Share
  • Link copied

تفاقم الهدر المدرسي في المستوى الإعدادي: الذكور في دائرة الخطر… ظاهرة مقلقة تهدد مستقبل التعليم وتستدعي تدخلًا عاجلًا

كشفت الإحصائيات الأخيرة عن ارتفاع مقلق في نسبة الهدر المدرسي في المستوى الإعدادي، حيث وصلت إلى 8.5% خلال الموسم الدراسي 2023-2024، مقارنة بنسبة 1.5% فقط في المستوى الابتدائي.

والأكثر إثارة للانتباه هو أن هذه الظاهرة أصبحت أكثر انتشارًا بين التلاميذ الذكور مقارنة بالإناث، وهو تحول لافت عما كان معروفًا سابقًا، حيث كانت الإناث أكثر عرضةً للهدر المدرسي.

تحول في الظاهرة: الذكور في دائرة الخطر

ولطالما ارتبطت ظاهرة الهدر المدرسي بانقطاع الفتيات عن الدراسة، خاصة في المناطق القروية، بسبب عوامل اجتماعية واقتصادية مثل الزواج المبكر أو العادات التقليدية. إلا أن المعطيات الأخيرة تشير إلى تحول ملحوظ في هذه الصورة، حيث أصبح الذكور أكثر عرضةً لترك مقاعد الدراسة في المستوى الإعدادي.

أسباب تفاقم الهدر المدرسي في صفوف الذكور

ويلعب الفقر دورًا محوريًا في تفاقم الهدر المدرسي، حيث يضطر العديد من التلاميذ الذكور إلى ترك الدراسة والانخراط في سوق العمل لمساعدة أسرهم في تحمل أعباء الحياة اليومية.

وفي ظل ارتفاع معدلات البطالة وتدني الأجور، يرى الكثير من الأسر أن التعليم لا يوفر فرصًا مستقبلية كافية، مما يدفعهم إلى تشجيع أبنائهم على ترك الدراسة.

ويعتبر المستوى الإعدادي مرحلة انتقالية حاسمة في المسار التعليمي للتلميذ، حيث تزداد صعوبة المناهج وتتطلب مستوى أعلى من الفهم والتحصيل.

وقد يؤدي عدم قدرة بعض التلاميذ على مواكبة هذه المتطلبات إلى فقدانهم الاهتمام بالدراسة، مما يدفعهم إلى الانقطاع عن المدرسة

ويواجه العديد من التلاميذ الذكور في مرحلة المراهقة تحديات نفسية واجتماعية كبيرة، مثل الضغوط الأسرية أو التأثير السلبي للأقران.

وفي غياب برامج الدعم النفسي والاجتماعي في المؤسسات التعليمية، قد يلجأ بعضهم إلى الهروب من المدرسة كحل لهذه المشكلات.

كما تعاني العديد من المؤسسات التعليمية الإعدادية من نقص في المرافق الأساسية مثل الفصول الدراسية والمختبرات والمرافق الرياضية، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ويقلل من جاذبية المدرسة في نظر التلاميذ، خاصة الذكور الذين قد يفضلون البحث عن فرص أخرى خارج إطار التعليم النظامي.

الإناث: تحسن نسبي ولكن التحديات باقية

وعلى الرغم من أن الإناث أصبحن أقل عرضةً للهدر المدرسي مقارنة بالذكور في المستوى الإعدادي، إلا أن ذلك لا يعني أن التحديات التي تواجههن قد اختفت تمامًا.

ففي بعض المناطق، لا تزال الفتيات يعانين من صعوبات مرتبطة بالبعد الجغرافي للمدارس أو نقص وسائل النقل الآمنة، مما يزيد من احتمالية انقطاعهن عن الدراسة.

نداء إلى وزارة التربية الوطنية

وفي ظل هذه المعطيات، توجه فريق التجمع الوطني للأحرار، عبر النائب محمد شوكي، بأسئلة ملحة إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول أسباب تفاقم الهدر المدرسي في المستوى الإعدادي، وخاصة في صفوف الذكور.

كما طالب الفريق بضرورة وضع استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه الظاهرة، من خلال تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ، وتحسين جودة التعليم، وتوفير فرص اقتصادية بديلة للأسر الفقيرة.

Share
  • Link copied
المقال التالي