Share
  • Link copied

تفاؤلٌ وانتقادٌ للحكومةِ.. هكذا استقبلَ المغاربة وصول أولى دُفعات لقاح “كورونا”

توصّل المغرب أمس الجمعة، بأولى دفعات لقاح “أسترازينيكا” البرطاني، قادمةً من الهند، بعد أزيد من شهرين من الترقّب والانتظار، في ظلّ حالة الغموض التي شابت العملية، بسبب غياب التواصل المقنع من طرف وزير الصحة خالد أيت الطالب، ورئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اللذان اكتفيا طوال خرجاتهما الأخيرة، بتكرار أنهما لا يعلمان موعد تسلّم أولى دفعات اللقاح.

وأعلنت وزارة الصحة أنه بعد وصول لقاح “أسترازينيكا” البرطاني، المصنوع في الهند، من المقرّر أن تتسلم المملكة أولى دفعات لقاح “سينوفارم” الصيني، الذي رخصت له بشكل استعجالي، أمس الجمعة، يوم الأربعاء المقبل، مشيرةً إلى أنها اقتنت 66 مليون جرعة من اللقاح، لفائدة 33 مليون مغربي، علما أن الحملة الوطنية للتطعيم ضد الفيروس، ستنطلق الأسبوع القادم.

واستقبلت شريحة واسعة من المواطنين خبر توصل المملكة بأولى دفعات اللقاح، بنوعٍ من التفاؤل، لاسيما أولئك المشتغلين في القطاعات الأكثر تضرّراً من التدابير المتخذة للحد من انتشار الفيروس التاجي، فيما هاجمت فئة أخرى الحكومة ووزارة الصحة، بسبب غياب التواصل مع المغاربة، واستمرار المسؤولين في إنكار علمهم بموعد وصول اللقاح، حتى قبل ساعات من تسلّم أول جرعة.

وفي هذا السياق، أعرب مجموعة من التّجار والمهنيين عن أملهم في أن تكون حملة التلقيح، التي من المنتظر أن تنطلق الأسبوع المقبل، بدايةً لمرحلة جديدة من تفشي الفيروس التاجيّ في المملكة، بعد حوالي سنة من المعاناة التي خلفتها الجائحة، مطالبين بضرورة الإسراع في تطعيم الفئات المستهدفة، ليكون المغرب، قبل رمضان المقبل، قد عاد للحياة الطبيعية.

وبالرغم من التطمينات التي أصدرتها وزارة الصحة، بشأن كون اللقاح آمنا على صحة الأشخاص، إلا أن مجموعة من المواطنين، أعربوا عن تخوفهم من تلقي الجرعات، خلال المرحلة الأولى، مطالبين بضرورة إخضاع المسؤولين الكبار للتطعيم في البداية، من أجل تشجيع بقية المغاربة على الحصول عليه، وإزالة الهواجس التي تعتري شريحة كبيرة منهم.

ولم يمنع الخوف من مدى أمان اللقاح، الفئة المذكورة من التفاؤل بشأن وضع المغرب في الشهور المقبلة، حيث أعربوا عن أملهم في أن تعود الأمور لطبيعتها التي كانت عليها قبل مارس الماضي، وإزالة القيود المشددة المفروضة، وعلى رأسها المتعلقة بحركة التنقل، ومنع التجمعات الكبيرة.

ومن جهة أخرى، انتقد مجموعة من النشطاء، الحكومة ووزارة الصحة، حيث قال أحمد بندويش: “تصوروا معايا جاء رئيس الحكومة وبحضور وزير الصحة، يوم الثلاثاء الماضي 19 يناير 2021، في جلسة خاصّة أمام مجلس المستشارين وقال بأن اللقاح ديال كورونا مزال موصل، ومعارفش بالضبط فوقاش ممكن يوصل، ومن بعد 48 ساعة فقط (…) توصلت بلادنا بالشحنة الأولى من اللقاح”.

وأوضح الناشط نفسه: “هذه الواقعة عندها جوج احتمالات، كل واحد فيهم كيطرح بزاف ديال الأسئلة”، مردفاً: “الاحتمال الأول: هل فعلا رئيس الحكومة معارفش تاريخ وصول اللقاح؟ وهذا الأمر كيطرح أيضا أسئلة من قبيل: هل يعقل أن رئيس الحكومة ووزير الصحة المسؤولين عن قطاع الصحة، ماعارفينش تاريخ توصل المغرب باللقاح؟”.

وتابع بندويش: “واش منطقي أن نقل مادة حيوية ومهمة لهذه الدرجة يتم بشكل مفاجئ ودون علم مسبق للحكومة؟ متى تم برمجة رحلة نقل اللقاح؟ وكيف تم ذلك؟ وشكون لي كان كينسق مع الشركة المصدرة؟”، أما الاحتمال الثاني، يضيف الشخص ذاته فهو أن “رئيس الحكومة ووزير الصحة معارفينش تاريخ التوصل باللقاح”.

واسترسل بأن هذا الاحتمال أيضا، يطرح أسئلة أخرى من قبيل “لماذا يتعمد رئيس الحكومة الكذب في مؤسسة دستورية وفي جلسة دستورية منقولة مباشرة على القنوات العمومية؟ ما فائدة وجود ممثلين للشعب وما فائدة وجود البرلمان من أصله إن كانت الحكومة لن تمده بمعلومات تهم صحة المغاربة وعلى هذه الدرجة من الأهمية؟”.

واختتم بندويش تدوينته بالتأكيد على أنه، “في كلتا الحالتين، سنكون أمام فضيحة سياسية وأخلاقية كبرى، تستدعي تذخل صارماً من البرلمان ومساءلة الحكومة كاملةً عبر إحدى الآليات الرقابية للكشف عن حقيقة ما يجري، ومعرفة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بهذا الموضوع..”، حسبه.

وسيراً على نفس المنوال، علّق ناشط آخر يدعى علال الزهري، على الواقعة بالقول: “دبا كل البيانات والتصريحات ديال الحكومة ولات كتعتمد على صيغة الماضي في الصياغة ديالها؛ توصلنا باللقاح.. بلغ عدد المصابين.. صيغة المستقبل أو حتى المضارع مابقاتش خدامة عندهم؛ سنتوصل باللقاح بتاريخ.. يرتب بلوغ عدد الحالات إلى…”.

وأردف الزهري في التدوينة نفسها، بأن “البيانات والتصريحات رجعوا مجرد بلاغات إخبارية فقط مافيهمش تاشي نبرة تقنية أو علمية أو دراسية والو… إوا الحقيقة راه لا يعلم الغيب إلا الله، والسيد رئيس الحكومة قبل يومين من وصول شخنة اللقاح من الهند، كان فالبرلمان ومقالش بلي اللقاح غايوصل بعد يومين”.

ويعني ذلك وفق الناشط السابق، بأن رئيس الحكومة “غير كيقرا الأخبار فالفايس بحالنا بحالو، وفاش كيقراه كايعيط للسكريتيرة تطتب ليه بيان وتبدل فيه شوية الصياغة باش مايجيش منقول بالحرف، وحتى التوقيع والكاشي مبقاوش يديروه حيت ممكن داك شي يصدق مكاينش ديك الساعة ساهلة يخرج يقول بلي البيان مفبرك”، حسب تعبيره.

يشار إلى أن عدد الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد في المغرب، منذ تسجيل أولى الحالات المؤكدة في شهر مارس من سنة 2020 الماضية، وصل لـ 464844 شخص، تعافى منهم بشكل كاملٍ 440652، مقابل وفاة 8105.

Share
  • Link copied
المقال التالي