Share
  • Link copied

تونس: أيقونة ثورات الربيع العربي في مواجهة الثورة المضادة

 تونس الشقيقة الرقيقة ، تونس جامع القيروان والزيتونة، تونس رمز الثورة والحرية، واحة الديمقراطية في صحراء الاستبدادية ، تونس أبي القاسم الشابي، وإذا الشعب يوما أراد الحياة…. تونس الطاهر بن عاشور ، تونس  راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة،  الذي أفلت من محرقة الثورات المضادة  ببرجماتيته، وليونته ، وقبوله الرجوع للخلف، ومشاركة واقتسام السلطة مع   الأحزاب الأخرى ، تونس الخضرا ، تتعرض  هذه الأيام لهجوم خطير  من طرف دول   الإمارات والسعودية ومصر بواسطة َوكلائهم وعملائهم ، من بعض الأحزاب الداخلية الموعودة   بالحكم ، زورا وبهتانا  ، وتأتي هذه الهجمة من أجل  أجهاض أول تجربة ديمقراطية فتية جاءت بها ثورات الربيع العربي والإجهاز عليها،  وذلك بإثارة القلاقل والفوضى، عن طريق التجاذبات السياسية والصراع  الداخلي ، والتراشقات بالبرلمان ، بين محور الثورة المضادة من ذيول نظام بن علي ، ومحور ثورات الربيع العربي.

ويستعمل حكام الإمارات والسعودية  الرجعيون الديكتاتوريون  الاستبداديون ، في مفارقة عجيبة الأحزاب التي تدعي الحداثة والليبرابية واليسارية ،  في مشهد سوريالي تستعمل فيه الرجعية المستبدة، حصان  الحداثة  بواسطة ضخ   أموال البترودولار  في عروقها الجافة، من أجل إسقاط الحكومة الديمقراطية والبرلمان المنتخب لصالح الفوضى والخراب.

هناك مخطط إقليمي  بدأ بمصر عن طريق إجهاض الثورة  وإسقاط حكم مرسي  بدعم انقلاب السيسي، وانتقل هذا المخطط التدميري  لليمن فأشعل حربا عبثية يقتتل فيها الجميع ضد  الجميع،  الحوثيون ضد  حكومة هادي  عبد ربه منصور، وهذا الأخير   نفسه  بعد دعمه  حاولت الإمارات في الثالث عشر من أكتوبر 2018،  إسقاط حكومته الشرعية  بالقوة في الذكرى الـ55 لثورة 14 أكتوبر، عبر انتفاضة شعبية يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المدعوم إماراتيًّا. وتُعدُّ هي المحاولة الثانية بعد المحاولة العسكرية الأولى نهاية يناير 2018، والتي حدث خلالها اشتباكات عسكرية، وفعلا  تم  إضعاف قدرة الحكومة الشرعية على بسط سلطتها على مناطق نفوذها  لصالح المجلس الانفصالي.

وحاول  هذا المخطط الأسود  فرض حصار  قطر، اقتصاديا  وقلب نظام الحكم، فيها، وساند العسكر  في ليبيا، لكن تركيا أأفشلت مخططاتهم،  فحاولوا قلب نظامها واغتيال رئيسها، وفشلوا فشلا ذريعا في تحقيق  ذلك، والآن هم يحاولون ضرب القلب النابض لثورات الربيع العربي  تونس الحرة.

 هذا المخطط الشرير  تقوده الإمارات من أجل قلب أنظمة الحكم التي جاءت مع ثورات الربيع العربي والتي تعتبر التجارب الديمقراطية اليتيمة الوحيدة ، في تاريخنا الحديث، َمهما كان سلبياتها. هم يريدون العودة إلى الوراء عن طريق الانقلابات العسكرية كما حدث في مصر، خوفا على مصائرهم  من انتقال تجارب الثورات إلى بلدانهم  التي ترزح تحت نير الاستبداد  والديكتاتورية،والفساد المالي والأخلاقي.

الآن من حارب تجربة الإخوان من الليبراليين والعلمانيين   يتجرعون الحسرة في السجون، ويندمون على حكم مرسي الذي يبدو مع حكم السيسي حكما مثاليا .

