تشهد المنطقة المغاربية توترات متزايدة بسبب الدعم المتواصل الذي تقدمه الجزائر لجبهة البوليساريو، الجبهة الانفصالية، ورغم تراجع الدعم الدولي للبوليساريو واقتراب إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية، إلا أن الجزائر تواصل التصعيد في المنطقة، مستغلة ضعف بعض الدول المجاورة.
الجزائر تستغل ضعف موريتانيا
وكشف تقرير حديث لصحيفة “ساحل أنتليجنس” الناطقة بالفرنسية والمتخصصة في القضايا الجيوستراتيجية بأفريقيا، أن موريتانيا، التي تحاول الحفاظ على توازن دقيق في علاقاتها الإقليمية، تعتبر الضحية الأولى لهذه السياسة الجزائرية العدوانية.
وأوضح التقرير، أنه وبعد فشل محاولات الجزائر في إقناع نواكشوط بالانضمام إلى صفوفها، لجأت إلى أساليب أكثر عنفًا، من خلال تجنيد ميليشيات موريتانية وتدريبها عسكريًا.
ويهدف هذا التجنيد إلى زعزعة استقرار موريتانيا وتقويض سلطة الدولة، مما يسهل على الجزائر بسط نفوذها في المنطقة. وتخشى نواكشوط من أن تتحول أراضيها إلى ساحة صراع بين القوى الإقليمية، مما يهدد أمنها واستقرارها.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذا التوتر المتصاعد بين الجزائر وموريتانيا له تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها من بينها توسيع رقعة التوتر وتهديد السلم والأمن وتراجع الاستثمارات وتعميق الانقسامات.
ويرى التقرير، أن الصراع قد إلى حرب بالوكالة، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، وقد تشهد المنطقة موجات من العنف والإرهاب، مما يهدد حياة المدنيين والبنية التحتية.
كما قد يردع المستثمرون عن الاستثمار في المنطقة، مما يؤثر سلبًا على التنمية الاقتصادية، وقد يؤدي الصراع إلى تعميق الانقسامات القبلية والطائفية داخل المجتمع الموريتاني.
مواجهة التحديات
ومضى التقرير قائلا: إن موريتانيا تواج تحديات كبيرة في مواجهة هذه الأزمة، حيث عليها أن تحافظ على توازن دقيق بين الحفاظ على علاقاتها مع الجزائر وتجنب التصعيد، وبين حماية أمنها الوطني واستقلالها.
وأشار المصدر عينه، إلى أن الأزمة بين الجزائر وموريتانيا تعتبر نتيجة مباشرة للسياسات العدوانية التي تنتهجها الجزائر في المنطقة، وتشكل هذه الأزمة تهديدًا خطيرًا للسلم والاستقرار في شمال إفريقيا، وتتطلب تضافر الجهود الدولية لحلها.
تعليقات الزوار ( 0 )