شارك المقال
  • تم النسخ

تقرير إيبيري يكشف سيناريوهات حرب “افتراضية” بين المملكة المغربية والإسبانية

توالت، في السنوات الماضية الأخيرة، التقارير التي تُصدرها مراكز بحث وتفكير إسبانية بشأن نشوب حرب افتراضية بين إسبانيا والمغرب، وتأثير التحالفات الدولية الجديدة للمغرب على النفوذ الإسباني في المنطقة، وتحديدا ما يتعلق بمستقبل مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية التي تحتلّها الجارة الشمالية منذ قرون.

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة “cronicasdelanzarote” يومه (السبت) تقريرا تحت عنوان: “حرب افتراضية بين إسبانيا والمغرب” تشير فيه إلى أن التوتر بين إسبانيا والمغرب ظل ثابتا عبر التاريخ، بسبب عوامل سياسية واقتصادية وإقليمية مختلفة.

وأضاف التقرير الإسباني الذي أعده الخبير في العلوم السياسية، برونو بيريرا، أن البلدان يتقسامان حدودا في شمال أفريقيا، مما أدى إلى خلافات حول السيادة على مناطق معينة مثل سبتة ومليلية، وأيضا كما هو الحال بالنسبة لقضية الصحراء والهجرة غير الشرعية.

وأوضح المصدر ذاته، أنه وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، لا يمكن استبعاد احتمال نشوب مواجهة عسكرية بين البلدين بشكل كامل، وفي حرب افتراضية بين إسبانيا والمغرب، سيكون السيناريو معقدا ومليئا بالتحديات لكلا البلدين.

وأضاف، أن المغرب بلد يتمتع بجيش مدرب ومجهز جيدًا، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي في شمال إفريقيا، ومن ناحية أخرى، تمتلك إسبانيا أيضًا قوات مسلحة حديثة وذات خبرة، لكن حجمها وميزانيتها العسكرية أصغر مقارنة بالمغرب.

وإحدى نقاط الصراع المحتملة في الحرب بين إسبانيا والمغرب، بحسب الخبير ذاته، ستكون السيطرة على مدينتي سبتة ومليلية، وهما مدينتان تتمتعان بصيغة الحكم الذاتي وتقعان في الأراضي المغربية.

وقد طالب المغرب تاريخياً بهذه المدن، مما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن النزاع حول الصحراء المغربية، وهي الأراضي التي يطالب بها المغرب ولكن تدعمها إسبانيا ودول أخرى، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع.

وفيما يتعلق بالقدرة العسكرية، يمتلك المغرب جيشًا يتكون من حوالي 200 ألف جندي، بما في ذلك الجنود البريون والقوات البحرية والقوات الجوية، كما تمتلك البلاد معدات عسكرية حديثة من دبابات وطائرات مقاتلة وسفن حربية، من جانبها، لدى إسبانيا حوالي 130 ألف جندي في قواتها المسلحة، مع التركيز بشكل أكبر على الدفاع والأمن القومي.

وفي حالة نشوب نزاع مسلح بين إسبانيا والمغرب، فإن مشاركة الجهات الدولية الأخرى ستكون أمراً لا مفر منه، وسيسعى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى التوسط في الصراع ومنع تصعيد العنف، وبالمثل، يمكن أن تشارك دول قريبة من المنطقة، مثل فرنسا والولايات المتحدة، بسبب مصالحها الاستراتيجية في شمال أفريقيا.

أما بالنسبة للاستراتيجيات العسكرية التي يمكن استخدامها في الحرب بين إسبانيا والمغرب، فسيتعين على كلا البلدين التكيف مع ظروف التضاريس وقدرات عدوهما، ويمكن للمغرب، بتفوقه العددي وخبرته في القتال في الصحراء، أن يختار حرب الاستنزاف وحرب العصابات، مستفيدًا من معرفته بالتضاريس لمضايقة القوات الإسبانية.

وبحسبه، يمكن للمغرب أيضاً أن يحصل على المساعدة من مئات الآلاف من المغاربة الذين يعيشون في إسبانيا، ويستخدمهم كمقاتلين يكرسون أنفسهم لخدمة وطنهم الأم في أماكن استراتيجية في إسبانيا.

ومن ناحية أخرى، يمكن أن تلجأ إسبانيا إلى تقنيتها العسكرية وقدرتها على استعراض القوة، سعياً إلى تحييد الدفاعات المغربية وتحقيق التفوق الجوي والبحري، علاوة على ذلك، فإن مشاركة الحلفاء الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي يمكن أن تعزز موقف إسبانيا في الصراع، وتوفر الدعم اللوجستي والاستراتيجي لمواجهة المغرب.

ومن حيث العواقب السياسية والاقتصادية، فإن الحرب بين إسبانيا والمغرب سيكون لها آثار كبيرة على المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، ومن شأن عدم الاستقرار في شمال أفريقيا أن يؤثر على طرق التجارة والطاقة، فضلاً عن أمن أوروبا والبحر الأبيض المتوسط.

ويرى الخبير في العلوم السياسية، برونو بيريرا، أنه من ناحية أخرى، فإن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الصراع من شأنها أن تتسبب في نزوح جماعي للاجئين والنازحين، مما يزيد الضغط على البلدان المجاورة.

وخلص المتحدث ذاته، إلى أن احتمال نشوب مواجهة عسكرية بين إسبانيا والمغرب يشكل واقعا لا يمكن استبعاده تماما، نظرا لتاريخ التوترات والخلافات بين البلدين، ومع ذلك، تظل الدبلوماسية والحوار أفضل الأدوات لحل الصراعات وتجنب تصعيد العنف.

ومضى قائلا: “لن يتسنى الحفاظ على السلام والاستقرار في شمال أفريقيا وفي مختلف أنحاء العالم إلا من خلال التفاهم المتبادل واحترام الحقوق الدولية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي