ألقت موجة الارتفاع الصاروخي لأسعار المواد الاستهلاكية والطاقية، التي يعرفها المغرب منذ أسابيع، بظلالها على مجموعة من القطاعات الاجتماعية والإنتاجية بالمغرب، من بينها التعليم وإنتاج الحليب، بعد أن اضطرت العشرات من حافلات النقل المدرسي، بعدد من الأقاليم، إلى التوقف عن العمل.
وكشفت عدد من أولياء أمور التلاميذ القاطنين بجماعات تابعة لإقليم الحسيمة، أن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، المكلفة في بعض المؤسسات بتدبير النقل المدرسي، باتت عاجزة تماماً عن مسايرة الارتفاع الصاروخي في أسعار المحروقات، حيث قرر بعضها التوقف عن العمل، ما جعل شريحة كبيرة من التلاميذ يتغيبون عن المدرسة منذ أزيد من أسبوع.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ”بناصا”، أن التلاميذ الذين يقطنون في المناطق النائية بجماعة سيدي بوتميم وزرقت، الواقعتين في إقليم الحسيمة دائرة تارجيست، وجدوا أنفسهم مجبرين على التغيب عن متابعة الدراسة، بعدما توقف النقل المدرسي منذ عدة أيام، جراء الارتفاع الكبير في أسعار الوقود والبنزين، التي اقتربت من الـ 15 درهما للتر الواحد.
وأعرب أولياء الأمور، في حديثهم للجريدة، عن أملهم في أن تتدارك الحكومة استثناء النقل المدرسي من الدعم العمومي الموجه لمهني النقل، من أجل مواجهة ارتفاع أسعار المحروقات، والتحرك سريعا للحيلولة دون الهدر المدرسي الذي بات يهدد شريحة واسعة من تلاميذ العالم القروي.
وفي سياق متّصل، أثر ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية أيضا، على إنتاج الحليب، بعد أن وجد مربو المواشي صعوبات بالغة في الحصول على الأعلاف بسبب الغلاء، إضافة إلى قلة الكلأ في المراعي نظرا لكمية التساقطات المطرية الضئيلة، وهو الأمر الذي دفع فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، إلى مساءلة الوزير عن الموضوع.
ووجهت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، فاطمة الزهراء باتا، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بخصوص “تقلص إنتاجية الحليب”، جاء فيه أن مربي الماشية يعانون من “غلاء أثمنة الأعلاف ومن قلة الكلأ الطبيعي بسبب الجفاف، وهو ما أثر سلبا على إنتاجية الحليب”.
وأوضحت النائبة ذاتها، أن “كمية الحليب المنتج يوميا، تقلصت إلى ما يقارب التصف، وأصبح أرباب تعاونيات الحليب يشتكون ضعف مواردهم”، مسائلةً الوزير “عن مدى تأثر إنتاجية الحليب بفعل الظروف المناخية الحالية، وعن التدابير التي ستتخذونها لتوفير هذه المادة الأساسية خلال هذا الشهر الفضيل”.
تعليقات الزوار ( 0 )