على بعد 24 كيلومتراً جنوب إقليم جرادة، الذي يبعد عن مدينة وجدة بحوالي 60 كيلومترا، تقع المنطقة السياحية “تكافايت”، حيث يتراءى لك من بعيد منظرها الأخاذ، وسط واحاتها البديعة المحاطة بأشجار نخيل، وعيونها التي لا تنضب.
ولجأ عددٌ من المواطنات والمواطنين القاطنين بمدينة جرادة لـ”تكافايت”، باعتبارها المتنفس الوحيد لهم، بعد العودة إلى الحياة الطبيعية، والمرور إلى المرحلة الثانية من “مخطط تخفيف الحجر الصحي”، بحثاً عن الراحة النفسية التي أرهقتها شهور الحجر الصحي وضغوطاته اليومية.
وفي هذا السياق، قال مراد من ساكنة جرادة لـ “بناصا”، “غياب أماكن الترفيه بالإقليم، يدفع الساكنة بالإقبال على “تكافايت”، خاصة في فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة بالجهة الشرقية، مضيفا، أن المنطقة تزخر بعدة مؤهلات طبيعية، ومواقع سياحية وأركيولوجية، تؤهلها لاستقطاب السياح الأجانب والمغاربة، إلا أنها لا زالت منسية بالنظر للمقومات السياحية التي تتوفر عليها”.
من جانبه، أكد سميح درويش، شاعر وكاتب، من أبناء “تكافايت”، في تصريح له لـ “بناصا” أنه رغم المؤهلات السياحية التي تزخر بها المنطقة، من عيون وشلالات ومساحات خضراء، يؤهلها لاحتلال مكانة متميزة على الصعيد الوطني في المجال السياحي، خاصة السياحة القروية والجبلية، لازالت مهمشة، وتنتظر التفاتة المسؤولين إليها لتنميتها.
وتعيش المنطقة حالةً من التردي على مستوى البنيات التحتية، التي تعرقل تطورها وتنميتها ونفض غبار التهميش عليها، إذ تنعدم وحدات الإيواء السياحي التي من شأنها أن توفر للزائر ظروفا مريحة لاستكشافها، وهو ما يجعل الزيارة لا تتجاوز اليوم الواحد ، فضلا على أنها لا تتوفر على طريق معبدة، الأمر الذي يجعل زوارها يضطرون إلى ترك سيارتهم بمدينة جرادة، ثم البحث عن وسيلة أخرى، للوصول إلى المنطقة السياحية.
وفي ذات السياق، تقوم جمعية “تكافايت” للثقافة والتنمية، بشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية التابع للسفارة الفرنسية، بمجهودات للنهوض بالمنطقة وايلائها الاهتمام اللازم، حيث أنجزت مجموعة من المشاريع، منها مشروع تطوير السياحة الجبلية، من خلال ترميم مجموعة من المنازل العتيقة، كما قامت بإبرام شراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالأسرة والتضامن، وذلك عبر مشروع إحداث وحدة للخيام الموجهة للسياحة البيئية، وإحداث دليل للسائح للتعريف بالمنطقة أكثر، والمساهمة في الدينامية السوسيو اقتصادية بالمنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )