Share
  • Link copied

تقرير استخباراتي روسي يسلط الضوء على التحول الجيوسياسي الكبير للمملكة المغربية والتحديات القائمة في المنطقة

سلطت منصة “Special Eurasia” للاستخبارات الجيوسياسية الروسية وتقييم المخاطر، في تقرير مطول، اطلعت جريدة “بناصا” الإلكترونية على نظير منه، الضوء على التحول الجيوسياسي الكبير للمملكة المغربية والتحديات القائمة في المنطقة.

وقالت العضو المنتدب في منصة “سبيشل أوراسيا” المختصة بالشؤون الجيوسياسية، سيلفيا بولتوك، إن المشهد الجيوسياسي للمغرب يشهد تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بسياسة خارجية جريئة وتحالفات استراتيجية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.

وعززت هذه التحالفات القدرات الدفاعية للمغرب وعززت مكانتها الدولية، وفي الوقت نفسه، ينتهج المغرب مبادرات تنموية محلية مهمة، مع التركيز على تحديث الاقتصاد والاستثمار في الطاقة المتجددة.

ولا تزال قضية الصحراء المغربية، بحسب المصادر ذاتها، قضية جيوسياسية بارزة، حيث تحاول المملكة دمج المنطقة المتنازع عليها ومواجهة مساعي جبهة البوليساريو لتحقيق الاستقلال وتطلعات الجزائر الإقليمية.

المغرب: السياق الجيوسياسي

ويُعزز الموقع الاستراتيجي للمغرب على مفترق طرق أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط أهميته الجيوسياسية، ويجعل شريط الساحل الطويل للمغرب وقربه من الممرات البحرية الرئيسية منه لاعباً رئيسيًا في شبكات التجارة العالمية، ومن خلال الاستثمار في البنية التحتية وتحديث موانئها، يطمح المغرب إلى أن يصبح مركزًا لوجستيًا رئيسيًا للتجارة عبر القارات.

وأصبحت التحالفات الاستراتيجية للمغرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل ركائز سياستها الخارجية، حيث سهلت هذه العلاقات التعاون العسكري الواسع النطاق، بما في ذلك المساعدات وبرامج التدريب وإمكانية الوصول إلى التقنيات العسكرية المتقدمة.

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد حسّن ذلك بشكل كبير من موقفها الدفاعي وقدرتها على صون المصالح الوطنية، ويُظهر تعزيز القدرات العسكرية التزام المغرب بتأكيد سيادته وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وبحسب صاحبة المقال، فإن هذه التحالفات وفرت للمغرب ميزة دبلوماسية، مما مكنها من الاستفادة من الدعم الدولي في القضايا الخلافية مثل قضية الصحراء المغربية.

طموحات اقتصادية ورهانات على الطاقة المتجددة

ويلتزم المغرب بتحديث اقتصاده محليًا ويمهد الطريق لثورة خضراء، وتهدف جهود توسيع جرفه القاري إلى جبل البحري الاستوائي إلى الكشف عن موارد حيوية للصناعات الناشئة، مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية.

ويحتل الاستثمار في الطاقة المتجددة، ولا سيما الطاقة الشمسية والريحية، مكانة مركزية في استراتيجية الرباط لخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري ومعالجة المخاوف البيئية، وتعد محطة ورزازات للطاقة الشمسية، وهي واحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم، مثالًا حيًا على أجندة المملكة الطموحة للطاقة المتجددة.

ويوفر الاستقرار السياسي للمغرب تحت ملكية دستورية إطارًا ثابتًا للحكم، وشهد عهد الملك محمد السادس إصلاحات سياسية مهمة تهدف إلى لامركزية السلطة وتعزيز التحرير الاقتصادي، كما حافظت الحكومة المغربية على مستوى من الاستقرار، وهو أمر بالغ الأهمية لجذب الاستثمار الأجنبي وضمان النمو الاقتصادي.

ويعمل تنوع الاقتصاد عبر قطاعات مثل السياحة والزراعة والتصنيع واستخراج الفوسفات على تقليل تعرضه للصدمات التي تخص قطاعًا معينًا.

وكان قطاع السياحة في المغرب على وجه الخصوص، بمثابة حافز رئيسي للنمو الاقتصادي، حيث استفاد من التراث الثقافي المتنوع للمغرب والمناظر الطبيعية الخلابة، كما شهد قطاع التصنيع، بما في ذلك صناعات السيارات والفضاء، نموًا كبيرًا بدعم من الاستثمار الأجنبي المباشر والحوافز الحكومية.

ويعتبر ميناء الداخلة الأطلسي، وهو أهم مشروع بنية تحتية في البلاد، مثالًا على مبادراتها الاستراتيجية، حيث نشأ كجزء من استراتيجية الموانئ الوطنية، ويهدف الميناء إلى تعزيز الأنشطة الاقتصادية في المنطقة وتثبيت مكانة المغرب كمركز تجاري إقليمي.

المغرب: مشهد جيوسياسي معقد وسط مخاطر وتطلعات

وأشارت الكاتبة، إلى أن المغرب يواجه مجموعة من المخاطر والتحديات الجيوسياسية التي تؤثر على استقراره وأمنه وازدهاره الاقتصادي، من بينها الإرهاب والتهديدات الأمنية، وعدم الاستقرار الإقليمي، وتغيير المناخ، والهشاشة الاقتصادية، وكذلك نزاع الصحراء المغربية.

وعلى الرغم من الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب، تظل البلاد عرضة له داخليا وإقليميا، مما يشكل خطرا على السلامة العامة والسياحة وثقة المستثمرين، كما يمكن أن يتفاقم التوتر مع جبهة البوليساريو الإرهابية والجزائر إلى صراعات أوسع، مما يعطل الاستقرار والأنشطة الاقتصادية، ويشكل دعم الجزائر لجبهة البوليساريو تعقيدا إضافيا للوضع.

ويعتبر القطاع الزراعي المغربي، وهو ركيزة معيشية للكثيرين، عرضة لتقلبات المناخ، وتشكل الفيضانات والجفاف وغيرها من الكوارث الطبيعية تهديدا كبيرا على الإنتاجية الزراعية والبنية التحتية.

كما يمكن للعوامل الخارجية مثل أسعار السلع العالمية واختلالات التجارة وتقلبات الطلب السياحي أن تؤثر سلبا على الاقتصاد المغربي، مما يؤدي إلى تفاقم العجز المالي وعبء الديون.

في المقابل، يبني المغرب استراتيجيات شاملة لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع شركائه الدوليين، ويقوم بتنفيذ مشاريع لتحسين إدارة المياه وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة لمواجهة التغيرات المناخية.

كما تعمل المملكة، على تنويع الاقتصاد وبناء القدرة على الصمود أمام تقلبات السوق العالمية، وتعتمد ملامح المشهد الجيوسياسي المستقبلي للمغرب على نجاحها في تحقيق تطلعاتها الاستراتيجية، وتحديث اقتصادها، وحسم ملف الصحراء الغربية المغربية.

ويخلص تقرير الاستخبارات الجيوسياسية الروسية وتقييم المخاطر، إلى أن نجاح المغرب في معالجة هذه التحديات سيمكنه من تعزيز مكانته الإقليمية والدولية، أما استمرارها، فسيبقيها عالقة في براثن عدم الاستقرار.

Share
  • Link copied
المقال التالي