شارك المقال
  • تم النسخ

تقرير: المغرب بين مطرقة التغيرات المناخية وسندان تاريخه الزراعي العريق

تحت عنوان: “إفريقيا أرض النبيذ”، سلط تقرير فرنسي الضوء على بعض الصعوبات والتحديات التي يواجهها مزارعو العنب بالمغرب، وذلك بسبب درجات الحرارة المرتفعة للغاية والنقص المزمن في المياه، حيث يتكيف المنتجون، دون ضمان بقاء الكرم المغربي.

وقالت صحيفة “لوموند”، إن المغرب، البلد الذي اشتهر بتاريخه الزراعي العريق وخاصة زراعته للعنب، يشهد تحولات جذرية تهدد مستقبله الزراعي، فبعد أن كانت زراعة العنب تشكل أحد أهم روافد الاقتصاد الوطني، باتت اليوم تواجه تحديات وجودية بسبب التغيرات المناخية المتسارعة.

فقد ضربت موجات الجفاف المتتالية المغرب خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تراجع حاد في كميات الأمطار، ووصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تجاوزت في بعض المناطق 50 درجة مئوية، مما أثر بشكل كبير على دورة حياة الكروم أو العنب.

ويؤكد خبراء الزراعة أن هذه الظروف المناخية القاسية قد تسببت في تلف العديد من الكروم، وتراجع الإنتاج بشكل ملحوظ، ويعبر العديد من المزارعين عن قلقهم البالغ من المستقبل، حيث يخشون من فقدان هذا الإرث الزراعي الذي يمتد لآلاف السنين.

تهديد وجودي لقطاع النبيذ

ويشكل قطاع النبيذ في المغرب أحد أهم القطاعات الزراعية، ويساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، إلا أن التغيرات المناخية الحالية تهدد هذا القطاع بوجوده، حيث يعاني العديد من المنتجين من نقص المياه، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وتدهور جودة العنب.

ويحذر الخبراء من أن استمرار هذه الظروف قد يؤدي إلى زوال العديد من المزارع، وتراجع إنتاج النبيذ المغربي بشكل كبير، وهذا من شأنه أن يؤثر سلباً على سمعة المغرب كبلد منتج للنبيذ، ويقلل من تنافسيته في الأسواق العالمية.

تحديات تواجه القطاع

وأشار التقرير إلى أن المغرب يواجه تحديات كبيرة في مجال الزراعة بسبب التغيرات المناخية، إلا أن هناك العديد من الحلول الممكنة للتغلب على هذه التحديات، وحماية هذا الإرث الزراعي العريق، حيث يتطلب ذلك تضافر جهود الحكومة والقطاع الخاص والمزارعين، والعمل معاً من أجل بناء مستقبل مستدام للزراعة في المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي