شارك المقال
  • تم النسخ

تكرار حوادث احتراق الأسواق بالمغرب.. هل يحين الوقت لجرد أسبابها وعلاجها

على مدى سنوات، عرف المغرب في مدن وجهات مختلفة، حوادث اندلاع حرائق ضخمة في عدد من الأسواق مخلّفة خسائر مادية جسيمة وعواقب اقتصادية وخيمة اجترها التجار ومالكي المحلات التجارية بها لسنوات، رغم تلقي أغلبهم لتعويضات عن الخسائر.

واندلع في حوالي الساعة السادسة من مساء أمس الثلاثاء، 15 فبراير 2022، حريق مهول بسوق الرصيف، الذي يعتبر أحد أكبر الأسواق بمدينة فاس، إذ اشتعلت النيران بالجانب الذي يتواجد به تجار الخضر والفواكه والجزارين، قبل أن ينجح عناصر الوقاية المدنية في السيطرة على هذا الحريق الذي تسبّب، وفق مصادر محلية، في الإضرار بحوالي 80 في المائة من السوق.

وتحتفظ ذاكرة المغاربة بحريق سوق مليلية في مدينة وجدة في غشت من سنة 2011 حين أتى حريق على السوق بأكمله والذي كان حينذاك يشمل 1067  محلا تجاريا، وهو أحد أشهر الأسواق ليس في المدينة أو الجهة فقط، بل على المستوى الوطني، وذلك لطبيعة المعروضات التي كانت تُباع به والتي كان مصدر أغلبها مهرّب من الجزائر أو من مليلية المحتلة.

وفي يونيو من عام 2014، اهتزت مدينة الناظور على وقع اندلاع أحد أضخم حرائق الأسواق في المغرب، وذلك بعدما أتت النيران على سوق “المغرب الكبير” بالناظور والذي كان يُعرف لدى الساكنة بـ”سوبر مارشي”، والذي ألغى الحريق وجوده، قبل أن تعمل الجهات الوصية على إعادة بناءه كما هو الشأن بالنسبة لسوق “مليلية” بوجدة.

بعيدا عن جهة الشرق، وفي أكتوبر الماضي، شب حريق مهول بسوق القريعة الشعبي بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، على مستوى  الجناح التجاري الخاص بالخشب، إذ تعذّر على عناصر الوقاية المدنية السيطرة عليه نتيجة المواد القابلة للاشتعال المتواجدة به، وهو سوق تكرّرت به حوادث اندلاع النيران أكثر من مرة.

وفي أغلب هذه الحوادث، تجهل الجهات الوصية الأسباب المؤدية إليها، غير أن أكثر الأسباب شيوعاً، هناك الأسلاك الكهربائية العارية والتي ينجم عن تماسها اشتعال النيران، وهو الأمر الذي يرتبط بشكل وثيق مع السبب الثاني وهو تكديس المواد القابلة للاشتعال في أماكن قريبة من هذه الأسلاك كالملابس ومواد البلاستيك.

وعند محاولة عناصر الإطفاء العمل على إخماد النيران في الأسواق من النوع المذكور، غالباً ما يجدون أنفسهم أمام حريق دون مسارات تُسهّل دخولهم إلى وسط السوق وبالتالي السيطرة على الحريق في وقت أسرع، وذلك بسبب طبيعة بنائها وشكلها الهندسي المعروف في أغلب الأسواق المغربية التي تكون فيها المحلات التجارية متلاصقة وواجهتها قريبة من بعضها.

وبعد كل حريق من هذا النوع، تتجدّد الدعوات إلى الاهتمام بهذه الأسواق المنتشرة في أغلب مدن المغرب وتعرف توافد آلاف الزبائن وتشمل آلاف المحلات، وذلك عبر جرد الأسواق الناقصة التجهيز والمهترئة من ناحية السلامة، وإعادة هيكلتها تجنّباً لتكرار مثل هذه الحوادث التي تضرّ في الوقت ذاته بالاقتصاد الوطني للبلاد.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي