تطرقت جريدة “الأخبار” المقربة من حزب الله إلى قصة مقاتل سابق يُدعى محسن تحول إلى جاسوس يعمل لصالح إسرائيل بعد طرده لأسباب تتعلق بـ”السلوك”، حيث سافر إلى دولة إفريقية وتعرف على فتاة بلجيكية التي اكتشفت هويته المذهبية والسياسية من خلال الوشم.
وعمل العنصر السابق في حزب الله اللبناني جاسوسا لصالح الموساد الإسرائيلي لمدة عام ونصف، رصد خلالها مواقع الحزب، قبل أن تزيد الشبهات حوله، لينتهي الأمر بتوقيفه.
وأشارت الجريدة في تقريرها المطول إلى أن “الجاسوس” كان عنصرا في حزب الله قبل أن يتعرض للطرد لأسباب سلوكية، لكنه وقع في شباك العمالة للموساد بعد عمليات ابتزاز وإغراءات حصل عليها خلال عمله في سيراليون بأفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن العنصر السابق في حزب الله تعرف على فتاة بلجيكية خلال وجوده في أحد مقاهي فريتاون عاصمة سيراليون، بعد أن جذبها وشم “313” الموجود على ذراع الشاب.
ولفتت إلى أن الفتاة سألت الشاب عن معنى الوشم، ليجيبها بأنه اسم فريق لبناني، لكنها اكتشفت كذبه بعد أن بحثت عن معنى الوشم عبر الإنترنت، ليظهر في تصاميم خاصة بالشيعة والمليشيات الإيرانية، ما دفع الشاب لإخبارها بأنه كان عنصراً في الجيش اللبناني، وأن هذا رقمه العسكري.
وأفادت الصحيفة بأن الفتاة اختفت بعد أربعة أيام قضتها مع العنصر السابق في حزب الله، ليتفاجأ الشاب بعد نحو أسبوع بمقطع فيديو يظهره في أوضاع حميمية مع شارلوت بمنزلها.
وأكدت الصحيفة أن الموساد هو من أرسل المقطع الإباحي، وحاول ابتزاز الشاب به، حتى نجح في تجنيده، والحصول على معلومات حول عمل الشاب في الحزب والدورات التي خضع لها.
ووفق الصحيفة، فقد أخضع الضباط الإسرائيليون محسن لاستجواب مفصّل حول حزب الله، وحول المهارات العسكرية التي اكتسبها في صفوف الحزب، والأسلحة التي تدرّب عليها، ومواقع التدريب، وتلك التي شارك فيها في القتال، وطلبوا منه تحديدها على الخريطة. كما طرحوا أسئلة حول الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ودورات الإسعاف الحربي والإشارة والدفاع الشخصي والطوبوغرافيا.
وخضع الشاب لاختبار كشف الكذب، فاجتازه بنجاح. وأُبلغ بأن المطلوب منه معاودة الانضمام إلى صفوف الحزب، وتحديداً قوات الهندسة، وتزويدهم بمواقع مستودعات الأسلحة والذخائر العائدة للحزب وصورها، ومعلومات عن مواقعه ومراكزه في الجنوب.
وجرى تدريبه على الإجابات حول الأسئلة التي ستُطرح عليه في أثناء التحقيق من قبل حزب الله لدى محاولته معاودة الانضمام إلى الحزب.
وقبل عودته إلى لبنان، أعطى المشغّلون عميلهم 17 ألف دولار على دفعات (2000 و5000 و10 آلاف)، وطلبوا منه أن ينفق المال بطريقة منطقية حتى لا يلفت الأنظار، كما طلبوا أن يكون التواصل عبر واتساب حصراً، وقالوا إنهم سيرسلون إليه مزيداً من الأموال بواسطة “البريد الميّت”.
وفي نهاية شتنبر الماضي، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الشاب في بلدة الناقورة، حيث يعمل مع والد زوجته في تركيب ألواح الطاقة الشمسية. وقد اعترف في التحقيق معه بتنفيذ عدد كبير من المهمات التي طُلبت منه، وأنه تسلّم من مشغّليه أجهزة إلكترونية لنقل المعلومات المشفّرة.
وقال إنه تلقى اتصالاً من مشغّله قبل فترة قصيرة من توقيفه، طلب منه فيه إتلاف جميع الشرائح الإلكترونية حرصاً على سلامته، وإنه نفّذ الأمر باعتبار أنّهم سيزوّدونه بأجهزة بديلة، وهو ما لم يحصل حتى توقيفه.
تعليقات الزوار ( 0 )