سلط تقرير نشره موقع “DW” الألماني الضوء على التراجع الجزائري الملحوظ في نفوذه الإقليمي في منطقة الساحل، وذلك في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة وتصاعد التوترات مع دول الجوار.
وقال التقرير في نسخته الفرنسية، يوم أمس (الخميس)، إن العلاقات الجزائرية المالية شهدت تدهوراً ملحوظًا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك على خلفية عدة تطورات أبرزها: العمليات العسكرية في شمال مالي والتعاون العسكري الروسي المالي وفشل اتفاق السلام ثم التنافس على النقوذ.
التعاون العسكري الروسي المالي
وأثارت العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة المالية، بدعم روسي، في منطقة تينزاواتين القريبة من الحدود الجزائرية، قلق الجزائر وخوفها من تداعياتها على أمنها القومي.
وعزز التعاون العسكري المتزايد بين روسيا ومالي من مخاوف الجزائر، لا سيما مع انتشار تقارير عن وجود مرتزقة روس من مجموعة فاغنر في المنطقة.
كما فشل اتفاق السلام الذي رعته الجزائر في مالي، والذي كان يهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، في ظل التطورات الأخيرة.
وتشهد المنطقة تنافسًا شديدًا بين القوى الإقليمية والدولية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويحد من قدرة الجزائر على الحفاظ على نفوذها التقليدي.
أسباب التراجع الجزائري
واستنادا إلى التقرير الألماني، فإن منطقة الساحل تعرف تحولات عميقة، مما يستدعي من الجزائر مراجعة سياستها الخارجية والتكيف مع المتغيرات الجديدة.
ويمثل الصعود الروسي في القارة الأفريقية تحديًا كبيرًا للجزائر، التي تسعى للحفاظ على نفوذها التقليدي في المنطقة، كما توجد اختلافات إيديولوجية بين الجزائر وبعض الدول التي تسعى إلى تعزيز نفوذها في المنطقة، مثل روسيا والإمارات العربية المتحدة.
تداعيات هذا التراجع
وبحسب التقرير، فإن تراجع النفوذ الجزائري سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة، ويهدد الأمن والاستقرار في شمال إفريقيا، وتفقد الجزائر جزءًا من دورها الإقليمي، مما يضعف مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة.
كما تواجه الجزائر، بحسب التقرير، تحديات أمنية جديدة، مثل انتشار الجماعات المتطرفة وتهريب الأسلحة والمخدرات.
تعليقات الزوار ( 0 )