أثار النائب البرلماني عن حزب الحركة الشعبية، ورئيس جماعة دار الكداري، بإقليم سيدي قاسم، عبد النبي عيدودي، الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وظّف عبارة من إحدى الأغنيات الشعبية التي تشيد بالأشخاص الذين تزوجوا قاصرات قبل بلوغهنّ، وتعتبر أنهم حظوا بامتياز وسط المجتمع.
واستعار عيدودي، في مداخلته أمام وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، خلال طرح الأخير لإشكالية تزويج القاصرات بالعالم القروي، بعبارة: “سعدات لعطاتو يامو، ياخذ لبنات باقيين ماصاموا”، وقام بنشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قبل أن يعود ليحذفها لاحقا بعد الجدل الذي أثارته.
وتعليقاً على الواقعة، كتبت حنان رحاب، النائبة البرلمانية السابقة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن “الأصوات التي تريد جرنا للخلف، لا توجد فقط في فضاءات التواصل الاجتماعي، من طينة من سمى نفسه شيخا، وهو لم يكمل حتى سنوات الدراسة الإعدادية، مما جعله ينفس عن عقدة الفشل الدراسي، وعقدة المرأة القابعة في استيهاماته المرضية، إلا بالتهجم الجاهل على المدرسة واليافعات من التلميذات…”.
وأضافت في تدوينة نشرتها على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “إن هذه الأصوات الرجعية توجد كذلك في المؤسسة التشريعية للأسف، ومن الذين يحملون أمانة تشريع القوانين، من مازال يحن لزمن استعباد ليس النساء فقط، بل استعباد الطفولة…”، متابعةً: “نعم يوجد في المؤسسة التشريعية من يشجع على زواج الطفلات القاصرات”.
واسترسلت رحاب: “لا يتعلق الأمر بمطلب التنزيل التدريجي لمنع نهائي لزواج القاصرات بمبرر وجود إكراهات اجتماعية في بعض المناطق تتطلب وقتا…”، مردفةً: “لا، الأمر أفظع من هذا التبرير الذي لم يعد مقنعا”، قبل أن تتابع في التدوينة نفسها: “الأمر مرتبط بتشجيع زواج القاصرات واعتباره امتيازا”.
واستطردت: “قد يقول البعض إن النائب البرلماني يمزح… “، مجيبةً: “النائب لم يصوت عليه الناس ليمزح في مؤسسة تشريعية لها حرمتها…”، قبل أن تضيف: “وحتى لو افترضنا هذا مزاحا فهو ينم عن عقلية مرضية رجعية… وفي الواقعتين بحال الراقي بحال البرلماني .. .”، حسب تعبر رحاب.
ومن جهته، قال “فيسبوكي”، يدعى بوشعيب نشيد الإدريسي، إن “الناس تناقش داخل البرلمان السبل الكفيلة للنهوض بالبلد نحو البلدان الراقية عن طريق التصنيع والابتكار والبحث العلمي، ونوابنا للأسف الشديد ما زالوا يناقشون مواضيع أكل الدهر عليها وأصبحت من الماضي إن كانت، الشكوى لمولانا الله يسر لهاد البلاد رجال لي فيهم الغيرة عليها”.
أما ناصر فضيلي، فقد كتب في تعليقه على واقعة عيدودي، “شخص في مؤسسة تشريعية ولو من باب المزاح يسمى تسلكيط. سالينا مع المشاكل كاملة اللي كيعاني منها المواطن المغربي في جميع المجالات وبقا لينا ناقشو تزويج القاصرين مع العلم أن هاد البرلماني على ما بان ليا راه قاصر في كل شيء”، حسب تعبيره.
ويعتبر عيدودي واحداً من الوجوه المدانة في قضايا تتعلق بالفساد واختلاس وتبديد أموال عمومية التي عادت إلى قبة البرلمان، حيث سبق للمحكمة الإدارية بالرباط أن قضت بعزل عيدودي من رئاسة جماعة الحوافات، بعد إدانته من قبل محكمة جرائم الأموال بسنتين سجنا موقوفتي التنفذ، عقب ثبوت تورطه في قضية التلاعب بأموال مخصصة لدعم إحدى الجمعيات واختلاس وتبديد أموال عمومية والتزوير.
وكانت محاكمة عيدودي، قد أماطت اللثام عن تورط المهني في العديد من الخروقات، على رأسها صرف مبالغ مالية من ميزانية “دار الطالبة”، ومنح ختان أطفال جماعة الحوافات التي كان يرأسها، ودعم الفرق الرياضية، لفائدة عدد من الفنانين الذين كانوا قد حلّوا بأحد المهرجانات التي احتضنتها المنطقة.
وعقب عزله من رئاسة جماعة الحوافات، قام عيدودي بترشيح شقيقته قمر، في الانتخابات الأخيرة، لتفوز في الاستحقاقات وتترأس الجماعة، فيما توجه هو إلى دار الكدار، التي تصدر فيها الانتخابات وترأس المجلس الجماعي، قبل أن يحاول، عبر أخته، التنازل عن شكايتين تقدم بهما المجلس الجماعي للحوافات، ضده، عبر إدراج نقطتيهما في أول دورة لشقيقته على رأس المجلس.
انا استغرب كيف لشخص عندو سوابق في الخروقات والوزير وحتى السجن واستماع اجيب تزكية زيعاود يترشح ويفوز بالبرلمان و رءاسة الجماعة .
هذا مغرب الاستثناء… في كل شيئ حتى في التغاضي على الفاسدين لولوج لقبة البرلمان … داب هذا غادي صوت على قوانين و تشريعات .. سير على الله
في الوقت الذي كنا ننتظر متابعته علي الخروقات التي قام بها بجماعة الحوافات ،يتم عزله منها ويدخل الي دار الكداري فيصبح رءيسا وبرلمانيا وقولوا باز علي دولة المفارقات التي تشجع الفساد والمفسدين ويتابعون النزهاء ولا زلنا ننتظر النطق النهائي في الملفات الثلاثة ليكون عبرة لمن يعتبر نفسه فوق القانون.