 يعتبر حكم الإسلاميين رغم أخطائهم الكارثية  مقبولا  لأنه جاء عن طريق صناديق الاقتراع، ولم يأت عن طريق الدبابات ، ولهذا سيكون منطقيا  أن يفرض  التطور التاريخي الطبيعي التلقائي  الأحداث  في  أن ينجحوا أو يفشلوا انتخابيا ومدنيا ، من طرف الشعب وليس بواسطة أجندة  الأنظمة الديكتاتورية الخليجية حكام الصحراء المتحالفون ضد الديمقراطية، الذين  أيدوا السيسي ،وقتلوا  المتظاهرين السلميين في ساحة رابعة  عن طريق سحقهم بالدبابات ولم تسلم من دمويتهم حتى الجثث.

 خربوا اليمن وقتلوا  ملايين الأطفال والعجزة والنساء  وخربوا سوريا عن طريق داعش وجبهة النصر ة   وحاليا يؤيدون العسكري حفتر، على حساب حكومة السراج الشرعية المعترف بها دوليا.

أعتقد أن تركيا الديمقراطية أفضل بكثير آلاف المرات  من  السعودية والإمارات الاستبدادية، إنهم يريدون إقرار نهج طحن المعارضين على طريقة خاشقجي، أردوغان أفضل بكثير من بن زايد، وبن سلمان، وما يجري في تونس هو  خطة مدروسة تهدف إلى  تأجيج الوضع  وإثارة الفوضى للبدإ في خطة  الخراب، من أتى بداعش وخرب لبنان وسوريا، من.. ومن… ومن.. ، ونحن كذلك .لا زلنا في قائمة  الأهداف، فمن  ألب الذباب الإلكتروني ضد وحدتنا الترابية … .. من شتمنا و سب المغربيات وقال عنهن إنهم باغيات وعامللت جنس بالداخل والخارج …. ومن قال عنا أننا المغاربة  نعيش من بيع لحومهن للسياح…. .. هل هو أردوغان… أم أبواق  بن سلمان،.. وبن زايد،  ولكن هيهات،.. هيهات… لهم  أن يتحقق مرادهم ومسعاهم. فنحن دولة قوية عريقة جذورها راسخة في أعماق التاريخ.

 فلا  تجعلوا  الخلاف الأيديولوجي يعمينا  عن رؤية الحقيقة، والاستعداد  للخطر القادم، إنهم الموت القادم من الشرق،  الإسلاميون رغم أنهم ساذجون وأغبياء في السياسة إلا أنهم ليسوا  دمويين…. ولو كانوا كذلك لأجروا محاكمات شعبية سريعة لمعارضيهم وعلقوهم  في المشانق … وأسكتوا الثورة المضادة الي الأبد…. لو كانوا كذلك لما عتمدوا على قضاء وشرطة مبارك  ولأسسوا حرسا للثورة  يقمع الثورة المضادة وفلول النظام ….. ولأنهم لو كانوا كذلك لأنشاءوا إعلامنا م اليا   ولكنهم  تعاملوا بعفوية وسذاحة  بلغت حد البلاهة  فلم يستطيعوا  النجاح في اقتناص الفرصة التاريخية التي أتيحت لهم وظهر أن شعاراتهم تنقصها الواقعية والرؤية الاستراتيجية مع التنبيه إلى أن قوى كثيرة أجنبية خارجية  أجبرتهم على الفشل  منها  اعلام الثورة المضادة ، وأموال البترودولار وأمريكا وفرنسا.

  رغم كل مساوئ  الإسلاميين إلا أنهم  أتو عن طريق الصناديق لأول مرة في التاريخ السياسي العربي، لا يهم هل ركبوا الموجة واستغلوا الثورة  أو غير ذلك ، المهم أن الشعب هو من اختارهم وهو من له الحق وحده في إخراجهم من الحكم ونحن الآن كثير منا مبتهج في بلاهة  وبلادة  وهو يشارك بدون وعي  في هدم صرح   الديمقراطية الوليدة إلى الأبد ،

لنفترض أن كل التجارب الديمقراطية تم القضاء عليها وتم الزج بكل من فيه رائحة الإخوان الى السجون  ، وتم إعدام كل زعمائمهم   ، هل بذلك سنحقق  المبتغى ونعيش الرفاهية والتقدم والديموقراطية هل سيثق الشعب في أي تجربة أخرى هجينة أجنبية دخيلة مختطلة بالنار والدخان.

