دعت تنسيقية الشتات المغربي، جميع المنتخبين المنحدرين من أصول مغربية، في كل البلدان حول العالم، إلى التجند والتعبئة، وحشد كافة الإمكانيات، والعلاقات التي يمتلكونها، من أجل دعم قضية الصحراء، القضية الوطنية الأولى، والتي تعرف نزاعاً مفتعلأً، منذ ما يزيد عن الـ 40 سنة، وكشف طبيعة جبهة البوليساريو الانفصالية، من أجل منعها من أن تنشط، على شاكلة بقية الحركات الانفصالية في أوروبا؛ الكتالونيين مثلا.
وقالت التنسيقية في بلاغها، إن قضية الوحدة الترابية التي يعتبرها المغرب، مقدسةً ومصيرية،ً وتحظى بإجماع وطني مطلق، تعرف “تطورات خطيرة في الآونة الأخيرة جراء الإستفزازات المتوالية التي يقوم بها مرتزقة البوليزاريو في منطقة الكركرات”، مضيفةً: “وكصوت من أصوات الشتات المغربي ومجتمعه المدني الديمقراطي والحقوقي، و جزء لا يتجزأ من الإجماع الوطني المتين وراء جلالة الملك، نجدد تشبثنا الراسخ بمقدسات الوطن و ثوابت الأمة و في مقدمتها قضية أقاليمنا الصحراوية، المسترجعة بفضل نضال المغاربة ملكا و حكومة و شعبا، والذي توجته المسيرة الخضراء المظفرة الخالدة و التضحيات الجسام التي ما فتئت تقدمها القوات المسلحة الملكية الباسلة”.
وتابعت التنسيقية، في بلاغها، الذي توصلت “بناصا”، بنسخة منه، بأنه “ووعيا منا بالمناورات العدوانية التي تستهدف وطننا في استقراره و وحدته الترابية، و المؤامرات التي تحاك ضد مسيرته التنموية و مشوار إصلاحاته السياسية، و استحضارا لما تتطلبه اللحظة و موازين القوى السياسة و العلاقات الدولية بإكراهاتها و تحالفاتها وانطلاقا من إيماننا العميق بأدوار الجالية، وواجباتها تجاه الوطن ومؤسساته وثوابته ومقدساته، فإننا نجدد ثقتنا التامة ودعمنا المطلق للقرارات التي اتخذها و سيتخذها جلالة الملك ردا على الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها بلادنا من طرف شرذمة المرتزقة الإنفصاليين. و نحييي تحية إجلال و إكبار أسرة القوات المسلحة الملكية و الدرك الملكي و الأمن الوطني و القوات المساعدة المرابطة بالأقاليم الصحراوية دفاعا عن حوزة الوطن، و نهنأها على عملياتها الأخيرة الناجحة التي قامت بها لتطهير ممر الكركرات”.
وأوضحت التنسيقية، أنه “ولهذه الأسباب جميعها، ومن موقعنا كفاعلين جمعويين، متشبعين بقيم الثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان والنضال السياسي الميداني وأعراف الوطنية النبيلة، متواجدين بمختلف بقاع العالم، مستحضرين قافلة الصحراء إلى أقاليمنا الجنوبية التي نظمناها تحت الرعاية السامية لجلالة الملك سنة 2005، احتفاء بالذكرى الثلاثين للمسيرة الخضراء المظفرة، نهيب بكافة الفاعلين الجمعويين و نشطاء المجتمع المدني المغربي بالمهجر من مختلف الفئات والأجيال و الإنتماءات الوقوفَ وقفة رجل واحد و تعبئة كل الوسائل، والإمكانيات للتصدي لأعداء وحدتنا الترابية في كل المحافل الدولية، ومواقع التواصل الاجتماعي وفي كل الفضاءات العامة لمواجهتهم بما يلزم من حزم إن سولت لهم نفسهم التمادي إلى رموزنا الوطنية و مقرات الديبلوماسية المغربية بالخارج و حمايتها من كل عدوان و عنف مدبر”.
واسترسل البلاغ: “وفي نفس الوقت نعبر عن بالغ أسفنا وعدم رضانا عن الطريقة البئيسة و الفاشلة التي تنهجها وزارة الشؤون الخارجية و الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة و جل السفارات و القنصليات و التي لم ترقى في يوم من الأيام إلى مستوى العناية السامية التي ما فتئ يوليها جلالة الملك إلى مغاربة الشتات، في تعاملها معهم عندما يتعلق الأمر بقضية و حدتنا الترابية و كل ما يتعلق بالقضايا السياسية التي تهم المغرب بصفة عامة. كما نعيب عليها سياسة المحسوبية و الزبونية و إقصاء كل الأصوات الواعية، وعندما تكتفي بشبه كائنات جمعوية فلكلورية و تنظيم حفلات استقبال و موائد بميزانيات ضخمة دون أثر يذكر أو أدنى تأثير على مواقف المجتمع المدني و الرأي العام الدوليين في مختلف دول العالم من قضية وحدتنا الترابية”.
وشددت التنسيقية على أن الدفاع والتعبئة وراء الملك محمد السادس، من أجل الوحدة الترابية للمغرب، “لا يتمان بتنظيم الحفلات و الولائم والزغاريد كما تفعل، بتكرار ممل سنة بعد سنة، الدوائرالحكومية الرسمية والسفارات والقنصليات والتي تستهدف بالأساس تبخيس العمل الجمعوي الجاد و تجويفه ونسف كل المبادرات الرامية إلى التنسيق و توحيد المساعي”، مردفةً: “ولكنه يستلزم عملا دؤوبا و متواصلا من أجل توعية وتحسيس كل فئات الشتات المغربي بالتنسيق وتبادل المعلومات، ومواجهة الخصوم واستنهاض مغاربة العالم من أجل الانخراط في العمل السياسي النضالي والفعل الميداني”.
ونبهت التنسيقية إلى ضرورة إثارة “انتباه الرأي العام الوطني والدولي إلى منطق المكيال بمكيالين، حيث يتم استقبال أعداء وحدتنا الترابية بالترحاب في المحافل الدولية، والأوروبية بينما تتم مقاطعة ومحاصرة النشطاء الكاطالونيين ونظرائهم من مختلف الدول الغربية”، مختتمةً: “انطلاقا من حِسِّنا الوطني المشترك و الإجماع المقدَّس حول صحرائنا المغربية نوجه نداء وطنيا إلى كل المنتخبين من أصل مغربي بمختلف دول إقامتنا لتعبئة جميع إمكاناتهم و علاقاتهم من أجل خدمة القضية الوطنية و حشد الدعم لها”.
يشار إلى أن البلاغ، حمل توقيع كل من عبد العزيز سارت، هند فاضيلي، جدير بنعلال، محمد زنون، محمد العلاف، محمد ماحو، إدريس أوعمو، محمد القروطي، وئام البوطاهري، محمد الحموشي، مصطفى الوافدي، ليلى فرغاس، عزالدين ليزاني، وجميعهم من بروكسيل (بلجيكا)، ومحمد مريزيقى، محمد الراشدي، من باريس (فرنسا)، ونجوى بنموسى، مصطفى مجاطي، حسن العتيق، من أمستردام (هولندا)، والبشير حيمري من كوبنهاغن (الدنمارك)، وعائشة باشا من أنتويربن (بلجيكا)، وصلاح الدين بنصغير من أنقرا (تركيا)، وفاطمة الزهراء الخطاط من مونتريال (كندا)، ومحمد الرحيب من نيويورك (الولايات المتحدة الأمريكية).
تعليقات الزوار ( 0 )