توافق الأحزاب على رفع مقاعد مجلس النّواب يثيرُ سخطَ المغاربة

أثار توافق الأحزاب السياسية على رفع مقاعد مجلس النواب بواقع 30 مقعداً، خلال المفاوضات التي تجمعهم بوزارة الداخلية، استعداداً للانتخابات المقبلة، سخط المغاربة، خاصة أن يأتي في ظلّ أزمة اقتصادية لم تعرفها البلاد منذ عقود، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، الذي يتفشى في المملكة منذ شهر مارس الماضي.

وكشفت مصادر متطابقة، بأن الأحزاب السياسية وافقت على إضافة 30 مقعدا جديدا للائحة الوطنية، وهو المقترح الذي أيده حزب العدالة والتنمية أيضا، بالرغم من الضجة التي أثارها بخصوص مسألة تغيير طريقة احتساب القاسم الانتخابي، حيث أكد سليمان العمراني، نائب الأمين العام للبيجيدي، في لقاء عن بعد، بأن “المصباح”، وافق على مطلب رفع أعضاء مجلس النواب.

وخلف التوافق الحزبي على هذا المقترح، سخطاً عارماً في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، خاصة أن 30 مقعداً يعني مبلغاً ماليا يقدر بالملايير، والذي سيأتي موازاةً مع سعي الحكومة لترشيد النفقات في قانون المالية 2021، وتقليص عدد الوظائف العمومية، والحث على التقش في كل المؤسسات التابعة للدولة.

وفي هذا السياق، كتب الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”:”البيجيدي نوض قربالة على القاسم الانتخابي لانه يهدد الديمقراطية، لكنه قبل زيادة عدد اعضاء مجلس النواب ولائحة إضافية”، متابعاً بتهكم:”طبعا الريع لا يمس الديمقراطية بل هو من صميم الديمقراطية”.

وزاد الشرقاوي في تدوينة أخرى: “أيها المغاربة مبروك عليكم زيادة ديال 30 مقعد فمجلس النواب، وتبارك الله بعدما كان عندنا غرفة أولى بـ395 غادي يولي عندنا 425″، مردفاً:”شنو هي كلفة 10 ملايير سنتيم تعويضات إضافية يؤديها المغاربة من جيوبهم”، في إشارة منه إلى تكلفة إضافة 30 عضواً جديدا للبرلمان.

وتابع المحلل السياسي بأنه بعد إضافة 30 مقعدا، سيصبح “لنا مجلس نواب بـ 425 نائب، يمثلون 36 مليون نسمة، لكن آش تتقول بعض التجارب الدولية”، مستطرداً في سردها:”عدد أعضاء مجلس النواب الامريكي 435 عضوا وتعداد أمريكا حوالي 320 مليون نسمة؛ روسيا عدد أعضاء الدوما الروسي 450 عضوًا وتعداد روسيا حوالي 150 مليونا؛ عدد أعضاء مجلس النواب البرازيلي 513 عضوا، وتعداد البرازيل 202 مليون نسمة؛ عدد اعضاء مجلس النواب الباكاستاني 446 عضوا، لتعداد سكان 212 مليون”.

وواصل الشرقاوي بغضب:”مادام كل مرة تتزيدوا فالبرلمان وزعوا الصفة البرلمانية وتعويضاتها ومعاشها على كل مغاربة. نوليوا 36 مليون برلماني، وكلها يشرع كيف بغا. والله مع هذ الاحزاب ولينا مع العبث واش الناس ما لقات ماتاكل وانتوما همكم هو تزيدوا في اعضاء البرلمان”.

واعتبر مجموعة من النشطاء المغاربة على “فيسبوك”، بأن هذه الخطوة تؤكد بأن الأحزاب لا تسعى إلا لخدمة مصالحها الخاصة، عبر ضمان مزيد من المقاعد والتعويضات المالية، في وقت يعاني فيه المغاربة من ويلات الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد، والتي تعتبر الفئات الشعبية، أكبر المتضررين منها، في ظل توقف العديد من أرباب الأسر عن العمل.