شارك المقال
  • تم النسخ

تهنئة الريسوني لـ”طالبان” بعد سيطرتها على السلطة في أفاغانستان تثير الجدل

أثارت التهئة التي تقدم بها أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى حركة “طالبان”، بعد سيطرتها على العاصمة الأفغانية كابل، وإمساكها بزمام السلط فيها، الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، حيث اعتبرها بعض النشطاء “إشادة بالإرهاب”، مقابل دفاع آخرين عن مضمون ما جاء على لسان الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح.

وقال الرسوني، في رسالته “إلى الشعب الأافغاني وقادته”، إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يترأسه، يبحث “فيما يمكن أن يقدمه إلى أفغانستان وإلى القيادة الجديدة وإلى الحكومة الجديدة المرتقبة، فهذا هو شغلنا الشاغل”، معرباً عن استبشاره وارتياحه إلى “التغيرات الأخيرة التي حصلت في الأيام والأسابيع الأخيرة في أفغانستان، وفي طول البلاد وعرضها وخاصة ما وقع في اليومين الأخيرين”.

وأضاف الريسوني، أن “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستبشر ومتفائل ويهنئ الشعب الافغاني ويهنئ قيادته وخاصة في حركة طالبان على هذه الخطوات وعلى هذه المرحلة الجديدة التي بدأت أو تبدأ أو تتشكل الان في أفغانستان”، منبهاً إلى أنه “كان دائما مشغول بأمر أساسي يشغله وهو أرواح والدماء، كان دائما يجري اتصالات مع وفود التفاوض والتحاور هنا في الدوحة”.

وتابع الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح، أنه، سبق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن قدم “التهاني من قبل إلى حركة طالبان على أنها تمكنت من عقد اتفاقية تخرج القوات الأجنبية، القوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، كان هذا في الحقيقة هو انتصار أول والأكبر، وإخراج القوات الغازية من أمريكية وأوروبية، فهذا نشكر عليه حركة طالبان، فهو إنجاز أفغاني بفضل جهاد وصبر وتضحيات”.

وخلّفت التهنئة التي تقدم بها الريسوني إلى حركة طالبان، جدلاً واسعا في المغرب، سيما وأن المئات من سكان العاصمة كابل، فرّوا في مشاهد مآساوية عبر طائرات والتشبث بعجلاتها، ومنهم من سقط إثر إقلاعها ليفارق الحياة، وذلك مباشرةً بعد تولي “الجهاديين”، للسلطة، متسائلين عن مصير الوسطية والاعتدال التي يفترض أن المعني، من أبناء مدرستها.

وكتب حسن أبطوي، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، إن “الأفغانيين يفرون وينتحرون خوفاً من جحيم طالبان.. هذه الحركة التي جند لها إدريس البصري في التسعينيات مجموعة من شباب الحركة الإسلامية للقتال بجانبهم وبجانب القاعدة.. ها هي اليوم تنتصر فربما سيلتحقون أيضا لمشاركتهم الانتصار.. لكن أمامهم أمامهم الانتخابات !! وها العربون رئيس حركة التوحيد والإصلاح سابقا يهنئ ويبشر..”.

بدوره قال عزيز سامي: “الفقيه الكبير للإخوان يرحب بتولي طالبان السلطة في أفغانستان دون سفك الدماء”، متسائلاً عن مصير “الـ 50 ألف وفاة بين المدنيين والـ 5 ملايين لاجئ ومتشرد”، ومردفاً: “الريسوني يدعو إلى بناء دولة ديمقراطية تمثل فيها جميع الاتجاهات والحساسية ولكن مع الاحترام الصارم للشريعة”.

ناشطة فيسبوكية أخرى، تدعى فاطمة زعاف، كتبت: “الريسوني عراب الحركة الإخوانية بالمغرب، يهنئ أفغانستان وقيادة حركة طالبان بعودتها إلى الحكم. ويستبشر خيرا بها، في انتظار أن يصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا، حول ارتياحهم للتطورات الأخيرة التي حصلت في أفغانستان وخاصة كابول”، مختتمةً: “اللهم احفظ بلدنا وأبناءنا من هؤلاء”.

أما لونا محمد، فقد كتبت: “رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهنئ طالبان..”، متابعةً: “اليوم التحم المسلمون على قول واحد، وعرفنا أخيرا من يمثل الإسلام، لنستمتع بلحظة الحقيقة رغم بشاعة الأحداث، قبل أن يبدأوا من جديد في تكفير بعضهم البعض، وفي التنصل من جرائم بعضهم البعض !!”، فيما تساءل ناشط آخر، يدعى هشام كرتي، عن مدى إمكانية متابعة الريسوني بتهمة “الإشادة بالإرهاب”.

وفي الجانب المقابل، فقد دافع آخرون على الريسوني، لكون رسالته إلى الشعب الأفغاني، حملت كلمات واضحة بأن التهنئة التي يقدمها، تأتي لكون ما وقع في كابل، جاء سلمياً، كما أكد على ضرورة “تسوية بقية المشاكل والخلافات والانقسامات داخل المجتمع الأفغاني وداخل القيادات الأفغانية بالسلم والتفاهم والحوار”، وهو ما وقع في الأسابيع الأخيرة، وفقه.

وأشار الريسوني في رسالته، وفق المدافعين عنه، إلى أن “حركة طالبان، لم تعدم أحدا، ولم تسفك الدماء، ودخلت المدن لحفظ الأمن وممتلكاته ورأينا عفوا عاماً، وتبادر عندما تبادر دخول المدن إلى فتح السجون وإخراج السجناء، فهؤلاء السجناء كانوا مظلومين”، كما عمل مسؤولون في الدولة على فتح المدن سلميا، والتعاون مع طالبان، مع أجواء تصالحية وتسامحية، وفقه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي