة علاقة جديدة مع المغرب.

في الصدد ذاته، يُقدم المحلل والباحث السياسي محمد شقير، قراءته الخاصة لتتردد إسبانيا في دعم الاعتراف الأمريكي بالصحراء رغم أن لها مصالح في المغرب، معتبرا أنه يمكن تفسير هذا الموقف بعدة أسباب يتمثل أهمها في أن إسبانيا هي الفاعل الرئيسي للنزاع القائم بالصّحراء.

وأكد شقير، أنه بالإضافة إلى استعمار المناطق الصّحراوية لأكثر من  خمس عقود وتشبث الجنرال فرانكو  باحتلاله لهذه المنطقة ولجوئه بتعاون مع فرنسا إلى العملية العسكرية “إيكوفيون” للقضاء على مقاومة جيش التحرير لاسترداد هذه المناطق، كانت السلطات الإسبانية وراء فكرة إقامة كيان مصطنع في هذه المناطق في منتصف السبعينيات، والتي تبنته فيما بعد السلطات الجزائرية في عهد بومدين.

وأوضح الباحث السياسي، ضمن تصريح أدلى به لـ”بناصا” أنّ إسبانيا لا ترغب رغم اتفاق مدريد مع المغرب في استرجاع هذا الأخير لأقاليمه الصحراوية، خاصة بعدما طور بنياته التحتية وعبأ كل إمكانياته المادية والبشرية لتنمية هذه الأقاليم.

وقد تقوى هذا الموقف الإسباني غير المعلن بعدما شرع المغرب في إنجاز مشروعين أساسيين سيفتحان على خاصرته الإفريقية فرص، ويتمثلان في الطريق السيار تيزنيت الداخلة وميناء الداخلة، حيث أن هذا الميناء سيغطي على الحركة التجارية الإسبانية بالمنطقة المتوسطية خاصة بعد إغلاق معبري سبتة ومليلية، كما سينافس إسبانيا في  جزر الكناري كمنطقة سياحية وتجارية.

وبالتالي، يضيف شقير، فإنّ الاعتراف الامريكي بمغربية الصّحراء لا يمكن إلا أن يزيد من مخاوف إسبانيا سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، حيث أن ذلك سيفقدها ورقة سياسية بقيت تبتز بها المغرب من خلال احتضان جمعيات انفصالية، وورقة اقتصادية من خلال توافد استثمارات أمريكية وصينية وخليجية وإنجليزية ترغب في انجاز مشاريع تجارية واقتصادية بإفريقيا. 

وخلص محمد شقير، إلى أنّ تشييد أكبر ميناء بالداخلة، سيحول حركة التبادل التجاري الدولي والإقليمي من المنطقة المتوسطية إلى المنطقة الأطلسية مما سيرجح الكفة لصالح الموانئ المغربية، نظير  ميناء طنجة المتوسط بالشمال وميناء الداخلة بالجنوب، الذي سيؤثر بلا شك على المكاسب الاقتصادية والتجارية والسياحية التي كانت تجنيها إسبانيا في السابق.

Share
  • Link copied
المقال التالي