كشفت تحليلات صحيفة “ساحل انتليجنس” عن تداعيات خطيرة لاستمرار دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، لكنها تحولت بمرور الوقت إلى كيان متطرف يهدد الاستقرار الإقليمي ويستنزف الموارد الاقتصادية والاجتماعية للجزائر.
ووفقًا للتحليل، يمكن وصف البوليساريو بـ”الورم السرطاني” الذي لا يزعزع التوازن الإقليمي فحسب، بل يقوض أيضًا أسس المجتمع الجزائري.
من حركة تحرير إلى جماعة متطرفة
وبدأت جبهة البوليساريو نشاطها كحركة تحرير وطنية، لكنها سرعان ما تطورت إلى منظمة متشددة تستخدم أساليب الحرب غير التقليدية والعنف لتحقيق أهدافها.
وتحولت تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بـ”جماعة إرهابية”، وفقًا لتعريف الإرهاب الذي يشمل استخدام العنف العمد لتحقيق أهداف سياسية.
وتشمل أنشطة البوليساريو هجمات مسلحة ضد المدنيين، واستراتيجيات تهدف إلى زعزعة الاستقرار، وتهديدات مستمرة للأمن الإقليمي.
الدور الجزائري: دعم مالي وسياسي وعسكري
وتلعب الجزائر دورًا محوريًا في استمرار نشاط البوليساريو، من خلال تمويلها وتزويدها بالأسلحة وتقديم الدعم الدبلوماسي لها.
ويُعتبر هذا الدعم جزءًا من سياسة خارجية تعود إلى عقود مضت، حيث تستخدم الجزائر البوليساريو كأداة لتعزيز نفوذها الإقليمي. ومع ذلك، فإن هذا الدعم يأتي بتكلفة باهظة على الاقتصاد الجزائري، الذي يعاني بالفعل من تحديات كبيرة.
تكلفة اقتصادية باهظة
وتشير التحليلات إلى أن الجزائر تنفق أكثر من 13 مليار دولار سنويًا على دعم البوليساريو وإدارة مخيمات تيندوف، حيث يتم احتجاز آلاف الصحراويين.
وبحسب الصحيفة٫ فإن هذه الأموال، التي يتم تحويلها من الميزانية العامة دون رقابة كافية، كان يمكن استخدامها لتمويل برامج تنموية وتعليمية وصحية لصالح الشعب الجزائري.
وبدلًا من ذلك، يتم توجيهها نحو دعم جماعات متطرفة، بما في ذلك حماس وحزب الله اللبناني وإيران، مما يزيد من العزلة الدولية للجزائر.
تداعيات اجتماعية وسياسية
ولا تقتصر تداعيات دعم البوليساريو على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد إلى الجانب الاجتماعي والسياسي. فالصراع الطويل الأمد والأيديولوجيا العدائية التي تروج لها الجزائر تؤثر سلبًا على التماسك الاجتماعي الداخلي.
كما أن التركيز على قضية خارجية مثل الصحراء المغربية يحول الانتباه عن المشاكل الداخلية الملحة، مثل البطالة المرتفعة وارتفاع معدلات التضخم وتردي الخدمات العامة.
الشباب الجزائري: ضحية السياسات الفاشلة
ويعاني الشباب الجزائري من نقص الفرص الاقتصادية والتعليمية، مما يدفع الكثيرين إلى الهجرة أو الوقوع في براثن اليأس.
وبدلًا من الاستثمار في مستقبل الشباب، يتم توجيه الموارد نحو دعم جماعات متطرفة وحروب بالوكالة، مما يفاقم الأزمة الاجتماعية ويضعف الثقة في المؤسسات الحكومية.
استنتاج: ضرورة التغيير
ويخلص التحليل إلى أن استمرار دعم الجزائر للبوليساريو يشبه “الورم السرطاني” الذي يهدد بتدمير الجسم كله إذا لم يتم علاجه. فبدلًا من تعزيز الاستقرار الإقليمي، يؤدي هذا الدعم إلى تفاقم الأزمات الداخلية وإهدار الموارد الوطنية.
ولإنقاذ مستقبل الجزائر، يتعين على القيادة الجزائرية إعادة تقييم سياساتها الخارجية والداخلية، والتركيز على تلبية احتياجات مواطنيها بدلًا من إضاعة الموارد في صراعات لا طائل من ورائها.
وأشارت الصحيفة إلى أن استمرار هذا النهج لن يؤدي إلا إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي، مما يهدد بزعزعة الاستقرار الداخلي للجزائر وتقويض مكانتها الإقليمية والدولية.
تعليقات الزوار ( 0 )