شارك المقال
  • تم النسخ

توقيع الجزائر اتفاقيات سرية حديثة مع شركات ضغط “لوبيات” إسرائيلية في واشنطن يؤكد زيف ادعاءتها بخصوص نصرة القضية الفلسطينية

أثارت الجزائر جدلاً واسعاً بتوقيعها عقداً مع شركة الضغط الأمريكية BGR Group، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بإسرائيل، وهذا التعاقد، الذي يهدف إلى تعزيز نفوذ الجزائر في واشنطن، يثير تساؤلات حول التوافق بين هذه الخطوة والموقف الجزائري الداعم للقضية الفلسطينية.

فبينما تسعى الجزائر لتحسين صورتها في الولايات المتحدة وتأمين مصالحها الاقتصادية والسياسية، فإن اختيار شركة مرتبطة بإسرائيل يعتبر تناقضاً صارخاً مع مواقفها المعلنة، وهذا الأمر يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، وهل هي مجرد حسابات سياسية آنية أم أنها تعكس تغييراً في توجهات السياسة الخارجية الجزائرية؟

ويرى المراقبون أن هذا العقد قد يعرض الجزائر لانتقادات واسعة في العالم العربي والإسلامي، وقد يؤثر سلباً على سمعتها كداعمة للقضية الفلسطينية، كما قد يثير تساؤلات حول مدى جدية التزام الجزائر بدعم القضايا العربية والإسلامية.

ويعبر النظام العسكري علنا عن كراهيته لإسرائيل، ويصف تل أبيب بأنها عدوه اللدود، بينما يتاجر في كل شيء مع النظام الصهيوني، ويتخذ التطبيع الجزائري مع دولة الاحتلال أبعادا وأشكالا أخرى تجري كلها تحت جنح الظلام، رغم المحاولاث الحثيثة لإبقائها خارج الأضواء.

وبحسب عدد من التقارير الصادرة عن مؤسسات ومراكز أبحاث رسيمة، اطلعت جريدة “بناصا” عليها، فإن هذه العلاقات التجارية السرية، التي أخفاها النظام العسكري الجزائري عن الجمهور، تبقى مجرد قمة جبل الجليد، مما يجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كانت هناك تعاملات سرية أخرى.

مناسبة الحديث، أنه في السنة الماضية (2022)، بلغت واردات إسرائيل من الجزائر 21.38 مليون دولار، وفقًا لقاعدة بيانات الأمم المتحدة COMTRADE بشأن التجارة الدولية، وهي منصة بيانات التجارة العالمية الأكثر شمولاً في العالم.

قاعدة بيانات الأمم المتحدة

وتنشر قاعدة بيانات الأمم المتحدة على موقعها الرسمي، إحصاءات تجارية عالمية سنوية وشهرية مفصلة حسب المنتج والشريك التجاري لتستخدمها الحكومات والأوساط الأكاديمية ومعاهد البحوث والشركات.

وتظهر البيانات التي جمعتها شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة أن واردات إسرائيل من الجزائر بلغت 15 مليون دولار في عام 2021 وحوالي 10 ملايين دولار في عام 2020، مما يكشف الوجه الآخر لنظام شنقريحة وتبون.

واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن إسرائيل تستورد من الجزائر المواد الكيميائية غير العضوية، ومركبات المعادن الثمينة، والنظائر، والهيدروجين، والغازات النادرة، والمنتجات الجلدية، وأمعاء الحيوانات، والأحزمة، وأدوات السفر، وإكسسوارات الملابس.

وفي الخطابات والشعارات الرسمية، نظير “نحن مع فلسطين.. ظالمة أو مظلومة”، فإن الجزائر، لا تعترف بإسرائيل رسميا، وتقاطعها وتعلن عداءها لها علنا، لكن خلف الكواليس يتاجر المجلس العسكري مع إسرائيل ويبيع لها البضائع الجزائرية.

وعندما استأنف المغرب علاقاته مع إسرائيل عام 2020 في إطار اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها واشنطن، شن النظام الجزائري حملة تشهير ضد المملكة المغربية، المعروفة بتقاليد التسامح والتعايش مع جميع الجاليات، ومع ذلك، فإن حكام الجزائر يتعاملون سراً مع إسرائيل، مما يكشف عن مدى نفاقهم المثير للاشمئزاز، ويجعلهم أضحوكة عالمية.

وبالرغم من أن قيمة الصادرات الجزائرية نحو إسرائيل تبقى ضعيفة، وفق تقارير مختصة، مقارنة بالعلاقات التجارية بين إسرائيل وعدد من البلدان العربية، إلا أنها تُفند ادعاءات الطبقة الحاكمة في الجزائر التي تتحدث عن قطيعة تامة مع إسرائيل.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي