“نعزّز باستمرار استعداداتنا لشن هجوم على لبنان” هذا ما أعلنه قائد القيادة الشمالية في جيش العدو الاسرائيلي أوري غوردين الذي أكد “الالتزام بتغيير الوضع الأمني في الشمال من أجل اعادة السكان إلى منازلهم”، إلا أن حزب الله ما زال يعتبر أن هذه التهديدات تندرج في اطار التهويل الذي تلجأ إليه تل أبيب منذ اندلاع المواجهات من اجل التأثير على موقف لبنان وممارسة الضغوط لتحصيل مطالب فشل العدو الاسرائيلي في الاستحصال عليها في الميدان، ويؤكد الحزب جهوزيته لمواجهة كل الاحتمالات.
وأكد رئيس تكتل “بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن “أن كل التهديدات والتهويلات والكلام الذي سمعناه من العدو الإسرائيلي في الأسابيع الماضية لن يثنينا عن مواقفنا”. وقال: “نحن قوم عاهدنا أهلنا وربنا وشعبنا على المقاومة، ونعرف أن في طريق المقاومة تضحيات وأعددنا لكل ظرف عدّته، وللعدو نقول إنك تعرف تماما أحوالك وأوضاعك، وعملياتنا آلمتك وأوجعتك، حتى علا صراخكم وعويلكم، وقد جاء الموفدون من قبلكم بتهديدات وبمبادرات، وقلنا لهم لا شأن لنا يتعلق بحدودنا الجنوبية مع شمال فلسطين لأننا لا نعترف بإسرائيل ولا بحث بهذا الأمر قبل وقف إطلاق النار”. وسأل “أين أصبحت القرارات 425 و338 و194 و242؟”، مشدداً على أن “مَن يتوقع أن تتوقف المقاومة عن نصرة غزة في لبنان، فهو يتطلع لشيء لم ولن يحصل، ومن يتوقع البحث في الحدود الجنوبية قبل وقف العدوان عن غزة فهو يبحث عن شيء لن يحصل”.
شهداء خربة سلم
وفي سياق المواجهات الحدودية نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على منزل في بلدة خربة سلم أودت بحياة 4 أفراد من عائلة واحدة نزحت من قرية بليدا اضافة إلى عدد من الجرحى. وقد نعى حزب الله ببيان رسمي ثلاثة شهداء من أفراد العائلة هم جعفر علي مرجي وعلي جعفر مرجي وحسن جعفر مرجي، اما الجرحى فهم: نور ماجد، ملاك ماجد، محمد صالح، آلاء رفيق ايوب، مادلين زهير حيدر، مروة سامر سعد، سعد سامر سعد، زينب سامر سعد، وقد نقلوا جميعهم إلى مستشفى تبنين الحكومي واصاباتهم طفيفة باستثناء والدة الشهداء مرجي احلام فقيه فإن جراحها خطرة.
وفي السياق ذاته، أغارت مسيّرة اسرائيلية على الاحراج الشرقية لبلدة الهبارية في منطقة العرقوب، واستهدف الصاروخ سيارة “كرافان” على الطريق بين بلدة الهبارية ومنطقة “سدانة” ونقل المسعفون جريحاً كان بالقرب منها. وتعرض حرج بلدة كونين في قضاء بنت جبيل لقصف مدفعي تزامناً مع تحليق للطيران على مستوى مرتفع فوق مدينة الهرمل، وقرى قضاء جبيل والبترون وساحل المتن.
في المقابل، أعلن حزب الله في بيان أنه “رداً على اعتداءات اسرائيل على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل المدنية وآخرها الاعتداء على بلدة خربة سلم واستشهاد العائلة قصفت المقاومة الإسلامية عند الساعة (9:15) من صباح يوم الأحد مستعمرة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. وجاء في بيان آخر: “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، شنّت المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بمسيرتين انقضاضيتين على مرابض المدفعية في عرعر. وأصابت أهدافها بدقة”. وهاجم حزب الله تجمعاً لجنود الاحتلال شرق موقع بركة ريشا والتجهيزات في موقع راميا وآلية عسكرية في موقع المالكية والتجهيزات التجسسية في موقع الرادار وانتشاراً لجنود العدو في محيط موقع الراهب بصاروخ بركان، ودوّت صفارات الانذار في كريات شمونة والجليل خشية تسلل مسيّرة، وتحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه مواقع في الجليل.
وأفيد عن انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء قرى حدودية في القطاع الأوسط من جنوب لبنان. وأعلن جيش الاحتلال عن إطلاق 35 صاروخاً من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل واعتراض عدد منها.
صواريخ حزب الله
وحول صواريخ حزب الله، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “الجيش الاسرائيلي أدرك في الاشهر الاربعة الاخيرة أن ترسانة حزب الله تتضمن العديد من الذخائر الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدروع والتي يصل مداها إلى حوالى عشرة كيلومترات، وبعضها الآخر لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الاطلاق والهدف إذ تجاوزت الصواريخ الدقيقة التلال وانفجرت على اهداف في كريات شمونة ومحيطها”.
وكان برز تطور اضافي يشكل خطراً على شركات مالية تقدم خدمات تحويل مالي، وجرى الكشف عن لقاء بين نائب مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والجرائم المالية في آسيا والشرق الأوسط جيسي بايكر ومسؤولين ماليين لبنانيين لحضّهم على اتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات مالية غير قانونية تحوّل الأموال إلى حركة “حماس” وحزب الله.
بري وهلال رمضان
ولمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري من اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً بالتهنئة، وقال: “مع حلول شهر الخير والبركة شهر الله، مدعوون هذا العام إلى التماس رؤيا هلال هذا الشهر المبارك على الأرض قبل التماسه من السماء، من خلال عيون أهلنا في القرى الحدودية اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة صموداً وبذلاً وتضحية حتى الشهادة، ومن خلال عيون الأطفال والنساء والشيوخ فوق رمال قطاع غزة”.
واضاف: “مدعوون وكذلك المسلمون في مشارق الارض ومغاربها قبل التذكر في هذا الشهر الفضيل جوع وعطش يوم القيامة، إلى التذكر ومن منظور إنساني وإيماني وأخلاقي جوع وعطش وقهر وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية وأكناف بيت المقدس”. وختم بري: “ليكن رمضان هذا العام الذي يتزامن مع زمن الصوم لدى الطوائف المسيحية الكريمة صوماً للتقرب إلى الله قولاً وعملاً، من خلال التقرّب إلى وجع اهلنا في الجنوب ومعاناة أشقائنا في فلسطين وأهلها ومقدساتها. فمن هناك يجب ان يُلتمس هلال شهر صومنا، وهناك أيضاً تُمتحن الأمة في إيمانها وإنسانيتها وانتمائها وهويتها، فهل هي فاعلة فتُقبل الأعمال؟”.
وكان الرئيس بري تحدث عن الوضع الحدودي قائلاً: “ما في حلول طالما الهدنة مش ماشية وليصير في هدنة بصير لهوكشتاين دور وحتى اللحظة ما في شي”. وأضاف: “هوكشتاين قدّم لنا أفكاراً عدة في منها إيجابية ومنها فيه إنَّ”، مؤكداً “أننا ملتزمون بتطبيق القرار 1701 بالكامل وغير الله ما بيجبرني وافق على بنود فيها إنّ”. وأشار إلى “أن القطريين مهتمون بملف غزة وربطاً بجبهة الجنوب حيث يدعمون الحل ويشجعون للبحث في الافكار التي طرحها هوكشتاين”.
دريان لردع العدوان
من ناحيته، رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة حلول شهر رمضان “أن شهر رمضان لا يحضر على الوتيرة نفسها هذا العام بسبب العدوان الصهيوني على غزة وفلسطين وجنوب بلدنا الحبيب لبنان”، وناشد المجتمع العربي والدولي وبخاصة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ومجلس الامن وضع حد نهائي لمأساة الشعب الفلسطيني وردع العدوان الصهيوني الذي يُشن على أهل غزة وفلسطين وجنوب لبنان”.
وقال “ما بدأت تحديات العيش والنظام في لبنان بحرب غزة لكنها تعاظمت بعشرات القتلى، وبتهجير الناس من الجنوب اللبناني”. وقال “ظننا أن القرار الدولي رقم 1701 سيحمي لبنان، لكن ذلك لم يكن صحيحاً لأن الكيان الاسرائيلي لا يلتزمه، ويخالف كل القرارات الدولية بعدوانه على لبنان، ويقتل أبناءنا، ويدمر بيوتنا، فالاعتداء على أي منطقة في لبنان، هو اعتداء على كل لبنان، لا نفرق ولا نميز بين منطقة وأخرى، وما يحصل من عدوان على الجنوب، هو برسم صناع القرار في المجتمع الدولي، ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة الحرة، وعاصمتها القدس الشريف”.
وأضاف “لبنان في دائرة الخطر، والسبب الأول هو الشغور الرئاسي، فانتخاب رئيس للجمهورية، هو الخطوة الأولى نحو بناء الدولة، والطريق الصحيح القويم، في تفعيل عمل مؤسسات الدولة المترهلة”. وختم مطالباً “الجميع بالتعالي والتنازلات المتبادلة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على ما دونها لإنقاذ لبنان وإلا الفوضى وشريعة الغاب”.
تعليقات الزوار ( 0 )