ليذهب الإخوان إلى العدم ولكن كيف سيكون حالنا بعدهم، هل سيأتينا الإمارتيون بالورود  والحضارة. لننظر إلى حال الأحزاب السياسية في مصر أين هم زعماء الأحزاب الآن  أين حزب الوفد وحزب مصر الفتية وحركة شباب 6 أبريل  وحزب المستقبل أين هي هذه الأحزاب الآن  في مصر بعد القضاء على الإخوان،  اختفى وصمت  الجميع ودخلوأ إلى جحورهم بعد أن انتهى دورهم  كومبارس في مسرحية ثورة يوليوز المضادة، لقد صمتوا  جميعا  تحت فوهة البنادق

 هل  نجهض نحن  هده التجربة الفتية بالتحالف مع الشيطان،

 الإسلاميون جاءوا بالاقتراع فليغادروا عن طريق الاقتراع  ودون خطط ومكائد خارجية أجنبية ، أي دولة وضع فيها الإمارتيون والسعوديون أيديهم تحولت للخراب.

دعونا لا نحتفل بانتصار الرجعية والاستبدادية والعسكراتية ولنؤسس للدولة المدنية الديمقراطية بعد زوال مرحلة الإسلام السياسي، الذي  أعتقد أنه استنفذ تجربته، وألتي  آلت للفشل بحكم ظروف تاريخية وأسباب خارجية، وأخرى داخلية بنيوية ، فالإسلام السياسي لم يكن  مؤهلا  للحكم، وأنه  بدا  أن الإخوان المسلمون في مصر وخلال 80 عام من الوجود  أتقنوا  المعارضة، لكنهم لم يتقنوا ألاعيب السياسة ولم يعرفوا كيفية  السير فوق الألغام  في سراديبها، طبعا كانت هناك قوى عالمية ساهمت في هذا الإفشال، ولكن كانت هناك بوادر الفشل  كذلك من  الداخل،  خاصة عندما  أعلنوا ترشحهم للرئاسة وقبولهم بترشيح الرجل الثاني عندما  رفض ترشيح  المهندس ، كما أخطأ الإخوان حين  استفردوا  بالحكم ،ولم يشركوا معهم رموز  ثورة يناير مثل الدكتور  زويل الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء و الدكتور البرادعي  و أعضاء حبهة الإنقاذ،  وتوهموا أنهم يحكمون وهم في الحقيقة   لم يمتلكوا في أي وقت من الأوقات  أدوات الدولة العميقة من قضاء، وجيش، وشرطة، أخطأوا عندما ظنوا أن الأغلبية في البرلمان ستحميهم،  وأخطأوا  خطأ قاتلا  عندما عقدوا صفقة مع العسكر  تحت الطاولة، وصدقوا الوعود الكاذبة ، والكلام المعسول ، ووثقوا في الجنرالات لأنهم يصلون، وعلى جباههم أثار السجود،  وعلى هذا الأساس تم اختيار السيسي  وزيرا للدفاع، لقد كانوا مجرد ثوريين حالمين وواهمين ،  اعتقدوا  أن كثرة الذكر والدعاء والصلاة  في الميادين ستجعلهم ينتصرون دون أخذ بالأسباب الأرضية، ولم يقرأوا التاريخ جيدا ،فالله لا يتدخل في التاريخ، من أجل أحد ويترك الأمر للقوانين الطبيعية ومنها قانون القوة،والضعف

ما كان يجب على الإسلام السياسي هو أن   يحدث اجتراحا  كبيرا   في ذاته وطرق تفكيره وو سائله، وأهدافه ويحدث   قطيعة مع تجربته السابقة، ويتخلى عن الملائكية والفطرية والانطباعية، لصالح الواقعية والبرجماتية  ، ويتحول إلى أحزاب دنيوية بقيم أخلاقية ، لا بد من الإنتباه   للدخلاء،  ذلك أنه ليس في الرجعيين  أملس.

Share
  • Link copied
المقال التالي