في خطوة استراتيجية لتعزيز قدراتها الدفاعية، تستعد القوات الجوية الملكية المغربية للحصول على ما يصل إلى 30 طائرة مقاتلة من طراز ميراج 2000-9E من الإمارات العربية المتحدة.
وتأتي هذه الصفقة، التي لا تزال قيد المناقشة، في إطار جهود المغرب لتحديث أسطوله الجوي وتعزيز مكانته كقوة إقليمية في شمال إفريقيا.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن الإمارات العربية المتحدة تناقش نقل نصف أسطولها التشغيلي من طائرات الميراج 2000-9E إلى المغرب.
وقد أشارت وسائل إعلام فرنسية، مثل “RFI”، إلى أن هذه الصفقة قد تكون قيد التنفيذ قريبًا، خاصة بعد زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى فرنسا في أبريل 2024، والإقامة الخاصة للملك محمد السادس في أبوظبي.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من المفاوضات الدبلوماسية، حيث وافقت فرنسا، المُصنِّعة للطائرات، على نقل هذه الطائرات من الإمارات إلى المغرب.
ومن المتوقع أن تعزز هذه الطائرات، التي تم تحديثها بشكل كبير وتجهيزها بأنظمة وأسلحة حديثة، القدرات القتالية للقوات الجوية المغربية.
وستكون طائرات الميراج 2000-9E إضافة مهمة للأسطول الجوي المغربي، الذي يتضمن حاليًا طائرات ميراج F1 وF-5 المحدثة، بالإضافة إلى طائرات F-16C/D Block 52+.
كما أن المغرب يتوقع تسلم طائرات F-16 Block 70/72 جديدة بحلول عام 2027، بالإضافة إلى تحديث أسطوله الحالي من طائرات F-16.
وقد أشارت تقارير إلى أن المغرب قد يصبح أول دولة عربية وإفريقية تحصل على طائرات F-35 Lightning II من الولايات المتحدة، حيث يتم مناقشة صفقة محتملة بقيمة تتجاوز 17 مليار دولار تشمل 32 طائرة F-35.
بالإضافة إلى ذلك، قام المغرب بطلب 36 مروحية هجومية من طراز أباتشي، كما حصل على 19 طائرة مسيرة من طراز Bayraktar TB2 من تركيا.
وتعكس هذه الصفقة الجهود المغربية لتعزيز استقرارها العسكري في منطقة شمال إفريقيا، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز قواتها الجوية لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.
كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية أوسع لتعزيز التعاون العسكري مع حلفاء رئيسيين مثل فرنسا والولايات المتحدة.
وقد أشارت تقارير إلى أن الحكومة الفرنسية كانت تدرس في وقت سابق إمكانية شراء بعض طائرات الميراج من الإمارات لتقديمها إلى أوكرانيا، إلا أن الإمارات فضلت بيع جزء من أسطولها إلى المغرب ومصر.
وعلى الرغم من وجود اتفاق مبدئي، إلا أنه لم يتم الإعلان عن الخطوات النهائية أو جدول التسليم أو حزم التحديثات.
وطائرات الميراج 2000-9E هي طائرات مقاتلة متعددة المهام، تم تطويرها خصيصًا للإمارات كنسخة متقدمة من طراز ميراج 2000-5.
وقد خضعت هذه الطائرات لتحديثات كبيرة من خلال عقود مع شركات مثل داسو للطيران وثاليس وMBDA، مما عزز قدراتها القتالية بشكل كبير.
ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت الصفقة ستشمل نسخًا أحادية المقعد فقط أو ستشمل أيضًا نسخًا ثنائية المقعد. إلا أن هذه الطائرات ستوفر للقوات الجوية المغربية قدرات متقدمة في مجالات الدفاع الجوي والهجوم الأرضي.
وتأتي صفقة طائرات الميراج 2000-9E في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز القدرات العسكرية للمغرب، خاصة في ظل التحديات الأمنية في منطقة شمال إفريقيا.
ومع استمرار هذه الجهود، يُتوقع أن تشهد السنوات القادمة مزيدًا من التعاون العسكري مع الحلفاء، مما يعزز مكانة المغرب كقوة إقليمية ودولية.
تعليقات الزوار ( 0 )